رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز وطن

أحد عناصر القوة الشاملة للدولة امتلاكها دبلوماسية قادرة على التعبير عن رؤيتها وإدارة علاقاتها الخارجية بكفاءة، وحماية مصالحها خاصة فى ظل عالم تسيطر عليه الصراعات والتوترات، وتتعدد فيه دوائر الامن القومى وتتنوع التحديات، وعلى قدر الخبرات المتراكمة التى تمتلكها المؤسسة الدبلوماسية لكل دولة على قدر نجاحها فى أداء دورها، والدبلوماسية المصرية مدرسة عريقة لديها رصيد ضخم من الخبرة التاريخية التى مكنتها من المساهمة فى تعزيز الدور المصرى اقليميا ودوليا والتصدى بحرفية للكثير من المخططات التى استهدفت الدولة، بل ومواجهة معارك دبلوماسية صعبة. 

ودائما يلعب شخص وزير الخارجية دورا مهما فى تحديد طبيعة الأداء الدبلوماسى، ورسم سياسة التحرك، وعبر التاريخ الحديث تقلد منصب وزير الخارجية عمالقة فى الدبلوماسية، طبعوا شخصياتهم على أداء المؤسسة الدبلوماسية، واحد من هؤلاء هو السفير سامح شكرى وزير الخارجية الحالى الذى ينتمى عملا إلى مدرسة تجمع بين الرصانة والحسم والوضوح والقوة، وهذه الطبيعة هى التى جعلت الوزير يحظى بثقة القيادة السياسية طوال السنوات الماضية، لأنه استطاع التعبير عن الدولة فى كل الملفات، ونجح فى ان يجعل الدبلوماسية المصرية فاعلا حقيقيا فى المشهد الإقليمى والدولى، لا يخفى على أحد ان العشر سنوات الماضية تعرضت مصر لأزمات عنيفة وعمليات استهداف مخططة وعقبات كثيرة، واجهت ما يشبه الحرب السياسية والدبلوماسية من بعض العواصم، لكن مثلما كانت القيادة السياسية تمتلك القوة والمهارة فى التعامل مع هذه الحروب والصعوبات وتخرج منها منتصرة لصالح ثوابت الدولة المصرية، فقد كانت المؤسسة الدبلوماسية نفسها ذراعا قوية للدولة والرئيس فى هذه المعارك بدبلوماسييها فى كل مكان والذين اثبتوا انهم بالفعل مؤهلون لخوض كل انواع الحروب والمواجهات، وكان وزير الخارجية وكأنه مايسترو يدير هذا الملف بفهم وهدوء وفى الوقت نفسه صلابة فى الموقف وسرعة فى التحرك، والاهم انه قدم نموذجا رائعا فى التعاون والتنسيق مع الاجهزة الأخرى ليكون العمل الدبلوماسى متكاملا. 

بكل صراحة الملف الدبلوماسى خلال العشر سنوات الاخيرة لم يكن من السهل ان يتولاه الا من يمتلك شخصية مثل سامح شكرى، ولهذا كان نجاحه فى تجسيد رؤية القيادة الرشيدة فى علاقاتنا الخارجية، توسيع مساحات التفاهم والتعاون مع الجميع والتعامل مع كافة الدوائر وفق مقتضيات الأمن القومى المصرى وما تفرضه مصالح الدولة، ورغم صعوبة الفترة وتوالى الازمات وتعقد الملفات لم يتمكن احد من المتربصين بمصر تصيد خطأ واحد لرجال الدبلوماسية المصرية بل كان حضورهم دائما قويا وفق سياسة خارجية تسير على اسس واضحة ومبادئ لا تحيد عنها، سواء فى علاقاتنا مع الاشقاء العرب أو تحركاتنا لاستعادة ثقة الافارقة أو استعادة الدور والتأثير المصرى على المستوى الاقليمى والدولى، وربما يكون ملف القضية الفلسطينية خير دليل على مهارة وحنكة المؤسسة الدبلوماسية ووزير خارجية مصر سامح شكرى، فالجميع تابع كيف استطاعت مصر ان تفرض رؤيتها وارادتها وثوابتها على الجميع، سواء ما يتعلق بالامن القومى المصرى أو تغيير لغة العالم من الدعم الأعمى للمخطط الاسرائيلى لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها إلى رفض تام لهذا الأمر.

وهذا نجاح كبير الدولة والقيادة المصرية التى اعتمدت الرشادة فى الموقف والمهارة فى التحرك دون التخلى عن الثوابت، وكذلك قدرة وزير الخارجية والمؤسسة الدبلوماسية على تنفيذ هذه الرؤية بثبات.