من مكتبة «اقرأ»
موسوعة الفروق اللغوية واللمحات البلاغية فى الذكر الحكيم

هذه الموسوعة تجيب عن الأسئلة التى يكثر دورانها فى عقول المتدبرين والقارئين آيات القرآن الكريم، لماذا هذه الكلمة دون سواها، وتلك الجملة دون غيرها، والفروق اللغوية والبلاغية بينها وبين غيرها، والمسوغات الصوتية والصرفية، والنحوية والدلالية والبلاغية لمجىء كلمة دون كلمة، أو جملة دون جملة، فى سياق هذه الآية أو تلك، أو لماذا الجمع دون الأفراد، أو الأفراد دون الجمع، وما مسوغ التقديم أو التأخير أو ما سبب الحذف أو الذكر؟.. إلخ.
وقد صدرت حتى الآن فى ستة أجزاء عن دار «نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع»، ومجىء هذه الموسوعة فى صيغة السؤال والجواب فيه إثارة لذهن القارئ وتشويق له، ومن ثم كانت الإجابة عن السؤال شافية كافية وافية، بأسلوب علمى ميسر يجمع بين عمق الفكرة، وسلامة اللفظ، وفهم المعنى وسهولة المأتى.
هذا وقد كان للبلاغة فى هذه الموسوعة جانب عظيم، وحظ وافر فى بيان الملامح البلاغية الواردة فى السياق القرآنى، التى يظهر من خلالها عظمة القرآن الكريم، وجلال آيات الذكر الحكيم، وكمال الكتاب المبين، وما من شك فى أن هذا الجانب يعطى هذه الموسوعة قيمة مضافة تزداد بها المكتبة العربية إثراء وجمالا فى بابها.
وتنفرد هذه الموسوعة بالتدقيق العلمى، فقد حصل لها احتشاد علمى من علماء الأزهر الشريف على اختلاف تخصصاتهم اللغوية والبلاغية والأدبية وغيرها، حتى يطمئن القلب ويتيقن العقل من صحة المعلومات والحجج الواردة فيها بعد اعتماد أهل التخصص لها، وكان مقصدنا من صحة المعلومات والححج الواردة فيها بعد اعتماد أهل التخصص لها، وكان مقصدنا وسعينا من وراء ذلك إجلال كتاب الله وعظيمه. ومن أهم العلماء الذين برزوا فى الموسوعة الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الشريف الأسبق، والدكتور سامى عبدالفتاح هلال عميد كلية القرآن الكريم بطنطا جامعة الأزهر الشريف السابق والدكتور عبدالفتاح خضر عميد كلية القرآن الكريم الحالى، ومن ضمن هيئة أمناء الموسوعة الدكتور على جمعة المفتى الأسبق والدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر والدكتور نظير عياد مفتى الديار المصرية، والدكتور حسن الصغير مساعد أمين مجمع البحوث الإسلامية.
ويقول فضيلة الدكتور محمد محمد داود الأستاذ بجامعة قناة السويس والمشرف على الموسوعة إن القرآن معجزة عقلية لها الخلود لدوام تأثيرها فى العقل على مر العصور، ولا ترتبط بعصر نزول القرآن كما هى الحال فى المعجزات الحسية، والعقل الإنسانى مطالب فى كل لحظة وكل زمن بتدبر الخطاب الإلهى والوعى بأساليب القرآن فى صياغة الأمة صياغة حضارية، وهذه رسالة إلى من اتخذوا الغرب قبلة حضارية وفكرية ورأوا فيهم المدينة الفاضلة ونبذوا القرآن وراء ظهورهم واستطاع الغرب من خلال هؤلاء أن يشق وحدة عقل الأمة ولا يزال الغرب يحاصر محاولات يقظة العقل المسلم، ليبقى الفراغ فى الحياة الفكرية فرصة للغرب كى يملأه بالتغريب، وإن عجزنا فى ظروفنا المعاصرة عن الجهاد القتالى للمستعمر لفارق القوة، فما بالنا نتثاقل عن الجهاد المدنى وهو أساس التغيير، «وما يذكر إلا أولو الألباب».