عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

رمضان شهر التقرب إلى الله، تعلو فيه الروحانيات وتسود روح التسامح والسلام، الكل يغلب مبدأ الهدوء النفسى، وكثيرون يعتبرونه فرصة للتغيير الإيجابى، ولعقود طويلة كانت البرامج التليفزيونية تركز على دعم هذه الروح وتقديم محتوى يدعم الجانب الأخلاقى وينمى فكرة التسامح، وكانت الدراما فى أغلبها تسير فى طريق الأفكار الاجتماعية البسيطة التى تعكس صورة طيبة للمجتمع، اجتماعيًا وثقافيًا، مع بعض الأعمال الكوميدية التى كانت تستهوى المشاهد، وكان ماسبيرو نموذج فى تقديم الدراما والبرامج التى تحمل رسالة جادة فى هذا الاتجاه، لكن خلال السنوات الماضية تغيرت الصورة تماما ووجدنا دراما عنف وكراهية، وبرامج سخرية وخناقات وابتذال واستخفاف وإهانة، ومشاهد عرى، صورة درامية وبرامجية لا تتناسب مع الشهر الكريم بل لا تتناسب أصلاً مع اخلاقيات وطبيعة المجتمع المصرى بشكل عام، ولا يمكن إنكار الدور الذى تلعبه الشركة المتحدة فى محاولة تصحيح الصورة وتطهير الشاشة من شوائب الدراما الهادمة إلى دراما هادفة، وتنويع الأفكار ما بين تاريخى واجتماعى وكوميدى، بشكل حقق جذباً إيجابياً بين المشاهدين، لكن المشاهد المصرى يمتلك الريموت ويتجول به بين القنوات على اختلافها فى سماء لم تعد تعرف الخصوصية، ولهذا فالمتحدة وحدها على كثرة ما تقدمه لا يمكن أن تصحح الصورة السلبية وحدها وإنما مطلوب أن تكون القاعدة عند صناع الدراما والإعلام بشكل عام هى إدراك المسئولية الكبيرة التى تقع على عاتقهم فى تقديم محتوى يعكس القيم والأخلاق والروحانيات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، والابتعاد عن برامج الفضائح والمقالب المسيئة والبعد أيضاً عن الإثارة والجدل والفضائح بهدف زيادة المشاهدة وجذب الإعلانات، فرمضان ليس شهر دراما العنف والدم والقتل ولا برامج هدم الأخلاق ونشر الفضائح.
يجب أن يسأل كل منتج وكل مسئول عن جهة إعلامية نفسه..هل ما يقدمه من محتوى يعكس حقًا قيم وأخلاق المجتمع المسلم، وهل يساهم فى تعزيز الروحانيات والتفكير الإيجابى خلال رمضان؟.
أعتقد أن الإجابة الصادقة على هذا السؤال لن ترضى الكثيرين وستجعلهم مطالبين بتصحيح أخطاء كثيرة وقعوا فيها ودفع المجتمع ثمنها.
يجب على صناع البرامج التليفزيونية مثلا أن يتحملوا المسئولية فى تقديم محتوى يرفع من قيم المشاهدين ويعزز الأخلاق الحسنة.. وأن تتضمن البرامج التليفزيونية فى رمضان أفكار تعزز التفكير الإيجابى، مثل التسامح والعدل والكرم والعمل الخيرى، والمحبة والتواصل الإيجابى بين الناس.
يجب أن تتجنب البرامج التليفزيونية فى رمضان عرض المحتوى الفاضح والعنيف والمسيء، وأن تكون هذه البرامج ملهمة وترتقى بأذواق المشاهدين، ويمكن أن تشمل البرامج المسابقات الثقافية والدينية، والمسلسلات الوثائقية التعليمية، والبرامج الروحية التى تعزز التأمل والعبادة وتوجيه المشاهدين لتحقيق التوازن الروحى.
كما يمكن تقديم المسلسلات والبرامج الكوميدية والترفيهية التى تحمل رسائل إيجابية وتعكس جوانب مشرقة من المجتمع، دون اللجوء إلى الفضائح والاستعراضات غير اللائقة.
فى الختام، يجب على صناع الدراما والبرامج التليفزيونية أن يدركوا أن رمضان هو شهر خاص ومبارك يستحق الاحترام والتقدير، ويجب أن يكون للبرامج التليفزيونية والدراما بأنواعها دور بناء فى تعزيز القيم والأخلاق والروحانيات، والابتعاد عن الفضائح والابتذال، وذلك من خلال تقديم محتوى هادف وملهم وترفيهى له رسالة مجتمعية وأخلاقية.