رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الروائى الكبير مصطفى نصر فى حوار لـ«الوفد»:

محاولات تحجيم دور مصر الحضارى والثقافى.. فاشلة

بوابة الوفد الإلكترونية

العدوان على غزة يثبت همجية ووحشية الكيان الصهيونى

البعض يعتبر مبدعى الأقاليم كتاب «درجة تانية»

 

يعيش الكاتب الكبير مصطفى نصر فى منطقة محرم بك بالإسكندرية منذ سنوات. وهو من مواليد الإسكندرية، ورغم أن أصوله تنحدر من مركز جهينة بمحافظة سوهاج فى صعيد مصر، إلا أن حبه لعروس البحر الأبيض المتوسط لا تنازعه فيه مدينة أخرى، تناول أحياءها وشوارعها وحواريها عبر أعماله، ورواياته «ليالى غربال» و«الجهينى» و«ثلاثية اليهود فى الإسكندرية» و«الهماميل» التى تميزت برصد الواقع الثقافى والاجتماعى والسياسى فى المدينة، إضافة إلى تناول أجوائها وناسها فى الأعمال الدرامية التى كتبها للإذاعة.

لقب الروائى الكبير بـ«عراف الإسكندرية»، وعندما سألوا نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل عن الرواية التى لفتت نظره بعد حصوله على الجائزة، قال على الفور: «الهماميل» لمصطفى نصر، عمل «نصر» مدير إدارة بشركة الورق الأهلية، وهو عضو العديد من الجهات الأدبية والثقافية فى مصر، فهو عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نادى القصة، وعضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بالإسكندرية، وعضو أمانة مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم.

حصل الروائى الكبير على منحة تفرغ من وزارة الثقافة لمدة أربع سنوات(2002- 2005) وشارك فى العديد من المؤتمرات الأدبية والثقافية، كما شارك فى مؤتمر الرواية ببغداد فى العارق، وقامت الدكتورة «فاليريا كيربتشنكو» بترجمة روايته «الهماميل» إلى اللغة الروسية، كما ترجم بعضها إلى اللغة الفرنسية.

ترجم اتحاد كتاب مصر والعرب رواية «جبل ناعسة» إلى لغات أجنبية متعددة فى إطار مشروع الترجمة الذى يتبناه الاتحاد، كما أعد السيناريست الشهير مصطفى محرم سيناريو فيلم عن رواية «الجهينى»، وأعد المخرج الدكتور هشام أبو النصر سيناريو فيلم عن رواية «جبل ناعسة»، كما أعد سيناريو مسلسل تليفزيونى عن نفس الرواية، وأعد السيناريست محمد السيد عيد سيناريو فيلم بعنوان «الطرطور» عن رواية «الجهينى»، كما تحولت قصته «حالة قتل» إلى سهرة درامية من تمثيل الفنان الراحل سيد زيان، وفاطمة التابعى ومحمد شرف وغيرهم. وقرر الدكتور أحمد صبرة روايتى «الهماميل» و«ليالى غربال» الصادرتين عن دار الهلال على طلبة كلية الآداب بقسم اللغة العربية، كما قرر الدكتور محمد كامل القليوبى رواية «الهماميل» على طلبة معهد السينما قسم السيناريو كمقرر دراسى.

حصل الروائى السكندرى الكبير على جائزة التميز من اتحاد الكتاب، كما حصل على جائزة نادى القصة بالقاهرة عن مجموعته القصصية «وجوه» والجائزة الأولى فى الرواية مسابقة نادى القصة عام 1983 عن رواية «الجهينى»، وحصل على جائزة المجلس الأعلى للثقافة عن مقالة «جوستين والشخصية الإسرائيلية»، وتم تكريمه كرمز من رموز الإبداع فى الإسكندرية عام 2002، واختير للتكريم من مؤسسة الشارقة بالإمارات بالتعاون مع وزارة الثقافة.

«الوفد» توجهت إلى منزل الأديب الكبير مصطفى نصر فى منزله بمدينة الإسكندرية، ومن غرفة مكتبته كان هذا الحوار.

