رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الغاية هدف يُطلب لذاته يقصد لنفسه قيمته فيه، يتطلع إليه الراغبون ويرجوه القاصدون، والوسيلة هى القنطرة التى يعبر من خلالها الناس إلى أهدافهم، وقد تختلط الأمور فى الأذهان أو فى واقع الناس فتتحول الوسيلة إلى غاية ويغفل الناس عن الغايات ويقصدون الوسائل.

وهذا مشاهد ومعلوم، فإذا نظرت وجدت كثيرًا من الوسائل صارت غايات، وأدل مسألة على ذلك المال، فالمال وسيلة وأى وسيلة، بل من الوسائل الهامة والعامة، فالمال هو القوة وهو المحرك هو أنجع الوسائل وأسرعها، إلا أنك تجده قد صار غاية تُطلب لذاتها عند غالب الناس.

وقد يضل الناس طريقهم فى طلب الغاية بالمرور بوسائل فاسدة بدعوى أن الغاية تبرر الوسيلة، كما يتجلى ذلك فى النظريات والمذاهب الميكافيللية، ومع أنه تقرر حكمًا أن الوسائل لها أحكام المقاصد وأنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب وأن الأمور بمقاصدها وأن الحرام بيّن والحلال بيّن، وأن الحق لا يُطلب بالباطل، بل إن للحق قوة وصولة تأبى أن يستعين بالباطل لإظهار نفسه وإثبات وجوده.

إذا نظرت إلى الغايات ومحّصتها وفحصتها؛ لوجدت أن أعظم غايات الدنيا هى عمارة الأرض، ولا يتأتى ذلك إلا بمنهاج واضح وسبيل قويم يظهر فيه الحق ويزدهر، ويهزم الباطل وينحدر.

وعمارة الأرض صيانتها من الظلم وتحقيق العدل وكف الفساد، ونشر الخير وزيادته، وتقليل الشر وإزالته، وها هى المحاماة تظهر فى الأفق فى أخص حالاتها وأرفع مقاماتها حين تتجلى فيتدلى السبب الذى يقبض عليه المكلوم ليرفعه من حاله ويعلى من شأنه وينتصر بدفع الباطل واستجلاب الحق، والتصدى لإقامة العدال.

فتجد المحاماة وسيلة لأعظم غاية، وغاية لأقدس مهمة وهى عمارة الأرض، وكأنه بلا محاماة تختل موازين الدنيا ويأفل القسط والإحسان ويمرح الظلم والخذلان.

لذلك قال عبدالعزيز باشا فهمي- ثانى نقيب للمحامين وأول رئيس لمحكمة النقض-: «إذا وازنت بين عمل القاضى وعمل المحامي، لوجدت أن عمل المحامى أدق وأخطر، أن مهمة القاضى الوزن والترجيح، أما مهمة المحامى فهى الخلق والإبداع والتكوين».

وعلى الحقيقة، فالقاضى يحكم بالظاهر والمحامى يدافع عما يعتقد، والاعتقاد أعلى عزيمة وأشد شكيمة. وقال المناضل نيلسون مانديلا: «المحامون هم حراس العدالة، وهم الذين يدافعون عن حقوق الإنسان وكرامته، ولولاهم لكانت المجتمعات غارقة فى الظلم، ومن هنا كانت المحاماة غاية باعتبار ووسيلة باعتبار آخر وللحديث بقية والمحاماة باقية.