هَذَا رَأْيِي
ما شاهدناه وشاهده معنا العالم يوم الرابع والعشرين من شهر يوليو الماضة تحت قبة مبنى الكونجرس الأمريكى ومن أعضاء الكونجرس ومشرعى القوانين الأمريكية لا سابقة له فى تاريخ أمريكا الرسمى.. من حضر من أعضاء مجلس النواب والشيوخ الأمريكيين يقفون تصفيقا أكثر من ثمانين مرة ولمدة خمسين دقيقة لدكتاتور ومجرم حرب مطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتهجير القسرى لشعب فلسطين وتحديدا أهل غزة.. ألم يرى هؤلاء المشروعون الأمريكيون ما يحدث لشعب غزة طيلة عشرة أشهر؟ هل غاب عنهم وعيهم ام غًيب عنهم وهم يرفعون شعارات زائفة عن الحق فى الحياة والحرية وحقوق الإنسان؟.. ما حدث تحت قبة المجلس التشريعى الأمريكى سوف يظل وصمة عار على جبين من حضر من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ وسيظل علامة فارقة ناصعة الوضوح على تاريخ أمريكا المشوه وسياستها العرجاء و زيف إدعائها وتناقض سلوكها مع ما تدعيه من حماية حقوق الإنسان.. ما حدث تحت قبة المجلس التشريعى الأمريكى يكشف دور أمريكا فى تأجيج الصراعات الاقليمية فى العالم، بدءًا من فيتنام وأفغانستان مرورا بالعراق وصولا إلى فلسطين وتحديدا فى غزة.
وقف مجرم الحرب يمثل تمثيلا بارعة وكأن العالم لم ير جرائمه وإجرامه.. اصطحب معه مجرم الحرب بعض وسائله وأدواته لإقناع المغيبة عقولهم والميتة ضمائرهم ليسوق لهم بضاعة فاسدة.. كان ضمن أدواته ضابط قال عنه إنه جندى مسلم صهيونى يدعى أشرف البحيرى من النقب، قال عنه إنه مقاتل بارع قتل العديد ممن سماهم الإرهابيين، إلى جانب زملائه من الجنود الصهاينة والعرب والمسلمين والمسيحيين والدروز الذين يقاتلون فى غزة.. أى بحيرى هذا وأى إسلام هذا يعتنقه هذا البحيرى وأمثاله..
كلنا رأى بركان الكذب الذى فجره مجرم الحرب نتنياهو وهو يرمى بحممها عندما وقف يخاطب أناسا يصفقون له كأنهم لم يشاهدوا ولم يسمعوا ما ارتكبه جيشه فى غزة والضفة من جرائم إبادة وتشريد ومنع كل المقومات لاستمرار سبل الحياة من غذاء وماء ودواء وملبس ومسكن! أتى إليهم يطلب مزيدا من الدعم العسكرى والقنابل الذكية والغبية التى يصل وزنها إلى ألفى رطل لكى تستمر هذه المآسى وهذا الخراب والدمار.
مقابل الموقف الرسمى المخزى كان هناك موقف شعبى لأصحاب الضمائر الحية من الأمريكيين وأحرار العالم ضد إستقبال مجرم الحرب وكلمته تحت قبة «الكابيتول» المجلس التشريعى الأمريكى..
بدأت الفعاليات الشعبية بحرق العلم الأمريكى خلال الاحتجاجات على زيارة نتنياهو، ولم يتوقف الأمر عند هذه الخطوات النادرة الحدوث فى الداخل الأمريكي!
حيث أطلق بعض الناشطون المؤيدون لفلسطين آلاف اليرقات وديدان الطحين والصراصير داخل فندق «ووترجيت»، مقر إقامة نتنياهو بواشنطن، فى ذات التوقيت الذى كان نتنياهو يتحدث فيه أمام الكونجرس.
الحقيقة الدامغة أن نتنياهو، ومهما حاول عبر خطابه المكتوب بعناية أن يخدع العالم، سيبقى من أبرز سفاحى العصر الحديث، ولا يمكنه أن يُجَمِّل صورته وصورة كيانه أمام العالم! فلا تصفقوا للقتلة والمجرمين! ولا تطبلوا للمطلوبين للمحاكمة أمام الجنائية الدولية بتهم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسرى لشعب فلسطين وتحديدا أهل غزة!
[email protected]