رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دماء على عتبات المسجد ليلة العيد

بوابة الوفد الإلكترونية

بلطجى إمبابة ينهى حياة شاب دافع عن شقيقه الصغير.. ووالدة المجنى عليه: «النهاردة كان فرح ضنايا»

 

مكالمة هاتفية لم تتخط الـ30 ثانية تلقاها شريف صاحب الـ29 عاما من احد أصدقائه فى منطقة إمبابة، أخبره خلالها بتعرض شقيقه الصغير «هادى» للحظات رعب وفزع على يد بلطجى بالمنطقة يدعى سونا، عندما تعرض للطفل الصغير بكلب شرس وراح يهدده به وسط حالة من الفزع والرعب انتابت الطفل الصغير.

ترك «شريف» عمله فى محل ملابس وهرول لإنقاذ شقيقه الصغير، وعندما وصل إلى الشارع الذى يسكن به، تقابل مع «سونا» «عيب اللى انت عملته مع أخويا دا عيل صغير وممكن يروح فيها»، بعدما ارتفع صوت الاثنين نتيجة المشادة بينهما، تدخل أبناء المنطقة ونجحوا فى الفصل بينهما قبل التشاجر.

لم ينته الخلاف عند ذلك الحد، وقرر البلطجى الانتقام من «الضحية» لوقوفه أمامه فى المنطقة بتلك الطريقة «لازم يتأدب على اللى عمله»، لكن كبار المنطقة وحكماءها قرروا عقد جلسة صلح بين الاثنين لإنهاء تلك المشكلة التى ستجنى خلافات لا يحمد عقباها.

أثناء جلسة الصلح التى جمعت أبناء المنطقة حاول «سونا» استفزاز «شريف» بحركات وألفاظ سيئة، لكن الأخير تمالك نفسه إخمادا للخلافات وتجاوز تلك المشكلة، ورغم جلسة الصلح إلا أن الخلاف بينهما لم ينته، وفى صباح اليوم التالى توجه «البلطجى» لمنزل «شريف» وألقى الألعاب النارية عليه لاستفزازه وإجباره على الخروج للانتقام منه، لكن الضحية أدرك محاولة استدراجه واستمع لنصائح أسرته ورفض الخروج فى ذلك الوقت.

فى مساء آخر ليالى رمضان نادى المؤذن لصلاة العشاء، وتوجه «شريف» لأداء الفريضة فى ذلك الشهر المعظم، وبعد أن فرغ من الصلاة مباشرة خرج على باب المسجد ليطلب من بعض الصبية الصغار اللعب بالألعاب النارية بعيدا عن المسجد لتسببها فى تشتت المصلين بسبب صوتها المرتفع، ولم يكن يعلم ان المتهم يتربص له فى ذلك الوقت، وعندما خرج الضحية على باب المسجد، فوجئ بطلقة تخترق صدره، ليسقط داخل المسجد ويهرول الجميع تجاه مصدر الصوت محاولين إنقاذ الضحية بنقله إلى المستشفى، لكن محاولتهم انتهت بالفشل وصعدت روحه إلى بارئها.

«اليوم كان فرحه ملحقتش أفرح بيه ولبس الكفن بدري» بتلك الكلمات الحزينة ودعت الأم المكلومة جثمان ابنها إلى مثواه الأخير، بعدما دفع حياته ثمنا للدفاع عن شقيقه الصغير، وتصدى للبلطجي.

فى منطقة المنيرة الغربية بإمبابة، حيث يسكن الضحية، اتشحت النساء بالسواد، وملأ الحزن قلوب الجميع حزنا على حياة الشاب الراحل، وعبر الأطفال عن حبهم للضحية بحمل صوره وإلصاقها على جدران الحوائط لتظل ذكراه بين أبناء منطقته حاضرة.

وتابعت والدة الضحية: أن ابنها « شريف، بائع ملابس يبلغ من العمر 29 عامًا، ويوم تشاجره مع المتهم توجه لشراء بدلة الفرح وكان يعد الأيام والليالى ليجتمع بمحبوبته داخل عش الزوجية، وواصلت الأم أن ابنها علم بتعرض شقيقه الصغير «هادي» لمضايقة من المتهم، فتدخل شريف للدفاع عن أخيه ووبّخ البلطجى على تصرفه. 

