رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

فى مصر القديمة كان الملك الفرعون هو رئىس الحكومة وكان قائد الجيوش المصرية هو وزير الدفاع، وكان هناك وزير لشئون الأشجار والزراعة والحبوب وكان محرمًا أن تقطع شجرة أو تلوث ماء النهر، فإذا فعلت فجزاؤك العقاب والحبس أو النفى خارج حدود الوطن.

أول رئيس لوزراء مصر فى العصر الحديث هو نوبار باشا الذى شغل المنصب 3 مرات من 28 أغسطس 1878 وحتى 23 فبراير 1879، وكانت ثانى وزاراته من 10 يناير 1884 إلى 9 يونيو 1888، وآخر وزارته كانت من 15 ابريل 1894 حتى 21 نوفمبر 1895.

ولد نوبار باشا فى سميرنا بتركيا فى 4 يناير 1825، دعاه خاله بوغوص بك يوسفيان للحضور إلى مصر حيث كان يشغل منصبا مرموقًا لدى محمد على باشا بصفته وزيرًا للتجارة والعلاقات الخارجية، عقب حضوره لمصر وطد علاقته بالاستانة «تركيا» لما لها من دور فعال فى صنع القرار بمصر، واستطاع مصاهرة أسرة كيفورك بك ارميتان ذائعة الصيت، وكانت على صلة بالباب العالى «السلطان العثمانى» وساعده ذلك على القيام بمهام عديدة والحصول على عديد من الرتب والنياشين.

من أهم أعمال نوبار قيامه بالمفاوضات مع بريطانيا لتنفيذ عقود خطوط السكك الحديدية ويرجع إليه الفضل فى إنشاء الخط الحديدى الإسكندرية - السويس، وقام بالمفاوضات بشأن تشكيل المحاكم المختلطة اسفرت عن انشائها عام 1876، سعى فى أوائل 1888 إلى تنظيم البوليس وإعادة تبعيته إلى مديرى المديريات والغاء مركزه الرئيسى بالقاهرة لكن كانت هناك مساوئ كثيرة لنوبار، تتركز فى حصوله على عمولات أثناء عقد القروض مما أدى إلى استبعاده عام 1875 من المفاوضات بين مصر وبريطانيا حول بيع أسهم قناة السويس، وكان نوبار مكروها من المصريين، فهو يدين بتعيينه للأجانب ورأى فيه الفلاحون مؤسس المحاكم المختلطة التى سلبت حقوقهم وقام نوبار بكبت حرية الصحافة بسبب مناهضتها للاحتلال، فألغيت العديد من الصحف مثل الوطنى عام 1884، وتعطيل الأهرام فى العام نفسه، وإلغاء جريدة مرآة الشرق والزمان عام 1886.

أنعمت عليه ملكة بريطانيا بنيشان النجمة الهندية من الدرجة الأولى فى أعقاب استقالته الأخيرة من الوزارة، وسمى أحد شوارع وسط القاهرة باسمه ومدينة باسمه فى محافظة الجيزة باسم النوبارية الجديدة وتوفى نوبار عام 1899.

بلغت حيازته من الأراضى الزراعية فى مصر من عام 1852 إلى عام 1875 بعد خصم المبيع والمنقول 2060 فدانا، وكان نوبار يتقن اللغات الفرنسية والانجليزية واليونانية والتركية، ولم يتقن اللغة العربية.

وهو الأمر اللافت للنظر فى اختيار إسماعيل باشا لنوبار باشا رئيسًا لوزراء مصر!!