رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

-لا أدخنه.. لم أعد أحبه أو أقدره، وأدرى تماما مالذى أفوِّته بموقفى منه!
- طقوس مدخنى الحشيش كرنفالية مدهشة! فى المانيا مثلما فى بلجيكا مثلما فى مصر مع فارق الطابع الحضارى لبلد التعاطى. آه من تلك «الرائحة» المغرية المذهلة التى اتحاشاها من المنبع. الاثنين الماضى احتفلت ألمانيا بتقنين تعاطى -وحيازة- الحشيش للبالغين! إحدى اقوى البلدان الصناعية تسمح لمن تبلغ اعمارهم الـ١٨عاما فما فوق، بحمل ما يصل إلى ٢٥ غراما منه، وفى المنزل و٥٠ غراما بالمنزل، مع زراعة ٣ نباتات لزوم الاستهلاك الشخصى!! ألمانيا على خطى أوروبا التى يباع الحشيش علنا فى بعض دولها. لحظة مهمة فى حياة عشاق مخدر يخلب لب الفتيات قبل الفتيان. ينص القانون على ابتعاد الباعة والمستهلكين من مراكز الرعاية والمدارس والنوادى والملاعب لمسافة مائة متر. وكأنى اتذكر هنا روح «دون كورليون»  زعيم المافيا (فى رائعة ماريو بوزو Good Father الشهير بالعراب، والذى لعب دوره فى الفيلم مارلون براندو، ثم آل باتشينو) الذى حاول تجار المخدرات اغتياله، واغتالوا ابنه (سوني - لعب الدور جيمس كان) ومعاونه لو كا براتزى، لرفضه طلب عصابات المافيا بإتاحة تجارة المخدرات المدمرة، إلا أنه عندما رضخ لهم اشترط الا تباع بجوار المدارس أو بالقرب منها.
لا اعرف كيف كان هو شعور الفاجومى أحمد فؤاد نجم فى مثواه، اذا بلغه نبأ احتفال جمعية القنب الالمانية بمشروعية تدخين الحشيش وحيازته للبالغين، فذات حوار معه فى الثمانينيات، عنونت روزا اليوسف على غلافها: أطالب بأن يصبح الحشيش مشروبا قوميا للمصريين!
ويقول العارفون والخبراء إن الحشيش فى مصر مضروب -منذ اندلاع ثورتى يناير ويونيو- وان التجار ينتجون خلطات تخليقية مميتة وان الحشيش البيور النقى أصبح ذكريات، اللهم إلا لدى الكبار جدا، ولم تعد هناك فرص لوصوله إلى مستحقيه من العامة ومتوسطى الدخل، الذين باتوا يتنشقون على نفس واحد من الزمن الجميل للحشيش.
المانيا!! ماذا فعلت بنا الحياة لكى نصل إلى لحظة كهذه؟ كان أقصى ما يفعله الأوربيون الذين يعملون لأكثر من ست عشرة ساعة يوميا أن يغسلوا همومهم فى نهاية اليوم على ضفاف «شوبين بيرة»- التعبير للدكتور لويس عوض مجتزأ من حوار لى معه عام ٨٥- فكيف يأتى يوم على الألمان أو الاوربيين فيقننون تعاطي الحشيش! يا لها من لحظة.. ربما لو كان نجم حيًا لوثقها فى قصيدة لاذعة!
الاثنين كان يوما كرنفاليا لألمانيًا، وداميًا لسوريًا بكل أسى وأسف، فرغم أن الصهاينة دكوا القنصلية الايرانية فى دمشق، وقتلوا عددًا من قادة سرايا القدس الكبار، ضمن مجموعة ضربات تنتهك سوريا من دون أن تقدم على أى رد فعل لانتهاك اراضيها للمرة العاشرة تقريبا، يأبى الاثنين الدامى ان يذهب أيضًا، من دون أن تطلق الدكتورة سعاد صالح «حديث الحب»، لكن من دون أن «ننتشي» بفتواها الصادمة فى القرن الحادى والعشرين، فهى القائلة ان «الحب من وراء ظهر الأسرة خيانة لها وخيانة للامانة»!! هذه المرة سوف تغضب أم كلثوم قبل عشاقها، لأجل الحب الذى يكمن خلوده فى كونه سرًا بين المحبين. هكذا الأيام الآن: يغضب المحبون ويسعد الحشاشون ويتألم الرفاق للدم العربى المراق فى سوريا وفلسطين!