< ما تقييمك للمشهد الثقافى فى مصر.. وكيف تقرأ مستقبل الثقافة المصرية، خاصة فى ظل الموجة الشرسة من التمويلات الخارجية لتحجيم دور مصر الثقافى؟

<< حال المشهد الثقافى الآن يؤكد أن البعض يوزعون صكوك الغفران فيقسمون الأدباء إلى روائيين وشعراء بعينهم، لكن إذا ظهرت موهبة حقيقية يتم التعتيم عليها، وهناك من يحاول إزالتها عن الطريق، وهناك مقولة للشاعر الكبير «عبدالرحمن الأبنودى» أحيانًا أشك بمعرفتى بالشعر حين أرى شاعرًا شديد الجودة يحاصر بهذه الكثافة من التجاهل، فى صار التجاهل مدرسة نقدية كاملة تخفى وراءها سوء نية وتآمر لا حدود له، ومصر ورثت – منذ آلاف السنين أهمية ثقافية على مستوى العالم كله، فكل محاولات إبعاد مصر عن دورها الحضارى والثقافى، لا بد أن تفشل. فتاريخ مصر، وآثارها الخالدة تجعلها هى الأهم فى المنطقة– مهما حاولوا إبعادها.

< كيف ترى وحشية الكيان الصهيونى ضد المدنيين العزل فى غزة؟

<< همجية ووحشية لا مثيل لها، وأعتقد أن الأدب سيرصد هذه الأحداث قريبًا من خلال الأعمال الأدبية والروائية والقصصية.

< هل ترى أن المشروع الثقافى والفكرى يغيب فى المنطقة العربية بشكل عام وفى مصر بشكل خاص؟

<< آثار مصر– التى أكدت أهمية دورها على مستوى العالم كله– تجعل كل محاولات التميز وتقليل دور مصر الثقافى والحضارى تبوء بالفشل. وهناك نظرية مؤكدة أن مصر هى رائدة الحضارة والثقافة فى المنطقة العربية، وكل محاولات إبعادها عن دورها ستفشل.

< ظاهرة الأدب الفاضح والمسيء إلى الثوابت فى الأدب الروائى الحديث– لماذا تنامت مؤخرًا؟

<< هناك محاولة لفرض الأشياء المختلفة والمعارضة للثوابت– وفرض الأدب الفاضح. والبعض يردد بأن الأدب العالمى يفرض ذلك، وأنه لا بد من تقبل هذه التجربة، وأى تجربة مخالفة لقيمنا. لكن– ولله الحمد– هناك من يتمسك بالقيم وهو على ثقة وإيمان أن هذه المحاولات– المخالفة لقيمنا، سرعان ما تتلاشى، وتنتظم المنظومة ونعود لقيمنا الصحيحة.

< بماذا تفسر انتشار فن الرواية، مقابل الشعر والقصة القصيرة. وهل أزاحت الرواية الشعر عن مكانته التى تبوأها عبر العصور الأدبية المتعاقبة؟

<< هذا سؤال مهم جدًا، فقد كنت حريصًا على زيارة معرض الكتاب فى القاهرة أنا والصديق الناقد شوقى بدر يوسف، كنا نقضى فى القاهرة عدة أيام– لا شغل لنا إلا شراء الكتب والمجلات الأدبية، كنت ألاحظ أن أكثر الكتب التى تباع فى المعرض هى الكتب الإسلامية، وكان السلف يشترون منها كميات هائلة. لكن حدث حادث طارئ غيَّر كل شيء فى مصر، فقد استطاعت جماعة الإخوان أن تصل للحكم- هذا الحادث المفاجئ – كان خيرًا ومفيدًا لمصر. فالبعض كان ينتظر أن يحكم هؤلاء، ومنوا أنفسهم بآمال، بأنهم سيفيدون مصر والناس، لكن حدث العكس، مما أدى لأن يعرف الناس حقيقة هؤلاء، فقد لاحظت– بعد زوال حكم الإخوان– أن ظاهرة شراء الكتب الدينية قد قلت، فتجربة حكم الإخوان لمصر، كشفتهم أمام من كانوا يظنون فيهم خيرا، وقد لاحظت– أنا وشوقى بدر يوسف– أن ظاهرة شراء الكتب الدينية قد تلاشت، وحل محلها شراء كميات هائلة من الرواية المصرية والعربية.

