عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لا يمكن الجزم بنجاح جولة «أنتونى بلينكن» وزير الخارجية الأمريكية فى المنطقة، وهى الجولة التى شملت عدة دول عربية منها مصر والأردن وقطر والإمارات والمملكة العربية السعودية، والتى واتته فيها الفرصة ليلعب دور الوسيط المحابى لإسرائيل، حيث طرح على مسئولى المملكة إمكانية المضى قدمًا فى إنجاز تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بيد أن السعودية كاشفته بأن الأمر مرتبط بإنهاء الحرب فى قطاع غزة، واتخاذ مسار عملى تجاه قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67 كشرط مسبق قبل أى إجراء فى هذا التوجه.

جولة «بلينكن» للمنطقة فرضتها التطورات الجارية، وبدا أن الهدف من ورائها هو الحيلولة دون اتساع نطاقها، وحتى لا تتسبب فى المزيد من انعدام الاستقرار والمعاناة. واليوم دخلت حرب إسرائيل على غزة شهرها الرابع لتخلف الكثير من الضحايا الفلسطينيين، فهى إبادة جماعية وثقتها الإحصائيات التى أكدت ارتكاب إسرائيل حتى الآن أكثر من 1944 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 24 ألف قتيل، بالإضافة إلى سبعة آلاف مفقود، وإصابة نحو ستين ألفا. ورغم ذلك تمادت إسرائيل فى غيها ورفضت وقف عملياتها العسكرية التى تشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى. وبادر وزير ماليتها فأعلن رفض إسرائيل لوقف الحرب قائلًا: (نحن نقدر الدعم الأمريكى لنا، ولكن عندما يتعلق الأمر بوجودنا فى أرضنا سنتصرف دائمًا وفقًا للمصلحة الإسرائيلية، لذا سنواصل القتال بكل قوة لتدمير حماس). أكثر من هذا دعا هذا الوزير إلى فتح الأبواب أمام الهجرة الطوعية للاجئين الفلسطينيين كما فعل المجتمع الدولى فيما يتعلق باللاجئين من سوريا وأوكرانيا.

يواصل الكيان الصهيونى المجرم القول إنه يعتزم اقتلاع حماس من قطاع غزة عسكريًا وسياسيًا. وليس من الواضح كيف سيتم هذا الطموح غير المسبوق. دبلوماسيون غربيون دخلوا على خط الأحداث وأكدوا أنهم يجرون مناقشات مكثفة مع الكيان الصهيونى. لكن لم يتضح شىء حتى الآن، كما أنه لا توجد خطة ثابتة على الإطلاق. غير أن «نتنياهو» خرج يتعهد بتغيير الشرق الأوسط، وبادرت إسرائيل ومضت فى تصعيد هجماتها على قطاع غزة وأصدرت التحذيرات العاجلة للفلسطينيين كى يخلوا مناطق الهجمات. ووسط هذا نتساءل: إلى متى تستمر هذه الحرب؟ وما الذى سيأتى بعد ذلك؟ لا سيما وأن العالم كله شاهد على ما يقوم به الكيان الصهيونى الغاصب، ولكنه وللأسف يلتزم الصمت التام. وهو ما يشجع إسرائيل على أن تمضى قدمًا فى مخططاتها التدميرية والتى طالت البشر والحجر معًا.

واليوم تركز إسرائيل على تدمير حماس كلية من خلال خطط عسكرية تتراوح بين إضعاف قدراتها العسكرية إلى الاستيلاء على أجزاء كبيرة منها. بيد أن من يتمتعون بالخبرة الطويلة فى التعامل مع الأزمات السابقة يقولون اليوم إن التخطيط الذى تجهز له إسرائيل لا يتجاوز التعهد، وهو حلم بعيد المنال. وفى هذا يقول ضابط كبير سابق فى «الموساد»: (لا أعتقد أن هناك حلًا عمليًا وقابلًا للتطبيق بالنسبة لقطاع غزة فى اليوم التالى لإجلاء قواتنا). ورغم ذلك يتفق الإسرائيليون بالإجماع على ضرورة إلحاق الهزيمة بحماس، بحيث لا يمكن السماح لها بالسيطرة على غزة. ويغيب عن هؤلاء أن حماس تجسد فكرة، وبالتالى ليست شيئًا يمكن محوه ببساطة، وهو ما أكده «مايكل ميلشتاين» رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية فى مركز موشيه ديان عندما قال: (حماس من الصعب محوها).