استكملت؛ «بعد ساعات، جاء «سونا» المتهم مع أصدقائه، وبدأوا برمى الألعاب النارية على شرفة منزلنا، والتى تسببت فى احتراق السجادة، أراد «شريف» الدفاع عن أسرته، لكنّنى منعته من النزول، قائلة له: «يا بنى دول بلطجية بلاش تنزل»، استمع شريف لكلماتى بالفعل، وتدخل أحد رجال المنطقة لتهدئة «سونا» والذى وافق على عقد جلسة صلح، اكنه غدر بابنها وأنهى حياته بطريقة مأساوية.. «ملحقش يفرح بكتب كتابه.. كان لسة جايب فرشته»، تصمت قليلاً وتنتابها حسرة «كان رايح يحجز قاعة فرحه.. ابنى اتقتل وهو طالع من الجامع».

بعد الجريمة لاذ القاتل بالفرار تاركاً وراءه مأساة حقيقية تُدمى القلوب وتُطفئ شمعة عريس قبل موعد زفافه بينما تغرق أم «شريف» فى بحرٍ من الحزن، وتُردد عباراتٍ تُمزّق القلب: «الدفنة كأنها زفة»، أقيمت مراسم العزاء وسط حضورٍ هائل، ضمّ مئات الشباب الذين أتوا ليُشاركوا عائلة «شريف» ألمهم، وكانت تراقب الأم الحشودَ، وتُردد بصوتٍ مُتقطع: «الناس دى كلها بتحبك يا شريف، كنت جدع وطيب وحب الناس بان عليك».

أما والد الضحية فيطالب بالقصاص لنجله «واثق فى القضاء العادل.. وأنا عايز حق ابنى عشان نار قلبى تطفى.. ده كان لسه قايس البدلة».

وعبرت أسرة «شريف» عن شكرها للأجهزة الأمنية على جهودها فى ضبط المتهم قبل مرور 24 ساعة على هروبه، وفى مقدمتهم المقدم مصطفى الدكر رئيس مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية، والعميد عمرو حجازى رئيس قطاع مباحث الشمال، واللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، لكنّ مشاعر الحزن والألم لا تزال تُسيطر عليهم، ورددت الأم عباراتٍ مُفعمة بالألم: «ابنى كان هيلبس بدلة الفرح خلال أسابيع، ودلوقتى لبس الكفن... كان عريس... أريد القصاص العادل من المتهم!»، تُؤكّد الأم ضرورة إنزال أشدّ العقوبات بالقاتل، مُردّدةً: «الإعدام هو اللى يشفى غليلي... حسبى الله ونعم الوكيل».

فى نفس السياق أكد شهود عيان صحة رواية الأم عن حادثة مقتل ابنها «شريف» على يد «المتهم»، حيث روى «أحمد» أحد سكان المنطقة تفاصيل مثيرة عن الحادثة، حيث أكد أنّ المتهم هدّد «شريف» بسلاح أبيض خلال جلسة الصلح التى جمعتهما.

وأضاف «أحمد» أنّ «شريف» تمكّن من انتزاع السلاح من المتهم بسرعة، لكنّ المتهم لم يتحمّل هذه «الإهانة» واعتقد بأنه اهانه بتلك الطريقة وانتزاع السلاح من يديه، فقرّر مضايقة «شريف» من خلال السب وإطلاق الألعاب النارية على منزله.

ويُؤكّد شاهد العيان أنّ المتهم وأصدقاءه كانوا يلعبون بالألعاب النارية المُزعجة أثناء صلاة العشاء خرج «شريف» من المسجد للتحدث مع أحد الشباب، ودون أيّ سابق إنذار ظهر «سونا» حاملاً سلاحاً نارياً وأطلق رصاصة قاتلة اخترقت صدر «شريف».

يُعبّر «أحمد» عن حزنه الشديد على فقدان «شريف» الذى كان شخصاً محترماً ومحبوباً من الجميع، ويُؤكّد عدم رؤيته سوى الخير من «شريف» طوال حياته مرددا: «حسبى الله ونعم الوكيل فى المتهم».

كما تُخيّم حالة من الصدمة على «شقيق شريف» بعد فقدان أخيه فلا يستطيع التعبير عن مشاعره سوى بكلماتٍ مُفعمة بالألم تُطالب بالقصاص من «المتهم».