رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا يمكن قبول عرض حبة الغلة القاتلة حتما للطلب المفتوح سواء طلبها مزارع أو طالب أو أيا ما كان.. هذه الحبة الخطرة بمثابة رصاصة ينتظرها مسدس فارغ ليصبح جاهزا للقتل، واذا كانت هذه الحبة متاحة للمزارع ليحفظ بها محصوله من السوس والفساد فلا يمكن اتاحتها لكل شخص يطلبها، لانه حتما سيستخدمها ليقضى على نفسه بها! والشواهد كثيرة وخصوصا فى ريف مصر.
حتى أن المزارع الذى لا مناص له من جلبها، أصبح مدركا لخطرها وحريصا على حفظها فى مكان أمن، لا يصل له أحد من عائلته 
وبالتالى يجب عدم بيعها إلا للمزارع وفقط ولا يسمح ببيعها لمن يطلبها، ولنعتبرها رصاص يستخدم للقتل ومحظور تداوله إلا بتصريح، كما الذخيرة تماما.
لقد دخلت علينا هذه الحبة اللعينة لتفضى أرواحا شابة فى الريف والحضر لأنها سهلة وتحت الطلب ولا طعم ولا رائحة لها وتقتل بهدوء بلا حريق بالجسد أو سقوط من أعلى برج! 
وما حدث لطالبة العريش التى تعرضت للتنمر والتهديد والإبتزاز حتى ضاقت فى نظرها الحياة وبحث عن الحبة وتناولتها.
وانا فى كل الأحوال لن أعتبر بعد الآن أى بائع للحبة -حسن النية- اذا باعها هكذا وكأنها قرص - فوار- ودون تمحيص وإدراك وفطنة بأنه 
لن يشتريها إلا من عزم التخلص من حياته، 
لأن المزارع لن يشترى قرص واحد وبالتأكيد هو زبون للمحل واعتاد على جلبها لزراعته 
فكيف يسمح لبائع مبيدات وكيماويات زراعية باعطاء طالبة قرص واحد؟ حتى لو تحايلت عليه بدعوى الدراسة وانها ستستخدمها فى بحثها! 
الحبة القاتلة فتاكة لمن يتناولها، فهو حتما سيموت.. ولحد علمى بصفتى حائزا على طبنجة مرخصة لا يمكن لى شراء ذخيرة إلا بتصريح من مأمور القسم التابع له.
يجب علينا توعية أصحاب محلات المبيدات من عدم بيع مثل هذه الأشياء المميتة لمن يطلبها، ويشتبه فى سبب الشراء ويسأل حتى لا يكون سببا فى انتحار انسان مقهور، 
فالطبيعى أن يجلبها الفلاح لحماية زراعته المخزنة ولكن ليس من الطبيعى بيع الحبة لأى عابر سبير.. ومع حالات الإكتئاب والتعرض للتهديد والخطر يضطر الشاب أو الفتاة فى أغلب الأحوال لتعاطيها حتى يريح ويستريح.. فعلتها فتاة بإحدى قرى الغربية وقبلها فعلها الكثيرين ولذات السبب.
اتمنى من وزير الزراعة د- السيد قصير التوجيه بعدم بيع هذه الحبة إلا لطالبها الطبيعى وهو المزارع وألا يسمح ببيعها لكل من يطلبها 
وانا أعذر البائع الذى باع لضحية العريش الحبة فقد أقنعته بطبيعة طلبها بما أنها طالبة بالطب البيطرى.. ولكنى لن أعذر أى بائع يبيعها بلا مقتضى.
الحبة رصاصة قاتلة ويجب على المزارع أن يحفظها فى مكان خاص يصعب لعائلته الوصول لها.. تماما كالرصاصة التى تؤمن على عدم وجودها بعيدا عن السلاح ذاته.. أما حادث الفتاة نفسه وما دعاها للانتحار فهذا أصبح من الواقع البائس بالضرورة 
فالفتاة تعرضت للتهديد من عائلة فيها الاب والأم والبنت ولا أملك إلا التنبيه بحماية فلذات أكبادنا وفتح قلوبنا قبل عيوننا عليهم.
فتاة الغربية انتحرت بالحبة لخوفها من أسرتها فجلبت لهم ما كانت تخشاة.. وطالبة العريش انتحرت لانها خافت من التهديدات التى يمكن وصولها لأسرتها، فوصلت ولكن بعد أن فاضت روحها لبارئها.
لا تجعلوا أولادكم يخافوكم لدرجة الموت ويخشونكم لدرجة الهلع 
وافتحوا لهم قلوبكم واقنعوهم أنهم نور عيونكم فى كل الأحوال ومهما كان الخطأ فيمكن علاجه.. اخبروهم أننا أخطأنا بثقل الجبال وكنا لا نتصور أن الحياة بالحب والدعم يمكن أن يصغر أمامها الخطأ مهما عظم.
حبوهم حتى يأمنوا لكم وتفرحوا بهم.. ويا مسهل.