رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

غالبا ما تحتل حوادث الاختناق بالغاز مساحة كبيرة بصفة شبه دائمة فى المواقع الصحفية وصفحات الحوادث بالصحف، وذلك لما لها من وقع أليم على النفوس وما تسببه من إنهاء حياة أسر بالكامل. وغالبا ما يكون لأى عروسين نصيب الأسد من هذا القاتل أو السفاح الصامت كما يطلقون عليه. وتنتهى حياتهما فتجد من خلال المتابعات للحوادث أنه قضى على حياة عرائس عديدة فى ليلة الصباحية تحديدا، وعندما يذهب الأهالى اليهما فرحين بالطبل والزغاريد والفطور فى يوم الصباحية ويطرقون الباب عليهما لا يجدون مجيبًا فيبلغون الأمن ويكسر على العروسين الأبواب ليعثروا عليهما جثثًا هامدة بعد أن لقيا مصرعيهما مختنقين وينقلب الحال من الزغاريد والغناء للصياح والنحيب ويتحول المكان إلى سرادق عزاء لتأتى الاسعاف وترفع الجثامين التى كانت منذ ساعات قليلة تتراقص فرحًا وهناء ببدء حياة سعيدة ومرحلة عمرية جديدة ليصبح الحادث جللًا. 

ففى الأسبوع الماضى حمل الأهالى 6 نعوش فى جنازة مهيبة لزوجين وأطفالهما الـ4 ضحايا حادث تسريب الغاز فقد عاشت مدينة مشتول السوق بالشرقية ليلة حزينة، بعد العثور على 6 من أسرة واحدة جثثا هامدة ومتراصة داخل منزلهم وشهدت جنازة الأسرة التى لقيت مصرعها بسبب تسرب الغاز فى منزل الضحايا مشاهد إنسانية مؤثرة حيث اجتمع الأهالى لوداع الضحايا وسط أجواء مليئة بالحزن وتجسدت المشاهد فى لحظات الوداع والدموع، وأثرت هذه الفاجعة فى مشاعر الأهالى وأثقلت قلوبهم بمصرع الأبوين وأطفالهما الـ4 وعمت أجواء المكان أصوات العويل والصراخ من قبل أفراد عائلتى الضحايا، الذين فقدوا حياتهم داخل منزلهم. وأيضا منذ ساعات وداخل شقتهم بالبدرشين والتى راح أب وبناته الثلاث بينما تصارع زوجته وابنته الرابعة الموت إثر حريق هائل شب عقب تسرب الغاز. شيع أهالى البدرشين جثامين الأب وبناته الـ3 بعد انتهاء الطب الشرعى من تشريحهم وتسليمهم لذويهم لدفنهم، وشهدت الجنازة حضور المئات من أهالى البلدة الذين انتابتهم حالة من الحزن الشديد وقد قال لى مصدر خبير إن حالة الاختناق أو الإغماء ليست بسبب تسريب الغاز الطبيعى ولكن بسبب نقص كميات الأكسجين فى الحيز الذى يعمل به سخان أو موقد الغاز الطبيعى وزيادة نسبة أول أكسيد الكربون الناتج من عملية الاحتراق، موضحا أن غاز أول أكسيد الكربون غاز سام عديم الرائحة يؤدى إلى حدوث اختناق أو إغماء أو حالات وفاة وهو ما يطلق عليه الموت اللذيذ، وأمام تلك الحوادث اليومية وهذا القاتل الذى تزداد جرائمه فى حصد أرواح الناس فى صمت وتزداد يوما تلو الآخر دون أن يستطيع أحد إيقاف جرائمه ندعو الله أن يرحم ضحاياه ويحفظنا ويحفظ الجميع منه.