أنا روائى محب جدًا لفن الرواية، ويليه فى الاهتمام عندى، كتابة القصة القصيرة ثم المقال. رغم هذا أنا عاشق لقراءة الشعر. وأصدقائى معظمهم شعراء، أحبهم وأحب أشعارهم، لذا حزنت لابتعاد الكثيرين عن كتابة الشعر. وحزنت أكثر لأن الشعر– فن العرب المقرب لقلوبنا– ابتعد الناس عنه. أننا أمة تعشق الشعر والدليل على ذلك أننا مازلنا نحفظ أبيات كثيرة منه، ونستدل بها فى أحاديثنا، نستشهد بأبيات للمتنبى وأبى العلاء وشوقى وحافظ وغيرهم فى أحاديثنا العادية، لا، الشعر مهم جدا فى حياتنا، ولا بد أن تعود مكانته وأهميته لنا.

< هل ترى أنَّ الحركة النقدية تساير الإبداع الموجود على الساحة الثقافية فى مصر؟

<< هذا سؤال مهم بالنسبة لى، فقد ارتبطت بأساتذة الأدب فى كليتى الآداب والتربية فى الإسكندرية. تحمسوا لكتاباتى، وكان لهم فضل عليه: وفى ندوة بقصر ثقافة الحرية، نشرت إحدى الصحف حوارًا لى، قلت إننا كتاب وشعراء الإسكندرية – مرتبطون بأساتذة الأدب فى الآداب والتربية، لكنهم انشغلوا عن كتابة الحركة الإبداعية فى الإسكندرية، بالبحث عن الرزق فى البلاد العربية الغنية، أو محاولتهم للترقية فى كلياتهم– وهذا حقهم. فإذا بواحد ممن يحاولون النقد- رغم إمكانياتهم الضعيفة يحدث أستاذًا من أساتذة كلية الآداب، هذا الأستاذ مرتبط بى، ومتحمس لكتاباتى، لكن تأثير صاحبنا مدعى النقد أثر فيه، فجعله يهاجمنى.

< ما مدى حضور المرأة فى المشهد الثقافى والإنتاج الفكرى، وهل تراها شغلت مكانة أكبر فى الإبداع؟

<< كأنك تعرف موقفى من إبداع المرأة فى الإسكندرية، وقرأت رأيى الذى كتبته مرات عديدة فى ذلك، فقد قلت إنَّ مشهد إبداع المرأة فى الإسكندرية هو المميز والمختلف وهو الذى يستحق الاهتمام به والكتابة عنه. فقد عشنا سنوات كثيرة جدا. تأتى الفتاة أو المرأة لندوة القصة، فنرحب ونهتم بها. وتحضر عدة ندوات، وتقرأ قصصًا جيدة، ثم تخطب أو تتزوج، فتبتعد عن الندوة، تنشغل بزوجها وأطفالها، وتتكرر المشاهد، تأتى الفتاة، ثم تبتعد عقب خطوبتها أو زواجها. لكن منِّ الله علينا واستمرت سيدات كثيرات، جمعن بين الزواج وكتابة القصة أو الرواية، وبعضهن كتبن النقد بمهارة. ما ذكرته بأن الرواية حلت محل الاهتمام بالكتب الدينية أدى لظهور كاتبات قصة قصيرة، والأكثر كتبن وطبعن الروايات.

< هل ترجمة الأعمال العبرية تعد صورة من صور التطبيع مع إسرائيل؟ وما ردك على من يطالبون بالتطبيع الثقافى مع إسرائيل؟

<< أنا أرحب بترجمة الأعمال الإسرائيلية، فهى نوع من الثقافة التى نحتاج إليها. وظهرت منذ سنوات محاولة لنشر هذه الفكرة، كانت بعنوان «اعرف عدوك» ولأن الإسكندرية مدينة استثنائية فيها كل البدع، فقد ظهرت جماعة اعتنقت فكرة التعامل الثقافى مع إسرائيل. وضمت الكثير من كتاب الإسكندرية، بعضهم يريد الشهرة والوصول للعالمية، وبعضهم يريد مالًا، وبعضهم يريد انتشارًا، فتصدينا لهم، وقضينا على محاولتهم.

