رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

استطاعت إسرائيل فى البداية كسب تعاطف العالم بشأن الحرب فى غزة ؛ ثم تحول التعاطف إلى عزلة عالمية وإدانة واسعة النطاق.. والسبب هو بنيامين نتنياهو. صاحب براءة الاختراع، فى هذا الشأن. وهذا مايراه ألون بنكاس. القنصل العام لإسرائيل فى نيويورك من عام 2000 إلى عام 2004. كاتب العمود فى صحيفة هآرتس. فهو يرى أن نتنياهو سعى عمدا وعن قصد إلى مواجهة مع الولايات المتحدة منذ أواخر أكتوبر. أن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2728، الذى يطالب بـ«وقف فورى لإطلاق النار»، ليس سوى إحداث ذريعة لهذه المواجهة المتعمدة. قد يبدو الأمرغريبا بالنسبة لك، بالنظر إلى أن البلدين حليفان وثيقان، وبالنظر إلى اعتماد إسرائيل الكبير على المساعدات العسكرية الأمريكية ومظلتها الدبلوماسية، وخاصة بالنظر إلى دعم الرئيس بايدن الساحق والثابت لإسرائيل منذ كارثة 7 أكتوبر.

لكن لدى نتنياهو سببان للتحريض على مثل هذه المواجهة. الأول هو الإضاءة الغازية النقية على نطاق واسع. لقد اختلق رواية من المفترض أنها تشرح سياق الحرب، وبالتالى تعفيه من المسئولية والمساءلة التى يرفض باستمرار تحملها. كما أنه يصرف الانتباه عن سياسته المعلنة المتمثلة فى مطالبة قطر بمنع تحويل المزيد من الأموال إلى غزة لتعزيز حماس، وكل ذلك من أجل إضعاف السلطة الفلسطينية وجعل أى مفاوضات سياسية مستحيلة.

ووفقاً لهذه الرواية، كان يوم 7 أكتوبر مجرد كارثة كان من الممكن تجنبها لو لم تفشل قوات الدفاع الإسرائيلية واستخبارات الشاباك. والمشكلة الأكبر الآن، بحسب نتنياهو، هى إمكانية قيام دولة فلسطينية، فالعالم يحاول وخاصة الولايات المتحدة، فرضها على إسرائيل منذ الهجوم. بالطبع، من المستحيل أن يتم «فرض» دولة فلسطينية جديدة من الخارج. لكن هذا التأطير يسمح لنتنياهو باسترضاء ائتلافه اليمينى المتطرف وشركائه، الذين عارضوا منذ فترة طويلة قيام أى شكل من أشكال الدولة الفلسطينية. ويسمح له بجعل الصراع مع الولايات المتحدة نقطة محورية، بدلا من إخفاقاته..

أما السبب الثانى فهو أكثر حداثة وعملية: فالمواجهة تدور حول جعل بايدن كبش فداء لفشل نتنياهو فى تحقيق «النصر الكامل» أو «القضاء على حماس»، وهما شعاران من نوع كعكة الحظ التى يقذفها بانتظام.

إن قرار مجلس الأمن الذى يطالب بوقف فورى لإطلاق النار، والذى تبنته 14 دولة مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، يضع إسرائيل على مسار تصادم مزدوج: مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكن بشكل أكثر أهمية، مع الولايات المتحدة. يؤكدها نوبات الغضب التى يعانى منها نتنياهو بشأن مدى «دهشته» من امتناع الولايات المتحدة عن التصويت. رغم أن إدارة بايدن حذرته مرارًا وتكرارًا من أن هذه النتيجة ستكون حتمية إذا استمر فى تعنته وتحديه ورفضه الفعلى للتعامل مع الولايات المتحدة، الحليف القوى والحامى لإسرائيل.