رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يبدو أن السحر قد انقلب على العصابة الدولية المكونة من أمريكا وأفراد عصابتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأخص بالذكر بريطانيا حليفتها السابقة فى تدمير العراق، والتى تسير على نفس النهج وتلعب نفس الدور القذر فى قتل المدنيين بدم بارد، وتشريدهم دون أن يطرف لهم جفن أو يلح عليهم ضمير، أو حتى مراجعة قوانين بلادهم فى مجالات حقوق الإنسان فى السلم والحرب. 
وعلى مدار شهرين متتابعين منذ بداية عملية طوفان الأقصى فى ٧ أكتوبر المجيد وحتى الآن مارست هذه الدول كافة الضغوط لتركيع الشعب الفلسطينى الأبى من قتل وحرق وهدم وتشريد، ولكن باءت كل محاولاتهم بالفشل، وآخر هذه المحاولات موافقة إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن على بيع طارئ لنحو 14 ألف قذيفة دبابة لإسرائيل، باستخدام إجراءات تجاوزية للكونجرس، وهذه القذائف من نوع M830A1 ذات الانفجار الشديد متعددة الأغراض، بقيمة تبلغ 106.5 مليون دولار. وسبقها فى أول أكتوبر قيام أمريكا بإرسال قنبلة BLU-109 الخارقة للتحصينات تحمل رأسًا حربيًا يزن 2000 رطل، وهى مصممة لاختراق الملاجئ الخرسانية، وهى ذاتها التى استخدمها الجيش الأمريكى فى حرب الخليج، والحرب فى أفغانستان. 
‏ وهذا الدعم غير المسبوق فى تاريخ إسرائيل والذى يتم الإعلان عنه دون استحياء فى وسائل الإعلام يقابله تضييق على الأغذية والأدوية والأكفان للجانب الفلسطينى، ورغم هذا كله أعاد جنود القسام البواسل إلى أذهان أمريكا هزيمتها فى فيتنام، ولقنوا حليفتها الصهيونية دروسًا فى معاملة الأسرى والالتزام ببنود الهدنة وفنون القتال، وتحدى أمريكا وإسرائيل على لسان المتحدث العسكرى الملقب بأبوعبيدة، بعدم استطاعتهم تحرير أسير واحد مهما بلغت قوة جنودهم وخبرتهم فى تحرير الرهائن. 
‏العجيب فى الأمر أن القسام رغم هذا التضييق كبدت إسرائيل خسائر فى الآليات العسكرية بلغت نحو ٢١٤ آلية خلال عشرة أيام، وقتلت عشرات الجنود وشهدت برامج التوك شو الإسرائيلية فى الأيام الماضية تلاسنًا واتهامات بالفشل من رئيس الشاباك الإسرائيلى السابق لنتينياهو بالفشل وعدم قدرته على كسر المقاومة الفلسطينية، وأن الأسرى أصبح مصيرهم مجهولًا فى ظل هذا الفشل الذريع والمتواصل من مجلس الحرب الذى يتزعمه نتنياهو، وقد هاجم أقارب الأسرى أعضاء الكنيست الإسرائيلى أثناء اجتماعهم منذ يومين وأكدوا لهم بالحرف الواحد (لا ذنب لنا فى فشلكم العسكرى ونريد الإفراج عن الأسرى عن طريق الاتفاقيات).
‏هذه الانتكاسات أثلجت صدور الشعوب العربية والإسلامية، رغم الحزن الشديد على ما يقرب من ١٨٥٠٠ شهيد، وما يقرب من ٨٠ ألف مصاب، ولكن هناك آيات ربانية يشهد بها الأعداء قبل الأحباب، بأن يد الله عز وجل تتجلى فى مسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتوقن بأن النصر قادم لا محالة.