دراسة جديدة تكشف حيلة بسيطة تزيد فرص الحياة لمرضى الخرف

أظهرت دراسة بحثية جديدة أن تحديد أهداف يومية يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بمرض الخرف في العيش لفترة أطول، ويسهم في تحسين نوعية حياتهم من خلال تعزيز استقلالهم وتجنب دخول المستشفى.
وتبيّن أن المرضى الذين يلتزمون بأهداف بسيطة خلال يومهم، مثل التفاعل مع الأحفاد، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو حتى إعداد الشاي، يمكنهم الحفاظ على نشاطهم الذهني والبدني، وبالتالي، تقليل الحاجة للرعاية الطبية المستمرة.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Lancet Health Longevity شملت تجربة استمرت عامًا كاملًا، وتم خلالها تقديم جلسات دعم لمساعدة مرضى الخرف ومقدمي الرعاية لهم على تحديد وتحقيق أولوياتهم اليومية. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن هذا النوع من الدعم يمكن أن يقلل من العبء المالي على النظام الصحي، حيث يُتوقع أن يصل إجمالي تكلفة علاج مرضى الخرف في المملكة المتحدة إلى حوالي 90 مليار جنيه إسترليني سنويًا بحلول عام 2040.
وفقًا للدراسة، تبين أن مرضى الخرف الذين يشاركون في برنامج "NIDUS-Family"، الذي يتضمن سلسلة من الدروس عن بُعد، يتمكنون من تحقيق أهداف يومية مثل زيارة الأحفاد أو ممارسة التمارين البدنية. وأثبتت التجربة أن هذا التدخل لا يعزز صحة المرضى فقط، بل يساعد أيضًا في تقليل التكاليف الصحية والاجتماعية بشكل كبير.
وعلى سبيل المثال، يتكلف برنامج "NIDUS-Family" 346 جنيهًا إسترلينيًا لكل مريض، وهو أقل بكثير من التكاليف السنوية المقدرة بحوالي 8934 جنيهًا إسترلينيًا التي يتم توفيرها جراء تقليل دخول المرضى للمستشفى.
وقد شملت الدراسة 302 مريض بالخرف، حيث شارك ثلثاهم في هذا البرنامج المبتكر. وقد حصل كل مريض على ما بين ستة إلى ثمانية دروس عن بُعد، تمحورت حول مساعدتهم في تحقيق أهداف مثل ارتداء الملابس بأنفسهم أو إتمام الأعمال المنزلية.
وصرحت البروفيسورة كلوديا كوبر، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعة كوين ماري في لندن، بأن هذا العلاج الجديد يمكن أن يقدم دعماً مهماً للمرضى داخل هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، مما يساعد على تحسين جودة رعاية الخرف وتخفيف العبء المالي على النظام الصحي. كما أضافت البروفيسورة راشيل هانتر، أن هذا التدخل سيحقق "فوائد ملموسة" للمرضى.
من جانبه، أكد الدكتور ريتشارد أوكلي من جمعية الزهايمر، التي ساهمت في تمويل الدراسة، أن برنامج "NIDUS-Family" يمثل "تغييرًا جذريًا" في رعاية مرضى الخرف. وأشار إلى أن هذه النتائج تقدم حلاً عمليًا وفعالًا من حيث التكلفة، الذي يتيح للمرضى الوصول إلى الدعم المخصص لتحقيق أهدافهم اليومية، وهو أمر ينبغي أن يصبح جزءًا من الرعاية الروتينية لمرضى الخرف.
بذلك، يُظهر البحث أن الأساليب البسيطة مثل تحديد أهداف يومية يمكن أن تحسن بشكل كبير حياة مرضى الخرف، وتساعدهم على العيش لفترة أطول بشكل مستقل، ما يعكس تحولا في أسلوب رعاية هذا المرض المزمن في المستقبل.