رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

عندما نتحدث عن علماء الدين، فإننا نعني أولئك الذين كانت العِزَّة من شِيَمِهم وأخلاقهم، والتواضع تاجًا يُزَيِّن رؤوسهم، فيعتزون بالمُصْلِحين، ويُقِرُّون بفضلهم، ويُقَدِّرون مواقفهم، ثم يتخيرون من آرائهم، ولا ينحازون لفكرهم.
هؤلاء «العلماء الحقيقيون» يُنْصِفون غيرهم من أنفسهم، ويقفون عند حدود علمهم لا يتجاوزنه، ثم لا يتدخلون فيما ليس من اختصاصهم.. إنهم المتواضعون الذين يُدركون أن بضاعتهم في العلم قليلة مهما زادت، وبسيطة مهما عظمت.
لكننا منذ عقود ـ بكل أسف ـ ابتُلينا بمَن يُسَمَّوْن «الدعاة الجدد»، الذين «طفحوا» على مشهد حياتنا كالطفيليات، ليتصدروا المشهد الديني حتى وقتٍ قريب جدًا.. رغم أن غالبيتهم لا يستحقون أن يتشبَّهوا بالعلماء!
ربما أحد الأشبال الصاعدين ـ «ابن أبيه» ـ الذي لا يستهويني كغيره، هو ما حَفَّزني على إعادة الكتابة عن تلك الظاهرة، التي أَفَلَتْ، بعد كسادٍ واضحٍ لـ«سوق الدعوة»، التي حوَّلت الدين إلى «بزنس» مربح!
هذا «الشبل» الذي لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، بدأ يشق طريقه نحو قمة الصعود، في مجال الدعوة، على طريقة «بطل معارك التريندات العظيم»، لكن الفارق بينهما، أنه يقتدي بأبيه، الذي يمهد له الطريق منذ فترة.. حتى قبل أن ينهي دراسته الجامعية في عاصمة الضباب!
تلك القضية تتطابق كثيرًا مع قضية توريث المناصب، التي جعلت الكثيرين من المتميزين، «يَفِرُّون» خارج الوطن، و«يكفرون» بكل شيء، وإصابتهم بكل أنواع اليأس والإحباط، خصوصًا بعد أن وصل الأمر إلى المجال الديني والدَّعَوِي!
أحمدُ الله أنني لستُ واحدًا من متابعي هؤلاء «الدعاة الجدد» أو أبنائهم، أو أن أكون أحد أتباعهم ومناصريهم، أو حتى ضمن فريق «الألتراس الدعوي» الخاص بهم، كما أزعم أنني لستُ من المتأثرين بخطاباتهم الدعوية، التي أراها نمطًا مكررًا لمشاهد سينمائية توضع حشْوًا في الأفلام الهابطة، لضمان شباك التذاكر «كامل العدد»!
للأسف، يعاني مجتمعنا منذ عقود استفحال ظاهرة متجذرة لدى الناس، وهي أنه من فرط حبهم لأحد المشاهير في أي مجال، قد يفقدون صوابهم، ويحولونه إلى رمز أو صنم، لا ينقصه سوى الطواف حوله!
أخيرًا.. نتساءل: هل كان لذلك «الداعية» أو «ابنه».. أو غيرهما، آراء معتبرة أو إسهامات حقيقية بالقضايا الكبرى، مثل ما يحدث من مذابح وحشية وتجويع وحصار لأشقائنا الفلسطينيين، ولماذا نجد دائمًا هؤلاء «الدعاة» يركبون «التريند» غير المرتبط بمعاناة الناس الحياتية، بعيدًا عن أي خطورة أو أثمان قد يدفعونها؟!
أخيرًا.. مع بداية شهر رمضان المعظَّم، نسألك اللهم النُّصْرَة لأهلنا المستَضْعَفين في فلسطين المحتلة.. كُن لهم مُعِينًا، وأنزل السكينة في قلوبهم، وارزقهم الثبات. 
فصل الخطاب: 
يقول الإمام عليّ: «الناس ثلاثة: عالِم ربَّاني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهَمَج رعاع يتبعون كل ناعقٍ.. لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق».

[email protected]