حكم الاجتماع للذكر بين صلاة التراويح.. الإفتاء ترد على الفتاوى الخاطئة
تنتشر الكثير من الفتاوى المغلوطة في شهر رمضان المبارك، والتي قد تُحدث بلبلة بين المسلمين، ومن بينها الفتوى التي تقول "لا يجوز الاجتماع للذكر بين صلاة التراويح".
وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية في سلسلة تصحيح الفتاوى الشائعة أن هذا القول غير صحيح، مشددةً على أن الاجتماع للذكر مشروعٌ في أي وقت، بما في ذلك الأوقات التي بين ركعات التراويح، وليس هناك دليل شرعي على تحريمه.
الذكر الجماعي.. مشروع في كل وقت
استشهدت دار الإفتاء بالعديد من الأدلة الشرعية التي تؤكد مشروعية الاجتماع على الذكر في كل زمان ومكان، ومنها قول الله تعالى:﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28].
هذه الآية الكريمة تُرَغِّب في مصاحبة أهل الذكر والاجتماع معهم في الدعاء، مما يدل على جوازه بل واستحبابه.
فضل مجالس الذكر الجماعية
كما استشهدت دار الإفتاء بحديث النبي ﷺ الذي يوضح فضل الاجتماع على الذكر، حيث قال:«لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (رواه مسلم).
هذا الحديث يؤكد أن الذكر الجماعي يجلب الرحمة والسكينة للمجتمعين عليه، وأن الله يذكرهم في الملأ الأعلى، مما يدل على فضله وأهميته في حياة المسلم.
الحكم الشرعي النهائي
بناءً على ما سبق، فإن الاجتماع للذكر بين ركعات التراويح أمر جائز شرعًا، ولا يوجد نص صحيح يمنعه أو يحرمه، بل إن الأدلة الشرعية تؤكد استحباب مجالس الذكر عمومًا، سواء بين التراويح أو في أي وقت آخر.
معركة الوعي تصحيح المفاهيم الدينية
أطلقت دار الإفتاء المصرية حملة "اعرف الصح" بهدف تصحيح المفاهيم الخاطئة ومواجهة الفتاوى الشاذة التي انتشرت في المجتمع نتيجة التشدد أو التساهل. تسعى الحملة إلى توعية الأفراد وتقديم الفهم الصحيح للأحكام الشرعية، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الفكري والاجتماعي.
تُنفَّذ الحملة عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بدار الإفتاء، حيث يتم نشر محتوى متنوع يشمل الصور والمنشورات المكتوبة والفيديوهات التوعوية. تهدف هذه المواد إلى تقديم المعلومة الدينية الصحيحة بأسلوب مبسط يصل إلى مختلف فئات المجتمع.