< ماذا عن الأسباب التى دفعتك لكتابة رواية «يهود الإسكندرية» فى الوقت الراهن وما سر اهتمامك بالكتابة عن اليهود؟

<< قرأت عن السيدة كارمن رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، فقد تصدت لناس استغلوا أن اليهود قلة فى مصر، فاستغل البعض الفرصة وأقاموا مساكن فى منطقة مقابر اليهود، تصدت كارمن لهم، وطافت مدن العالم لجمع تبرعات من اليهود لحماية هذه المقابر، وبنت سورًا سد منافذ البيوت المقامة فى منطقة مدافن اليهود، فاضطر السكان لاستخدام السلالم الخشبية للخروج من المنطقة. هذا دفعنى لقراءة تاريخ اليهود فى مصر، وأنا أساسًا عاشق للتاريخ، وأقرأ فيه كثيرًا. وتبدأ الرواية فى عام 1882 مع الوالى سعيد حاكم مصر آنذاك ومنحه أراضى كثيرة لهم فيبدأ أقرباؤه بالتآمر عليه، وأعتقد أن الذين صنعوا إسرائيل كانوا متآمرين على العرب خاصة الفسطينيين، بل تآمروا على أهليهم فى البلاد العربية، وما فعلوه فى فلسطين أضر بيهود البلاد العربية.

< لماذا أصبحت هذه الرواية الأكثر شهرة ضمن أعمالك وما الأسانيد التى استندت إليها فى التأريخ لليهود فى الإسكندرية؟

<< فى الحقيقة رواياتى حققت اهتمامًا بالغًا ومهمًا، فروايتى «الجهينى» فازت بالجائزة الأولى فى نادى القصة. وروايتى «جبل ناعسة» كتبت عنها مقالات كثيرة، وروايتى «الهماميل»، تسابق أكثر من مخرج تليفزيونى رغب فى تحويلها لمسلسل تليفزيونى. ويكفى أنهم سألوا نجيب محفوظ: ما هى الرواية التى لفتت نظرك بعد حصولك على نوبل؟ فأجاب: رواية الهماميل لمصطفى نصر. وفى رأيى أنَّ سبب انتشار رواية يهود الإسكندرية هو الناشر. فالمصرية اللبنانية تجيد عملية نشر الكتب. أما عن الأسانيد التاريخية التى اعتمدت عليها فى كتابة الرواية، فأنا قارئ جيد للتاريخ.

< فى حديث سابق لك، قلت إن موقف ثورة يوليو 52 كان غير منصف مع الجاليات الأجنبية فى مصر، فلماذا فى رأيك؟

<< اقتربت أكثر من اليونانيين الذين يعيشون فى الإسكندرية، عدد كبير منهم امتلك ورش خشب، وأقارب لى اقتربوا منهم، وتعاملوا معهم. كانوا مصريين بحق. وعندما ظهر جمال عبدالناصر أحبوه وتحمسوا له. وقد صورت هذا فى رواياتى. لقد أصيبوا بالحزن الشديد بعد هزيمتنا فى حرب 67. لكن الدولة تعاملت مع كل الجاليات بحذر وعدم ثقة. مع أنهم كانوا جزءًا من الشعب المصرى.

< هل ستظهر رواية يهود الإسكندرية فى عمل سينمائى، خاصة بعد اتفاقك مع الفنان محمود حميدة على شراء الرواية؟

<< كنت فى احتفال إمارة الشارقة لتكريمنا، وحضر الافتتاح والختام الفنان محمود حميدة، فأهديته نسخة من روايتى يهود الإسكندرية. فقرأها واتصل بى راغبا فى شرائها وتحويلها لمسلسل تليفزيونى، وفيلم سينمائى، وتم – بحمد الله – الاتفاق بينى وبينه.

< روايتك «المساليب» تتحدث عن العادات فى قرى الصعيد، فكيف وازنت بين كونك إسكندرانيًا والكتابة عن الصعيد؟

<< أنا محظوظ فقد عشت سنوات عمرى فى حى غربال، وهو– على رأى الدكتور السعيد الورقى– كنز بالنسبة لى، فمنطقة غربال اقتطعت من مدينتنا المراغة ووضعت فى الإسكندرية. ناس تركوا مدينتهم المراغة، وعاشوا فى غربال، نفس تجاورهم الذى كان فى الصعيد، ونفس العادات والتقاليد. معظمهم ترك المراغة وهو كبير، والحنين يدفعه لتذكر ما كان يحدث فى المراغة، فيحكون عن ذلك. حكوا عن المساليب وهم يشبهون الغجر الذين ظهروا فى العالم بمهنهم وعاداتهم وتقاليدهم.

