رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل من الأهمية بمكان أن نعاود من آن إلى آخر الحكى وسرد تفاصيل حياة ومواقف وأدوار رموزنا الوطنية والعلمية والثقافية، وكل من تقدموا الصفوف بعطاء وفير يصل فى بعض الحالات إلى تقديم الحياة ذاتها على مذبح حرية الوطن وتقدمه ورفعته..

وسينوت حنا أحد أهم رموز الوطنية والعطاء السياسى والنبل الإنسانى، وهو الفارس الوفدى العتيد، وعبر بعض سطور الجزء الأول من المقال كان الاقتراب حالة الصداقة الرائعة التى جمعته بالرمز الوطنى الوفدى الزعيم مصطفى النحاس..

وتوقفنا عند ما نشرته جريدة «الأهرام» يوم 9 يوليو عام 1930 الرواية التالية: جاءت سيارة النحاس ومن معه، فأفسح لها الجنود الطريق، فاجتازت كوردونين، وعند الكوردون الثالث، أوقف جنود مسلحون ببنادقهم وسنجاتهم السيارة، فظن النحاس باشا وزملاؤه أن المقصود إنزال الذين أحاطوا بالسيارة من الأهالى، ولكن ما كان أشد دهشتهم عندما رأوا الجنود يصوبون سنجات بنادقهم إلى جميع ركاب السيارة، ومنهم النحاس باشا نفسه، فلما رأى سينوت حنا جنديًا يصوب السنجة إلى ظهر النحاس، أسرع لمنع سهم الجندى، فتلقى السنجة فى ذراعه اليمنى وأصيب بجرح بالغ، وأسرع محمد أفندى عنان باحتضان الرئيس، لمنع سنجات الجنود من الوصول إليه، وقد انطبع الدم الذى سال من جرح سينوت حنا على ملابس النحاس..

«الوطنية ديننا والاستقلال حياتنا» هكذا كانت عقيدة سياسى مصرى ليبرالى من أسيوط، هو أحد رفاق سعد زغلول الخمسة فى منفاه بجزيرة سيشل بالمحيط الهندى، وهو من افتدى بجسمه طعنة غادرة امتدت للزعيم الوفدى مصطفى النحاس عام 1930 بقصد اغتياله، ليموت حامدا الله أن النحاس لم يصب..

سينوت حنا باشا.. ولد فى 1874 لعائلة أسيوطية ثرية، كان صديقًا شخصيًا لمصطفى كامل، زعيم الحزب الوطنى، وقريب الصلة بويصا واصف، عضو اللجنة الإدارية للحزب.. 

وهب سينوت حنا نفسه لخدمة مصر، وككل وفدى يرفع شعار «الدين لله والوطن للجميع ويحيا الهلال مع الصليب» إذ كان مداومًا على زيارة شيخ الأزهر فى كل زيارة له للقاهرة، وساهم بمقالاته بجريدة البلاغ فى دعم النسيج الوطنى، وكان لسان الوفد ضد الحكومة وضد سلطة الاحتلال، موقعًا عليها باسمه مقرونا بعبارة «عضو الوفد المصرى والجمعية التشريعية»، وقد جاء فى أول هذه المقالات: «لا قبطى ولا مسلم وإنما كلنا أمام الوطن مصريون» وأنه ليكفى للإنسان أن يذكر أوائل الشهداء الذين جادوا بأرواحهم مسلمين وأقباطا فداءً للوطن المصرى..

وكان سينوت حنا قد انضم للوفد المصرى عام 1918 لمفاوضة الإنجليز على استقلال مصر وانتخب عضوًا فى مجلس النواب عام 1924، وكانت الصحف تزخر برسائل التأييد لسينوت حنا الذى وصفته الجماهير بـ«النائب الحر الجرىء»، ظل إلى جانب «سعد» منذ تكوين الوفد، وبزغ نجمه مع انصهار الأقباط والمسلمين فى بوتقة ثورة 1919 وأخذ يكتب مقالات نارية، مما دفع السلطة العسكرية البريطانية إلى تعطيل صحيفة «مصر» الوفدية بسبب مقالاته ثم إبعاده عن القاهرة وتحديد إقامته فى مدينة الفشن «بالوجه القبلى»..

وكانت اللطائف المصورة الصادرة فى يوم الاثنين 31 يوليو 1933 والتى وثقت تلك الأحداث بعنوان «مصر تفجع فى ابنها البار النائب الجرىء سينوت حنا بك»..