رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الاستمرار فى العبادة علامة القبول

ماذا بعد رمضان؟

بوابة الوفد الإلكترونية

انقضى رمضان سريعًا، تاركًا أثره فى القلوب، ومع انتهاء الأجواء الروحانية، يواجه المسلم التحدى الحقيقى فى الثبات على العبادة، والسؤال الأهم: هل كانت طاعتنا للشهر أم لله؟ فكيف نحافظ على ما اكتسبناه من روحانية والتزام؟ هذا ما نحاول استكشافه فى السطور التالية.
علامة القبول
يرى الشيخ عبد القادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، أن الاختبار الحقيقى للعبادة لا يكون فقط فى شهر رمضان، وإنما فى مدى الاستمرار عليها بعد انتهائه، ويطرح تساؤلًا مهمًا: «هل كنت تعبد رمضان أم تعبد الله؟» مشيرًا إلى أن العبادة لا ينبغى أن تكون موسمية، بل أسلوب حياة مستدام.
ويستشهد الطويل بحال الصحابة والسلف الصالح، فقد كانوا يخشون عدم قبول أعمالهم بعد رمضان، فكانوا يدعون الله ستة أشهر بعده أن يتقبله منهم، كما رُوى عن المُعَلَّى بن الفضل: «كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم». وقد قال على بن أبى طالب رضى الله عنه: «كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا قول الله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)».
ويؤكد الطويل أن من علامات قبول الطاعة أن تستمر بعد رمضان، موضحًا: «رمضان وسيلة وليس غاية، إذا كنت قد التزمت بقراءة القرآن، أو الصيام، أو ضبط لسانك عن الغيبة والنميمة خلاله، فلا تهمل هذه العبادات بعده، لأن الانقطاع عنها قد يكون علامة على عدم القبول، والعياذ بالله.»
ويُشدد الشيخ عبد القادر الطويل على أهمية الاستمرار فى الطاعة ولو بأقل القليل، مستشهدًا بحديث النبى ﷺ: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»، مشيرًا إلى أن الثبات على العبادة هو الأهم، وليس كثرة الأعمال المؤقتة.
بدورها، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من حفظ جوارحه فى رمضان من المعاصى، واللغو، وفضول الكلام، فليحفظها كذلك فى سائر الأيام، ومن اعتاد الصيام والقيام فى رمضان، فليحرص على الاستمرار عليهما بعده، لأن الله هو رب الشهور كلها، يطّلع على أعمال عباده فى كل حين.
استمرار العبادة أم فتور؟
إذا كان الاستمرار فى العبادة علامة القبول، فهل الفتور بعد رمضان دليل على عدم القبول؟
فى هذا الصدد، يقول الدكتور محمود شلبى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن رمضان يساعد المسلم على التعود على الطاعات، إذ إن الالتزام بها لمدة 30 يومًا يجعلها جزءًا من حياته. لكنه يشير إلى أن من الطبيعى أن تقل الهمة بعد رمضان، إلا أن المهم هو الحفاظ على الأساسيات مثل الصلوات الخمس، وقيام الليل، وحسن الخلق، والاستمرار على الطاعة قدر المستطاع. ويشدد على ضرورة الاستعانة بالله، والتوكل عليه، والدعاء بالثبات، فهذه العوامل هى المفتاح للاستمرار فى العبادة بعد انتهاء رمضان، حتى يظل المسلم على صلة دائمة بالله، لا يقتصر إقباله على العبادة فى مواسم معينة فقط.
كيف نحافظ على العبادة ؟
وبخطوات عملية يوضح الداعية الإسلامى مصطفى حسنى أن أحد أهم أسباب الفتور بعد رمضان هو التراجع المفاجئ عن العبادات التى التزم بها الإنسان خلال الشهر الفضيل، ولتفادى هذا التراجع، يشدد على ضرورة اتخاذ خطوات تدريجية وثابتة فى العبادة خلال رمضان، بحيث تكون بمثابة تمهيد للاستمرار بعده.
خطوات تدريجية 
يؤكد حسنى أن كل شخص أدرى بحاله مع الله، ولذلك يجب أن تكون خطواته متناسبة مع مستواه فى العبادة، موضحًا: «فمن لا يصلى بانتظام عليه أن يجعل هدفه فى رمضان هو الالتزام بالصلوات الخمس، حتى تصبح عادة راسخة بعده، أما من يصلى الصلوات الخمس يمكنه التركيز على تحقيق الخشوع فى الصلاة أو المواظبة على السنن الرواتب، ومن يلتزم بالصلوات والسنن يمكنه إضافة ولو ركعتين من قيام الليل يوميًا ليتمكن من الاستمرار عليها بعد رمضان.
اختتم مصطفى حسنى حديثه بالتأكيد على أهمية التدرج فى العبادات داخل رمضان وخارجه، وتجنب اتخاذ قرارات مفاجئة بشأن مقدار قراءة القرآن، وأوضح أن الأفضل هو تحديد وقت ثابت يوميًا بدلًا من عدد الصفحات، فمن لا يقرأ خارج رمضان يمكنه البدء بـ10-15 دقيقة يوميًا، ومن يقرأ 10 دقائق يزيدها إلى 20، بينما من يقرأ جزءًا يوميًا يمكنه السعى لختم القرآن شهريًا، وشدد على ضرورة الاستمرار بهذا النهج فى مختلف العبادات بعد رمضان، فالعبادة لله وليست مقيدة بزمان.