عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصنع‭ ‬السكر .. ‬رحلة‭ ‬فى‭ ‬معانى‭ ‬الإنسانية

بوابة الوفد الإلكترونية

عندما‭ ‬تشعر‭ ‬وكأنك‭ ‬حلقت‭ ‬فى‭ ‬السماء‭ ‬تنظر‭ ‬للأمور‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬او‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬كبير‭ ‬تتباين‭ ‬المشاعر‭ ‬وتختلف‭ ‬الاحاسيس‭ ‬تمتزج‭ ‬بداخلك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬البهجة‭ ‬والسرور‭ ‬تارة‭ ‬وبين‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى‭ ‬والآلام‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬ذاك‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬معنا‭ ‬رواية‭ ‬مصنع‭ ‬السكر‭.‬
رحلة‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬الإنسانية‭ ‬والاحاسيس‭ ‬الجياشة‭ ‬لشاب‭ ‬مصرى‭ ‬مبدع‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكى‭ ‬عاش‭ ‬ظروفا‭ ‬صعبة‭ ‬مهنيًا‭ ‬فلم‭ ‬يقبل‭ ‬الترقى‭ ‬واعتلاء‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬فى‭ ‬احدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬خشية‭ ‬ان‭ ‬يتوقف‭ ‬ابداعه‭ ‬وتقل‭ ‬أعماله‭ ‬بسبب‭ ‬متاعب‭ ‬المهنة‭ ‬وكثرة‭ ‬المشاكل‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬يواجهها‭ ‬اثناء‭ ‬رحلة‭ ‬قيادته‭ ‬للوظيفة‭ ‬الرسمية،‭ ‬وفضل‭ ‬حياة‭ ‬الاستقلال‭ ‬لكى‭ ‬يكون‭ ‬محلقا‭ ‬لا‭ ‬تابعا‭ ‬منتجا‭ ‬لا‭ ‬خامدا‭ ‬مبدعا‭ ‬ليس‭ ‬متجمدا‭ ‬فى‭ ‬ظلمات‭ ‬الوظائف‭ ‬التقليدية‭ ‬الطاحنة‭.‬
عانى‭ ‬من‭ ‬رتابة‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية‭ ‬ومل‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬المسافة‭ ‬فى‭ ‬الأفكار‭ ‬والرؤى‭ ‬والاهتمامات‭ ‬بينه‭ ‬وبينه‭ ‬زوجته‭ ‬التى‭ ‬عاش‭ ‬معها‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أنجب‭ ‬منها‭ ‬ابنته‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬مثلت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬محور‭ ‬الاحداث‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭. ‬لم‭ ‬يترك‭ ‬نفسه‭ ‬وحيدا‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬ان‭ ‬يعزل‭ ‬نفسه‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ومرافقة‭ ‬الأصدقاء‭ ‬تعويضا‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬الخاصة‭ ‬الرتيبة‭. ‬فرافقه‭ ‬خلال‭ ‬الرحلة‭ ‬صديق‭ ‬العمر‭ ‬المخلص‭ ‬الوفى‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬صحفيا‭ ‬وتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬موقع‭ ‬الكترونى‭ ‬لاحدي‭ ‬الصحف‭ ‬الهامة‭ ‬وكان‭ ‬رجلا‭ ‬مثقفا‭ ‬يعشق‭ ‬حياة‭ ‬اللهو‭ ‬ويترنح‭ ‬ليلا‭ ‬فى‭ ‬البارات‭ ‬والنوادى‭ ‬الليلية‭ ‬باحثا‭ ‬عن‭ ‬السعادة،‭ ‬فكان‭ ‬يمثل‭ ‬هو‭ ‬رمانة‭ ‬الميزان‭ ‬لصاحبه‭ ‬الفنان‭ ‬وكان‭ ‬دائم‭ ‬التوجيه‭ ‬له‭ ‬وأعطى‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الارشادات‭ ‬والنصح،‭ ‬وشاركه‭ ‬افراحه‭ ‬واحزانه،‭ ‬آلامه‭ ‬واحلامه‭ ‬فكان‭ ‬نعم‭ ‬الاخ‭ ‬وخير‭ ‬الاصدقاء‭.‬
