رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

فى هذا الاسبوع احتفلت الأمة الاسلامية وبكل فخر بأعظم معجزة حدثت لسيد الخلق سيدنا وتاج الرؤوس الرسول محمد بن عبد الله -عليه افضل الصلاة والسلام- وهى رحلة الإسراء والمعراج التى كانت معجزة وآية من آيات الله سبحانه وتعالى، حيث اسري به على البراق مع جبريل ليلا من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى وعاد به بعد ذلك في نفس الليلة، لقد اهدى العلى القدير هذه الرحلة للحبيب الذى اصطفاه على العالمين و خص بها نبيه وشفيعه -عليه الصلاة والسلام- ليثبت بها قلبه فهى ليلة حدثت فيها معجزات لا تخطر على قلب أو عقل بشر، لقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج تسرية عن الرسول بعد وفاة السيدة خديجة وعمه أبوطالب. فقد أراد الله تعالى أن يخفف عنه ما لقيه من عناء وأن يسري عنه ويطمئنه، فتمت هذه الرحلة بالروح والجسد معا وتجاوزت حدود الزمان والمكان، ففى ليلة الاسراء شق فيها صدره الشريفة وركب البراق وعرج به إلى السماء وتقابل مع الانبياء وصلى بهم، فقد سار جبريل بالرسول للصخرة المشرفة ثم حمله منها على جناحيه ليصعد للسماء الدنيا ثم ارتقى به للسماء الثانية ليرى زكريا وعيسى ابن مريم عليهما السلام  ثم ارتقى به جبريل للسماء الثالثة، فيأذن له ليرى يوسف عليه السلام  ثم  للسماء الرابعة ليرى فيها إدريس ثم للخامسة وفيها هارون والسادسة ورأى نبى الله موسى وأبوالأنبياء إبراهيم عليه السلام. فقد اطلع على كثير من الأمور الغيبية مثل الجنة والنار والملائكة، انها معجزة ربانية أعطاها الله تعالى لرسوله الكريم، وتعد رحلة الإسراء هي الرحلة التي قام بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- على البراق مع جبريل ليلا من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثم عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى وعاد بعد ذلك في نفس الليلة، ان هذه الليلة العظيمة حدث فيها الكثير من الأسرار الخفية ما يجعلها من أهم الليالي عند المسلمين، ففي هذه الليلة العظيمة انطلقت رحلته -صلى الله عليه وسلم- بصحبة روح القدس جبريل عليه السلام من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فصلى الرسول إماما بالأنبياء والمرسلين، ثم عرج به فالتقى فيها بالأنبياء، ورأى عجائب خلق الله سبحانه وتعالى ورفع إلى أعلى مقام وكلمه الله سبحانه بلا حجاب، وفي هذه الرحلة فرضت الصلاة تعظيما وتقديرا لشأنها، وفى هذه المناسبة العظيمة ردت دار الإفتاء على المشككين قائلة إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، فالجواب أَن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يقل إنه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذي أسرى بعبده، وأضافت دار الإفتاء أن الرحلة حدثت قطعا لأن القرآن الكريم أخبرنا بذلك، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال، فقال عزَ وجل «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»، والآية دالة على ثبوت الإسراء.

وأَما ثبوت المعراج فيدل عليه قوله تعالى «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى» والمقصود بالرؤية في الآية الكريمة: رؤية سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- جبريل في المعراج.

وهذا الإعجاز لا يتعارض مع قدرة الله عز وجل. إن من ينكروان هذه المعجزة ويقولون انها منافية للعقل، فهم يتحدثون عن عقولهم هم أن جمهور العلماء اتفق على أَن الإسراء حدث بالروح والجسد لأن القرآن صرح به لقوله تعالى «بِعَبْدِهِ» والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة. إنها هذه الرحلة معجزة وهى ضيافة إلهية لنبينا العظيم، لأنه خاتم المرسلين.