رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

لا شك أن الثقافة تعد أحد أهم العناصر الأساسية التي تُحَرِّك الإنسان، ليصبح أكثر رُقِيًّا وتقدمًا وتحضُّرًا، خصوصًا عندما تكون القناعة الراسخة لديه، أن ما يُغَيِّر المجتمع والواقع الذي نعيشه، هو الفكر فقط، ولا شيء سواه!
نعيش هذه الأيام، أجواء الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت شعار «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة».. عنوان نرجو أن يتجسد على أرض الواقع، ليسهم في دفع المجتمع، ليصبح أكثر تقدمًا واستنارة.
لن نُسهب كثيرًا في الإقبال الكبير على المعرض، وحجم المشاركة اللافت، ولا أعداد الشباب الذين يتوافدون بكثرة، كما لن نتحدث أيضًا عن المأكولات والمشروبات التي تتصدر المبيعات بشكل يثير الدهشة!
ما نود قوله إن «الفُرْجَة» أصبحت العملة الرسمية للمعرض، نظرًا لانخفاض مبيعات الكتب، بسبب ارتفاع الأسعار، رغم العروض التي تقدمها بعض دور النشر.
اللافت أن بعض «المؤلفين» كانوا يُسابقون الزمن للِّحاق بـ«المولد»، فيما يشبه «طوارئ» بعض شركات الإنتاج الفني لـ«سلق» أعمالهم الرمضانية!
باعتقادنا، إذا أردنا أن نُعلي من شأن المجتمع، علينا إعادة إنتاج المشهد الثقافي، من خلال «تطهير» العقول، وإزالة «ألغام» الفساد الفكري، و«نسف» منظومة «القوالب الجامدة»، و«تغيير جذري»  للوجوه الجاثمة على أنفاس الثقافة منذ عقود، لتتصدر المشهد، دون امتلاكها أية رؤىً جديدة.
المشهد الإبداعي الآن تسوده حالة تشويش، قد تكون ممنهجة، لإفساد المعايير الذوقية والجمالية والفكرية، من بعض «المؤلفة قلوبهم ثقافيًا»، أو الباحثين عن الشُّهرة والبريق، أو مَن غايتهم التربح المعنوي، على أقل تقدير!
لقد أصبحت الثقافة ذاتها مطالبة بأن تتجه إلى مصادر متنوعة، لتكون أكثر قدرة على تحقيق المعرفة، ومحاولة التخلص من حالة الجمود التي تسود واقع حياتنا في جميع المجالات، ورصد وتحليل الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي.
للأسف، بات كثيرون يلوِّثون الإبداع، بِحُجَّة مواكبة التطور الثقافي، دون مراعاةِ الارتقاء بذوق المتلقي وتوسيع مداركه ومعارفه، كأولوية قصوى، ما يجعل الحالة الثقافية غير صالحة للاستهلاك الإنساني، لذلك نعتقد أن الثقافة ـ بحسب طه حسين ـ  «ليست وطنية خالصة ولا إنسانية خالصة، ولكنها وطنية إنسانية معًا، وهي في أكثر الأحيان فردية أيضًا».
أخيرًا.. يُحكى أنه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، قام بعض متسولي العاصمة النمساوية «فيينا»، بالاستيلاء على محتوى مكتبات مهجورة، وبيعها في الطرقات بأسعار زهيدة، لعدم معرفتهم قيمة تلك الكتب، وبعد سنوات، لاحظ المثقفون تحسن ثقافة المتسولين، ودخولهم في محاججات ثقافية فيما بينهم بالطرقات، واستخدامهم مفردات لغوية مختلفة، وبعد دراسة الأمر وجدوا أن المتسولين كانوا يقرأون الكتب التي يبيعونها لمعرفة محتواها والنداء في الأسواق بمضمونها، لجذب الراغبين في الشراء، بعد التأثير عليهم!
فصل الخطاب:
عندما تَعْزِفُ أمةٌ عن القراءةِ، تُصابُ أسواقُ الأفكارِ بالكسادِ، بموجبِ قانونِ العَرْضِ والطَّلَبِ، كما ينحسرُ الإبداعُ، وتَضْمُرُ الثقافةُ.

[email protected]