رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 تابعت الانزعاج الشديد من بعض الدول التي تم انتقادها فى تقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.. هذا الانزعاج غير مبرر.. حتى وإن كان النقد فيه قاسيا.. ولكن يجب ان نعرف ان التقارير الصادرة عن وزاره الخارجية الامريكية هى تقارير سياسية بامتياز.. وبالتالى فهى منحازة ومصيرها «صندوق القمامة» وليس الرد عليها بالبيانات والإدانات والاستنكار والشجب فكل هذا مجهود يضيع سدى.. الأولى به مصالح الناس والبلاد. 

وعودة الخارجية الأمريكية إلى اصدار هذه التقارير وفى الوقت الحالى يجعل تقاريرها مجرد أوراق لا قيمة لها فى ظل تبريرها كل يوم للجرائم الإسرائيلية فى غزة ودعم القتل والمجازر بكل بجاحة وصلف وتمد القاتل بالسلاح  ليواصل جرائمه.. بل وتمارس ضغوطا علي كل من ينتقد هذه المجازر ورأينا الضغوط الأمريكية الاسرائيلية الغربية على قضاة محكمة العدل الدولية لوقف نظر دعوى جنوب افريقيا ضد الكيان الصهيونى لخرقه اتفاقية منع الإبادة الجماعية فى غزة.

وكان يجب علي الدول التي أزعجها التقرير ان يخرج مسئول بها وعلى الهواء مباشرة ويلقى التقرير فى صندوق قمامة او ماكينة فرم الأوراق يعلق بكلمة واحدة وهى «طز» الشهيرة.. فمن يوم 7 أكتوبر لا يجوز للادارة الأمريكية ولا الاتحاد والبرلمان الأوروبى ان يتحدثوا عن الحريات وحقوق الإنسان..ولا يحق لهم اصدار تقارير وقرارات لاى دولة في هذا الملف.. لان انحيازهم الاعمى للكيان الصهيونى أفقد مصداقيته وجعلهم دولا عنصرية بامتياز دول لا ترى فى العالم شعوبا تستحق الحياة إلا هم، وسوف تتأكد هذه العنصرية عندما تصدر محكمة العدل الدولية قرارها فى الدعوى التي بدأت نظرها يوم الخميس وسوف يكون القرار إدانة للغرب والولايات المتحدة ولكل من ساند القتل بلا رحمة للالاف من البشر.. فالرسالة التى أرادت ان تصلها جنوب افريقيا وصلت إلى العالم كله وإلى كل من تابع جلسة يوم الخميس وردود الفعل الصهيونية الهستيرية من اول نتنياهو وحتى اصغر مسؤول فى الخارجية الاسرائيلية. 

العدوان علي غزة فرز العالم والحكومات وأظهرها على حقيقتها وظهر من يدافع عن الانسانية وحقوق بنى البشر ويؤمن بعدالة قضية حقوق الانسان والحريات العامة ومبادئ المساواة بين بنى البشر بصدق وبقوة ومن يرفعها شعار زائفا يستخدمه لابتزاز الحكومات واستنزاف خيرات الشعوب.. وتهديد الحكومات الضعيفة لاخضاعها وتحويلها عصى لمن يخرج عن طوعهم. 

 تقارير الخارجية الأمريكية هى مجرد أداة لابتزاز الحكومات الضعيفة وعزلها والتهديد بقطع المعونات ولكن هذه التقارير أصبحت الآن سلاحا فاسدا لن يصدقه أى انسان على الأرض حتى لو أورد حقائق ولولا بيانات الرد التي صدرت من بعض الحكومات لما عرف الناس ان هناك تقريرا للحريات الدينية صدر.. للمرة الثانية مثل هذا التقرير وغيره من تقارير الإدارة الأمريكية مكانه صندوق القمامة وتجاهله وكأنه لم يكن لانه فقد مصداقيته قبل كتابته لأن الحكومة التى أصدرته حكومة عنصرية بامتياز وهى من أول من انتهك حقوق الإنسان والحريات الدينية فى بلادهم.