رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تكافح لأجل البقاء فى ظروف غير متكافئة

وسائل الإعلام التقليدية.. حصن أمان للهوية الوطنية

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يكن موقع «فيس بوك» وحده على الساحة، بل ظهرت العديد من المنصات الأخرى التى لم تخطف منه دور البطولة، ففى مصر ووفقا لآخر الإحصائيات، وصل عدد مستخدمى منصة فيسبوك حوالى ٥٥٫٧ مليون شخص.

ويرى نحو 35% من مستخدمى الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و55 عامًا أن «فيس بوك» هو شبكتهم الاجتماعية المفضلة، ويتوزع المستخدمون من الجنسين بين 64% ذكورا و36% إناثا يتركزون فى الشريحة العمرية من 18 إلى 34 عاماً بحسب إحصائيات عام 2021.

وتتوقع تقارير شركة «ميتا» أن قيمة استثماراتها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تبلغ 7.9 مليار دولار خلال عام 2024، وتبلغ قيمة حصيلة الإعلانات من المنطقة نحو 4.4 مليار دولار سنوياً.

وبعد مرور عقدين على إطلاقه، يرى الخبراء أنه لابد من التفكير فى تأثير «فيس بوك» العميق على المجتمعات العربية سياسيًا واجتماعيًا وثقافيا، ذلك أن المنصة التى اندمجت فى الحياة اليومية للملايين، أصبحت بمثابة وسيلة مساعدة لتغيير الواقع، وفى الوقت نفسه طغت على الوسائل الإعلامية التقليدية، بل وتحولت إلى منصة إعلامية لكثيرين.

فى السياق قال المستشار أحمد حبيب، خبير بناء منظومة الهوية المؤسسية الرقمية المتكاملة، ومستشار الأكاديمية العربية للعلوم الأمنية لشئون الإعلام: إن «فيس بوك» لم يبدأ كأداة محايدة، فهناك مقولة مفادها «اذا كانت البضاعة مجانا فاعلم انك انت البضاعة»، حيث إن «فيس بوك» وغيره من المنصات ليست منصات سطحية أو للتسلية او للتواصل الاجتماعى، ولم تُنشأ عبثا ولكنها أنشئت بقصد التأثير والاستقطاب والتوجيه داخل الخطة، فهناك خطة عالمية الهدف منها تغيير المزاج والثقافة والسلوك والتصرف والأداء ونمط الحياة وتقليب المجتمعات وتشويه طبقات المجتمع الواحد، وهذا يؤدى إلى اللعب على المهارات دون الجدرات والقدرات والاستفادة من مجال بعينه.

وتابع «حبيب»، أن «فيس بوك» هو واحدة من كبرى أدوات الذكاء الاصطناعى، وبالتالى أصبح أداة تعى طريقها وموجهة، فهى معدة مسبقا لتنفيذ المخطط له، لكنه لم يكن ولن يكون بديلا عن الإعلام الكلاسيكى أو الورقى بل اننى من الذين نادوا أن نبقى على الإعلام كأمن قومى للدولة المصرية، أى أنه لو «فيس بوك» قرر إغلاق الخط الخاص به فى مصر أو لم يمرر نوعا معينا من الأخبار أو حجب معلومات، فلا بد من التوجه للجريدة الورقية فهو أمان وضمان لأمننا القومى المصرى.

وأشار خبير بناء منظومة الهوية المؤسسية الرقمية، إلى أنه للمحافظة على الإعلام الكلاسيكى فلابد من تطويره، مع الاعتماد على تحليل ظاهرة انجذاب الناس لـ«فيس بوك» والـ«سوشيال ميديا» التى منحتنا أدوات للتعبير عن الرأى، ودعت آخرين لمشاهدة ما نقدمه وفتحت المجال للتفاعل وإبداء الرأى، وإذا تم توفير تلك الأدوات فى الإعلام الرسمى والوطنى، فسيعطى مساحة أكبر للتعبير عن الرأى، وفقا لضوابط وتنظيم وتدقيق ومنع ومنح، مع عدم فتح المجال للمخربين والمسيئين، بل هناك افكار بناءة وحيادية عامة وفنية متخصصة وخبيرة ولها قدرة على التطوير، مع ضرورة تغيير الاعلاميين المتواجدين على مدار عشرات السنين، والذين أصبحوا غير مؤثرين، وينبغي التركيز على الجوانب الاخلاقية بشكل أكبر مما هو عليه حاليا، كما أن المجتمع بكافة مؤسساته مطالب بمواجهة تلك الظاهرة، وفى القلب منه مؤسسة الأسرة التى تعد صمام الأمان والظهير الأساسى فى مواجهة تلك المشكلات وذلك من خلال التربية والتوجيه.