< هل ترى أنك نلت المكانة اللائقة بك بين أقرانك من الروائيين أبناء الإسكندرية مثل إدوارد الخراط وإبراهيم عبدالمجيد ومحمد جبريل الذين غادروا الإسكندرية إلى القاهرة أم أن بقاءك فى الإسكندرية كان سببًا فى عزلتك وعدم تحقيق ما تصبو إليه؟

<< لا شك أنَّ بعدنا عن القاهرة– مدينة النور– أثر فينا كثيرًا. فهناك كتاب يتعاملون مع الكتاب الذين مازالوا يعيشون بعيدا عن القاهرة، باعتبارهم كتاب درجة ثانية. وكنا نتوقع أن وجود مكتبة الإسكندرية على أرض عروس البحر المتوسط سيعوضنا عن البعد عن القاهرة صاحبة الأضواء والشهرة، لكن ذلك لم يحدث، وكأن المكتبة تم إنشاؤها فى القاهرة حتى أنهم احتفوا بالكاتب الإنجليزى «لورانس درايل» مؤلف رواية رباعية الإسكندرية، علمًا بأننا أبناء الإسكندرية وكل أعمالنا عنها.

< ما أهم العقبات التى تراها تقف أمام مبدعى الإسكندرية؟

<< بعدنا عن صناع القرار، فهناك مثل يقول البعيد عن العين، بعيد عن القلب. ومشكلتى إننى لا أميل للخروج من مدينتى الإسكندرية.

< رواياتك «إسكندرية 67» و«ليالى الإسكندرية» و«ليالى غربال» و«ظمأ الليالي» تناولت كلها مدينة الإسكندرية، فما سر عشقك لهذه المدينة، وهل بالفعل تحولت إلى معقل للسلفيين، كما صرحت من قبل؟

<< الإسكندرية مدينة جميلة، ومن عاش فيها فترة قصيرة، يعشقها. ففيها كل أنواع البشر، صعايدة وفلاحين ونوبيين وغيرهم. وهى مدينة مختلفة، وعادى جدا أن ينمو فى الإسكندرية تكوين السلف.

< المطالع لروايتيك «الصعود فوق جدار أملس» و«إسكندرية 67» يراك مهمومًا بالشأن العام، فهل يجب على الروائى أن يكون ملامسًا للواقع أم يعيش مع الخيال فقط؟

<< لا أعتقد أنَّ هناك روائيًا حقيقيًا لا يهتم بقضايا بلاده. هزيمتنا فى حرب 67 دمرتنا. ولولا أن النصر جاء سريعًا مع حرب 1973، لأثر هذا فينا. لا نستطيع الانعزال عن قضايا بلادنا وهمومها.

< رواية «الجهينى» هل تعتبر نوعًا من الكتابة ضد الفترة الناصرية، وما قصة تحويلها لفيلم؟

<< تقابلت مع كاتب شيوعى، اعتقل أكثر من مرة لشيوعيته، وكان قد انتهى من قراءة روايتى «الجهينى»، قال أنا معك ضد عبدالناصر الذى كان يعتقلنا– نحن الشيوعيين– بالسنوات الكثيرة جدًا. فقلت له: لكننى لست ضد عبدالناصر، أنا أتحدث عن حادث مرت به مدينتى الإسكندرية، وهو تحكم الليثى– شقيق جمال عبدالناصر– فى الإسكندرية. وكان ما إن يقابلنى يسألنى لسة بتحب عبدالناصر؟

أما عن تحويلها لفيلم سينمائى، فقد اشتراها محمود ياسين وحددوا عاطف الطيب لإخراجها. ثم اشتراها أيضًا المنتج محسن علم الدين، لكن لم يتم العمل.

< ماذا عن رأيك فى الجوائز التى تمنح للأدباء خاصة أن البعض يرى أنك لم تحصل على حقك فى الجوائز؟

<< كل الجوائز تقريبًا فيها شك، فمثلًا جائزة نوبل يدخل فيها نوع المتقدم للجائزة وبلده وموقفه السياسى والدينى، وهناك بعض الكتاب أجادوا فنون التعامل مع الجوائز، حيث يخططون وينجحون فى التأثير على التصويت لنيل الجائزة.

< أخيرًا.. ماذا عن كتابك «حكايات مصطفى نصر»؟

<< تربيت على مجلة صباح الخير، كان أول ما أقرأه فيها حكاية يكتبها إحسان عبدالقدوس، وعندما كانوا يسألوننى – وأنا صغير – عايز تطلع إيه؟ أقولهم: عايز أكون زى إحسان عبدالقدوس. وأنا اشتهرت بقدرتى على الحكى على مستوى القول والكتابة أيضًا، فجمعت بعض الحكايات ومن هنا جاءت فكرته.