رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حكم قضاء صلاة العيد لمن فاتته الصلاة.. هل يمكن تعويضها؟

بوابة الوفد الإلكترونية

يوم العيد مناسبة عظيمة ننتظرها بشوق، حيث نتجمع في الساحات والمساجد، رافعين أصواتنا بالتكبير والتهليل فرحًا بهذه المناسبة المباركة، لكن ماذا لو فاتت صلاة العيد على أحدهم؟ هل يجوز له قضاءها؟ وما رأي الفقهاء في ذلك؟

أهمية صلاة العيد وحكمها في الإسلام

صلاة العيد، سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى، هي من الشعائر الإسلامية التي شُرعت لإظهار الفرح والسرور، وتعظيمًا لله تعالى على نعمه. وقد جاء في الحديث الشريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ عندما وصل إلى المدينة، وجد أهلها يحتفلون بيومين في الجاهلية، فقال لهم:
"إنَّ اللهَ قد أبدلَكم بهما خيرًا منهما: يومَ الأضحى، ويومَ الفطر" (رواه أحمد والحاكم).
وهذا يدل على أن العيدين من الأعياد المشروعة في الإسلام، وجاءت الصلاة لتكون جزءًا من هذه الفرحة الجماعية.

أما من حيث الحكم، فقد ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن صلاة العيد سنة مؤكدة، بينما ذهب الحنفية إلى أنها واجبة على من تجب عليه صلاة الجمعة.

حكم قضاء صلاة العيد لمن فاتته

تثار تساؤلات عديدة حول إمكانية قضاء صلاة العيد لمن فاتته، إما بسبب النوم، أو تأخره عن الجماعة، أو لأي عذر آخر. وقد اختلف الفقهاء في هذه المسألة إلى رأيين رئيسيين:

رأي الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة في قولهم الأرجح):

يرون أن من فاتته صلاة العيد يجوز له أن يقضيها، ويُستحب ذلك، سواء فاتته لعذر أو بغير عذر.

لكن المالكية اشترطوا أن يتم قضاءها قبل زوال الشمس (أي قبل أذان الظهر)، بينما أجاز الشافعية والحنابلة قضاءها في أي وقت.

يُستدل على هذا الرأي بما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه إذا فاتته صلاة العيد، كان يجمع أهله ويصلي بهم مثل صلاة الإمام.

رأي الحنفية والإمام الشافعي في قول آخر:

قالوا إن صلاة العيد لا تُقضى، لأنها صلاة مخصوصة بجماعة الإمام، مثل صلاة الجمعة، فلا يجوز أداؤها منفردًا أو بعد فوات وقتها.

استدلوا بأن النبي ﷺ لم يرد عنه أنه أمر بقضائها، ولو كانت تُقضى لبيّن ذلك للأمة.

الرأي المختار للفتوى

بناءً على الأدلة والنصوص، فإن القول الراجح هو أنه يجوز لمن فاتته صلاة العيد أن يقضيها متى شاء، على صفتها الأصلية:

تصلى ركعتين، كما في صلاة العيد، بتكبيراتها الزائدة.

يمكن أن تُصلى منفردًا أو في جماعة صغيرة.

يُستحب أن تُقضى قبل زوال الشمس، لكن إن تأخرت فلا بأس بذلك.

وقد استدل الفقهاء بحديث النبي ﷺ:
"إذا رقدَ أحدُكم عن الصلاةِ، أو غفَلَ عنها، فليُصَلِّها إذا ذكَرَها" (رواه مسلم)، حيث اعتبروا أن هذا الحكم يشمل صلاة العيد أيضًا.