ضوء فى آخر النفق
يتساءل الناس هل تنقطع الكهرباء عن مجتمع الأثرياء؟ سؤال من بين أسئلة كثيرة لا يجيب عنها أحد!! فجأة ومن دون أى مقدمات غرقت البلاد فى دوامة انقطاع الكهرباء! ضرب الناس كفًا بكف وتذكروا تصريحات حكومية كانت تبشر بأننا سنقوم بتصدير الكهرباء! خبطوا رؤوسهم فى الحوائط وهم يتساءلون: ماذا جرى لمحطات توليد الكهرباء التى تعاقدنا عليها مع شركة سيمنز العالمية؟هل كانت محطات «فنكوش»؟ هل شاب تنفيذها اخطاء؟ ما الذى جرى؟ ما حجم تأثير الزيادة السكانية السنوية على نقص مدخلاتنا من الطاقة؟ لا تقل لى انت صحفى ولديك المعلومات.. ياعزيزى نحن نناضل نضالًا مريرًا من اجل استصدار قانون حرية تداول المعلومات منذ زمن بعيد! هل تأثرت محطاتنا بنقص الموارد البترولية؟ فماذا جرى لحقل «ظهر» العملاق الذى كدنا نُقَبِل ارضه ونحج اليها بعد التصريحات الوردية التى غرقنا فى نورها أيامًا، ثم بدأنا نغط فى ظلام عميق، منذ أن بدأ القطع المتوالى للكهرباء؟ ما الذى حدث حتى تغلى مصر كلها وتفور بالغضب جراء انقطاع التيار، فى ذروة غضب الطبيعة صيفًا، وغضب وزارة التعليم من طلاب الثانوية العامة، بنماذج امتحاناتها التى لا تصنع عقولا ناقدة ولا تخرج أفكارًا مبدعة. العقول المعتمة تتحكم فى كل مشاهد الحياة ولا ينتظر منها ان تولد طاقة أو كهرباء فى أى قطاع!
يسأل عمرو أديب الاحزاب ماذا فعلت فى البرلمان لمواجهة ازمة انقطاع الكهرباء وزيادة المعدلات من ساعتين إلى ثلاث يوميا؟ اذا جاز توجيه هذا السؤال إلى الاحزاب فإننى أرى أن الحزب الوطنى المنحل وحده والذى عاد إلى الحياة فى اسم جديد، ولديه ٣١٥ مقعدًا فى المجلس، يُسْأل وحده هذا السؤال.. فما علاقة أحزاب لديها عشرون نائبا أو أكثر قليلا؟ ليس لأحد سطوة وغلبة فى المجلس الا هذا الحزب الذى يتفاخر زعيم الاغلبية فيه -لدى حديثه فى برنامج ايه الحكاية مع عمرو اديب- بأنه يتمدد ويتوغل ويتوسع وينتشر ويصل بأنشطته الاجتماعية إلى كل مكان، و..«بيوزع لحمة كمان»!
الوفد والتجمع مثلًا -وهذا ليس دفاعًا عنهما- لا يملكان هذه المقاعد المهولة.. يبدو أن «العدد فى اللمون»! لو أننا نقدر الديمقراطية ونعمل بموجب آلياتها فإن هذا الحزب هو من يشكل الحكومة.. لكن كيف وقد فضح الحزب نفسه على الهواء، حينما عرض عمرو صفحته على فيسبوك ووجد أنها لا تزيد عن كونها صفحة انشطة داخلية لا يوجد فيها اثر للممارسة النيابية!
قد يقول قائل مثلها مثل صفحات احزاب الوفد والتجمع والشعب الخ، والحقيقة أنها مقارنة خاطئة، فكل الظروف الموضوعية تقول ان الوفد يعبر عن نفسه ومواقفه فى صحيفته. كل الاخبار والآراء منشورة.. كل الاسئلة وطلبات الاحاطة مسجلة على صفحات الوفد وغيرها! لكن من الذى يستطيع تقديم استجوابات للحكومة كلها؟ انه الحزب الذى يتمتع بالغالبية، لكنه معطل، إلا من المجاملات والوجاهة الاجتماعية! اذا كان مستقبل وطن لديه كل هذه الامكانيات ولديه انجازات لا نعلمها بسبب تجاهل أو تقاعس الاعلام (!!) فلماذا لا ينشئ موقعًا الكترونيا ويجعل من صفحته على فيس بوك صحيفة وشاشة تليفزيونية كبري!
لديهم المال والسلطة ولكن لا يعملون ولا يفكرون وبالتالى العقول المنطفئة لن تولد كهرباء مطلقًا!