عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تعلم الأنس بالله.. والتوازن بين العبادة والأدب في الحديث مع الله

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الإنسان مع كثرة العبادة يزداد أنسه بالله، وكلما ترقّى في مدارج القرب والمعرفة الإلهية، ازداد تعلقه بالخالق ورغبته في المزيد من الأنس به.

الأنس بالله في قصة سيدنا موسى

أشار الدكتور علي جمعة إلى أن هذا المعنى يتجلى في قصة سيدنا موسى عليه السلام عندما كلمه الله في الوادي المقدس طوى، حيث جاء في القرآن الكريم:
{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} [طه:17].
وكان يمكن أن يكتفي موسى عليه السلام بإجابة قصيرة، لكنه وجد لذة في الحديث مع الله فقال:
{هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى} [طه:18].

وأوضح جمعة أن هذا الحوار يعكس نموذجًا فريدًا من الأنس بالله، حيث أطال موسى عليه السلام الحديث طلبًا للأنس، لكنه في الوقت ذاته التزم بالأدب في خطابه مع الله، فأنهى كلامه عند حدّ لا يتجاوز حدود الاحترام والوقار.

التوازن بين الأنس بالله والأدب في الخطاب

أكد الدكتور علي جمعة أن هذا النهج هو الأمثل في العلاقة مع الله، حيث يكون الإنسان بين الأنس به وبين الأدب في الحديث معه. 

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التعدي في الدعاء، حتى يحافظ المؤمن على التوازن بين محبته لله وشوقه إليه، وبين التوقير والخشوع في مناجاته.

بلوغ أسمى درجات القرب من الله

واختتم جمعة حديثه بالتأكيد على أن بلوغ هذا التوازن هو من أسمى درجات القرب من الله، وهو ما ينبغي على العابدين السعي إليه في حياتهم الروحية، حيث يتحقق لهم الشعور بالطمأنينة والسكينة في ظل القرب من الله مع الحفاظ على هيبته وجلاله.

 

ادعية للقرب من الله والانس به 

 

اللهم اجعلني من عبادك الذين يحبونك وتحبهم، وقرّبني إليك قربًا يرضيك عني، واهدني إلى صراطك المستقيم، وثبّت قلبي على طاعتك.

اللهم ارزقني لذة القرب منك، وحلاوة مناجاتك، وأنس الطاعة لك، واجعلني من الذاكرين الشاكرين، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

اللهم اغسل قلبي من الذنوب والخطايا، ونقّه كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، واملأه بحبك وخشيتك، ولا تجعل في قلبي مكانًا لغيرك.

يا رب، اجعلني ممن يستأنس بك إذا استوحش، ويفرح بقربك إذا ضاق، ويفزع إليك إذا حزن، فلا أرى سعادتي إلا في رضاك وقربي منك.

اللهم اجعل لي نورًا في قلبي، ونورًا في لساني، ونورًا في سمعي، ونورًا في بصري، ونورًا في طريقي، وقربني إليك قرب المحبين، واهدني إليك هداية الصالحين.