كلام فى الصيام
السلام مع النفس والمجتمع سمت إسلامى
السلام قيمة إسلامية راقية، ولعظم شأن السلام جعله الله اسماً من أسمائه الحسنى فقال: «هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام...» وجعله الله اسماً من أسماء الجنة فقال تعالى: «لهم دار السلام عند ربهم» وجعل الله السلام تحية أهل الجنة فقال تعالى: «تحيتهم فيها سلام» وكذلك جعل السلام هو تحية المسلمين فى الأرض.
والسلام من الحقوق الواجبة على المسلمين فقال (صلى الله عليه وسلم): «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام...» ووصف النبى (صلى الله عليه وسلم) البخيل بالسلام من أعجز الناس فقال: «إن أعجز الناس من عجز الدعاء، وإن أبخل الناس من بخل بالسلام».
والسلام هدف أسمى للشرائع السماوية كلها فالله قال لنوح عليه السلام: «يا نوح اهبط بسلام منا وبركات...» وإبراهيم عليه السلام لما رفض والده دعوته قال له: «سلام عليك ساستغفر لك ربى».
والمسلم مأمور بالسلام مع نفسه امتثالا لأمر الله «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً...» وقوله تعالى: «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها».
وفلاح الإنسان متوقف على تزكيته لنفسه، لذلك كان من دعاء النبى (صلى الله عليه وسلم): «اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها»، والمسلم مأمور بالسلم مع مجتمعه، فلابد أن يكون سهلاً ليناً قريباً ودوداً، يألف ويؤلف لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف، وخير الناس أنفعهم للناس». كذلك يحب للناس الخير لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه»، ويخالق الناس بخلق حسن، لقول الله تعالى: «وقولوا للناس حسناً» وقوله: «وقل لعبادى يقولوا التى هى أحسن»، وقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» وكذلك السلام والأمن مع الجيران مسلمين وغير مسلمين، بل سلام مع البيئة وكل المخلوقات.