من جانبها أكدت إيمان خطاب، مدرس بكلية الاعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، أنه لا يوجد اى وسيلة إعلامية عند ظهورها تؤدى إلى دفن ما سبقها من وسائل، بل يوجد تحديث لكل وسيلة إعلامية، ولكن ظهور وسيلة جديدة يسحب البساط تدريجيا من الأخري، وذلك لأن كل ما هو جديد يشد انتباه الكثيرين، وكلما كانت الوسيلة مناسبة للشخص كلما كانت جاذبة أكثر، لذلك سحبت الـ«سوشيال ميديا» البساط من تحت الوسائل الأخرى لسهولة الحصول عليها وأنها فى متناول الجميع، ومتاحة فى كافة الأوقات، أما «فيس بوك» بعد إتمامه ٢١ عاما فهذا يعنى أن هناك جيل كامل فتح عيونه على هذه الوسيلة.

وأضافت «خطاب»، أن كل وسيلة إعلامية تعتبر سلاحا ذا حدين، ويمكن استخدامها بشكل إيجابى أو سلبى، فموقع «فيس بوك» يقوم بالتحريض وذلك لأنه لا يوجد عليه رقابة، وبات أداة تخريبية لانه لا يوجد وعى مجتمعى بالمادة الإعلامية، وهناك اعلام المواطن عن طريق صفحات الاشخاص وبعضها يوجه الرأى العام لافكار تخريبية، بل إن «البوستات» أصبحت هى الإعلام بالنسبة لعدد كبير من الشباب دون بحث واستقصاء عن حقيقة المعلومة، لذلك تظهر الشائعات والأخبار الكاذبة، ونظرا لزيادة انتشار «فيس بوك» ومتابعيه، بدأ يتم استخدامه من جهات مشبوهة ومغرضة كمنظمات إرهابية وجهات لها مصالح ودول معادية، وبدأ الاعتماد على الإعلام مدفوع الأجر أو الممول لكى يتم رفع بعض المواد الإعلامية لتوصيلها لأكبر عدد من الجمهور للتأثير فى الرأى العام بشكل سلبى.

وأضافت أن «فيس بوك» أصبح أداة لتحقيق أهداف واجندات لجهات معينة، حيث ظهرت بسببه دعوات تخريبية وتحريض على أعمال الشغب والعنف، وللأسف هناك بعض الشباب الذين ينساقون وراء ما يحدث، وذلك لأننا شعب عاطفى.

وأوضحت أن «فيس بوك» السلبى يعمل على التأثير على الهوية المصرية، وتغيير العادات والتقاليد الخاصة بالمصريين وذلك بسبب انتشار الفيديوهات الغير مناسبة لمجتمعنا العربى المصرى، وبات الشباب يقلدون ما يشاهدونه تقليدا أعمى، بالإضافة إلى طمس اللغة العربية فتوجه البعض إلى الكتابة بالفرانكو، وتعمل الدولة على مواجهة هذا بالمبادرات مثل «يوم نتكلم عربى» بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية.

وطالبت بضرورة بذل جهود أكبر لتوعية الناس بكيفية التعامل مع المعلومات الموجودة على «فيس بوك»، وكيفية فهم الأخبار وقياس مصداقيتها وبناء نوع من المصداقية لأنفسهم لدى متابعيهم.

وعن إمكانية إعادة «فيس بوك» لدوره القديم، قالت «خطاب» إن هذا يتم من خلال استعادة قدرة المستخدمين المصريين على التفرقة بين الواقع والعالم الافتراضى، وقياس صحة المعلومات التى نستهلكها أو ننشرها، مضيفة «فيسبوك لن يتغير بالعكس أتوقع أنه سيزيد من أدواته لجذب الناس للعالم الافتراضى أكثر»، لهذا ما نستطيع التحكم فيه هو المتلقى.