رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤيــــة

جاء فى الجزء الأول من المقال الإشارة لأهمية إعمال التفكير النقدى والموضوعى فى التعامل مع المحتوى الإبداعى بكل أشكاله، والتطرق لأهمية الحوارات النقدية بين أهل الإبداع، والإشارة- على سبيل المثال- إلى حوار تم منذ أكثر من نصف قرن على صفحات الرسالة الجديدة حول رأى نقدى للأستاذة الدكتورة سهير القلماوى بشأن عمل قصصى للروائى محمود تيمور عندما وافقته الدكتورة على تنقيحه لعمل أدبى بعد مرور سنين على إنتاجه وهو مبدأ وتوجه رفضه رئيس تحرير «الرسالة» الروائى يوسف السباعى، وكان يرى أن كل مرحلة من مراحل الفنان لها قدرتها على إنتاج مخصوص وميلها إلى اتجاه معين حسب الانفعالات التى تتعرض لها نفس الفنان فى تلك المرحلة وحسب تكوينها الداخلى وطريقتها فى التفكير والإحساس واستقبال الأحداث الخارجية المنعكسة عليها ثم قابليتها لإرسالها وقدرتها عليه..
قد يبدو غريباً لو عقدنا مقارنة بين حالنا فى زمن محدودية إتاحة التعليم والقيود التى كانت لا تسمح بتوفير بنية تعليمية وتربوية وإبداعية معقولة، ومع ذلك كانت لنا ريادة إقليمية وعربية فى الثقافة والفكر التنويرى والتعليم، والآن وبعد توفير المزيد من فرص الإتاحة ببناء آلاف المدارس والأجهزة والمؤسسات الثقافية والإعلامية، نعانى للأسف- من وباء الأمية النسبية الثقافية وانتشار المزيد من مظاهر الدجل والفهلوة والجهل!!
معلوم أن النقد فى أبسط تعريف له هو تمييز الشىء الغث من الثمين، وهذا التمييز يحدث عادة ضمن إطارات تحكمها معايير علمية وموضوعية، بعضها طبيعى تقليدى وأخرى عبر الدراسة الأكاديمية أو الخبرة القرائية المتكونة من توالى الاطلاع على خبرات نقدية سابقة لفنون أدبية كثيرة فى عصور مختلفة لكتاب ومؤلفين متعددى المشارب والاتجاهات الأدبية الإبداعية..
ونحن نعيش مرحلة ننشد فيها تفعيل عمليات التنمية، لا بد ندرك أنه لا تنمية حقيقية بدون تنمية العقل والوجدان والفكر، فلا طائل من تحقيق تنمية سياسية أو اقتصادية إذا لم يسبقها أو يواكبها عمل جدى متواصل فى مجال دعم كل آليات التنمية للثقافة، اعتماداً على منظومة تعليمية تدفع فى اتجاه إعمال العقل والتفكير والإبداع فى كل مراحل تطبيقاتها الحياتية..
وعليه، نحن فى احتياج لتفعيل آليات تطبيق فكر علمى وموضوعى والأهم نقدى وابتكارى نبث أدواته وأمثلته لشبابنا، وليس المطلوب الآن تثوير ذلك الفكر النقدى لصياغة معارك ذات جاذبية إعلامية تجارية للشهرة والتلميع غير المستحق لبروزة أدعياء المهنية الكاذبة.. 
نحن فى حاجة إلى فكر نقدى يسهم، بل يدفع جهود التنوير للتفعيل والإضافة إلى رصيد أهل الإصلاح والتنوير الأوائل، فلولا خطواتهم الأولى ما كان لنا أن نحلم بخطوات جديدة عبر مراحل بناء وتأسيس الفكر النقدى فى بلادى، كان النقد والحركة النقدية خير داعم وميسر لأجيالنا لقراءة العمل الإبداعى وسبر أغواره وفهم دلالات عناصره وأدواته والمدارس الإبداعية التى ينتمى إليها..
(وللمقال تتمة)..