كان‭ ‬الفنان‭ ‬زياد‭ ‬صاحب‭ ‬الحس‭ ‬المرهف‭ ‬والاعمال‭ ‬المتميزة‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعجبين‭ ‬والمعجبات‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬يتواصل‭ ‬مرة‭ ‬ويتجاهل‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬عدد‭ ‬المعجبين‭ ‬والمعجبات‭. ‬حتى‭ ‬وقعت‭ ‬عيناه‭ ‬على‭ ‬فتاة‭ ‬تدعى‭ ‬ورد‭ ‬وهى‭ ‬حقا‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاحداث‭ ‬فى‭ ‬الرواية‭ ‬اسم‭ ‬على‭ ‬مسمى؛‭ ‬فتاة‭ ‬رقيقة‭ ‬حالمة‭ ‬صادقة‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الحرب‭ ‬وقاست‭ ‬من‭ ‬وحشة‭ ‬الحياة‭ ‬فقد‭ ‬نشأت‭ ‬فى‭ ‬حمص‭ ‬بسوريا‭ ‬ومرت‭ ‬بمراحل‭ ‬عصيبة‭ ‬اثناء‭ ‬الحرب‭ ‬وبعدها‭ ‬فقدت‭ ‬أمها‭ ‬التى‭ ‬حبتها‭ ‬كثيرا‭ ‬وتعلقت‭ ‬بها‭ ‬مدى‭ ‬سنين‭ ‬حياتها‭ ‬وفقدت‭ ‬اخيها‭ ‬الذى‭ ‬دفع‭ ‬ضريبة‭ ‬عمله‭ ‬كضابط‭ ‬فى‭ ‬الجيش‭ ‬السورى‭ ‬وتوالت‭ ‬الاحداث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬وتوفى‭ ‬والدها‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬أيضا‭ ‬ضابطا‭ ‬بالجيش‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬اخ‭ ‬واحد‭ ‬تاجر‭ ‬ومتزوج‭ ‬ووحدتها‭ ‬الى‭ ‬لازمتها‭ ‬عبر‭ ‬اجمل‭ ‬سنين‭ ‬عمرها‭.‬
تعرفت‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬زياد‭ ‬ودارات‭ ‬بينهما‭ ‬حوارات‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬بمصر‭ ‬وسوريا‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والخبرات‭ ‬فى‭ ‬الأمور‭ ‬الوظيفية‭ ‬والحياتية‭ ‬فهى‭ ‬تعمل‭ ‬موظفة‭ ‬بإحدى‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬ومسئولة‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬الفعاليات‭ ‬الثقافية،‭ ‬وزياد‭ ‬فنان‭ ‬جرافيكى‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الابداعات‭ ‬والتصميمات‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬فاستطاعا‭ ‬ان‭ ‬يجدولا‭ ‬لغة‭ ‬حوار‭ ‬فى‭ ‬اهتمامهما‭ ‬المشترك‭ ‬وآرائهما‭ ‬المتقاربة‭. ‬عاشا‭ ‬اجمل‭ ‬قصص‭ ‬الحب‭ ‬الافتراضية‭ ‬وتمنيا‭ ‬ان‭ ‬تقربهما‭ ‬الأيام‭ ‬وتخضع‭ ‬لهما‭ ‬الظروف،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬المشاكل‭ ‬لاحقتهما‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬شابا‭ ‬أعزب‭ ‬وهى‭ ‬امرأة‭ ‬بعيدة‭ ‬وفى‭ ‬مكان‭ ‬اخر‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬رغبتهما‭ ‬فى‭ ‬تحدى‭ ‬الظروف‭ ‬وتذليل‭ ‬العقبات،‭ ‬وقبل‭ ‬ان‭ ‬تتوج‭ ‬علاقتهما‭ ‬بالزواج‭ ‬تقلبت‭ ‬الأمور‭ ‬وتبدلت‭ ‬المعايير‭ ‬وفضلت‭ ‬ورد‭ ‬البقاء‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬والارتباط‭ ‬بأحد‭ ‬زملائهما‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬باحثة‭ ‬عن‭ ‬الاستقرار‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬مشاكل‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬حبيبها‭ ‬المتزوج‭. ‬وتدور‭ ‬الأيام‭ ‬وتسافر‭ ‬ابنة‭ ‬زياد‭ ‬لاستكمال‭ ‬باقى‭ ‬تعليمها‭ ‬فى‭ ‬الغربة‭ ‬فى‭ ‬احدى‭ ‬الدور‭ ‬الاوروبية‭ ‬ويشاء‭ ‬القدر‭ ‬ان‭ ‬يجمعها‭ ‬بحبيبة‭ ‬والدها‭ ‬السورية‭ ‬ورد‭. ‬ورغم‭ ‬وفاة‭ ‬والدتها‭ ‬ورغبة‭ ‬الابنة‭ ‬ان‭ ‬تعود‭ ‬المياه‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬بين‭ ‬ابيها‭ ‬وبين‭ ‬الفتاة‭ ‬السورية‭ ‬ورد‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬القدر‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬رجوعهما‭ ‬وانتهت‭ ‬الحكاية‭ ‬وتركت‭ ‬لنا‭ ‬اسمى‭ ‬معانى‭ ‬المشاعر‭ ‬السامية‭ ‬والاحاسيس‭ ‬المرهفة‭ ‬التى‭ ‬يعايشها‭ ‬عبر‭ ‬احداث‭ ‬الرواية‭ ‬المبهرة‭. ‬استطاع‭ ‬مؤلف‭ ‬الرواية‭ ‬ان‭ ‬يصيغ‭ ‬باقتدار‭ ‬كلماته‭ ‬والفاظه‭ ‬بصورة‭ ‬احترافية‭ ‬وبمهنية‭ ‬عالية‭ ‬تسعد‭ ‬القارئ‭ ‬وتداعب‭ ‬احساسيه‭ ‬ومشاعره‭ ‬فقد‭ ‬قدم‭ ‬بمنتهى‭ ‬الدقة‭ ‬وبأصدق‭ ‬مشاعر‭ ‬الإخلاص‭ ‬والوفاء‭ ‬قصة‭ ‬حب‭ ‬بصورة‭ ‬مختلفة‭ ‬غير‭ ‬نمطية‭ ‬وواقعية‭ ‬تلفت‭ ‬نظر‭ ‬القارئ‭ ‬وتسعد‭ ‬من‭ ‬يتداول‭ ‬حكايته‭.‬