رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

عندما يسأل الجميع فى مشرق الأرض أو مغربها عن أى نوع من أنواع الفنون تكون الإجابة اذهب إلى مصر تجد ما تبحث عنه، فهى مقصد كل فنان يريد أن يتعلم ويتقن الفن فمصر قبلة قاصدى جميع أنواع الفنون بصفة عامة وفن الابتهالات الدينية بصفة خاصة وهو الفن الذى ولد فى مصر ولا يوجد فى أى دولة أخرى ولا يجيده أحد مثل المصريين. حيث إنه ظهر منذ القدم فى مصر وطاف المبتهلون المصريون كل الدول بهذا الفن الرائع الذى يعطى سكينة وورع فى النفوس وخشوع، وقد لاقى هذا الفن رواجًا شديدًا فى كل الأوقات طوال العام وخصوصا المناسبات الدينية وعلى رأسها موسم الحج والمولد النبوى الشريف وعروس الشهور شهر رمضان لقد أرجع المؤرخين جذوره للعصر الفرعونى ومن أشهر المبتهلين الشيخ على محمود والشيخ طه الفشنى وبطانته والصوت الملائكى ايضا الشيخ سيد النقشبندى ملك المبتهلين وشيخ وأستاذ المداحين وهو ايضا علامة بارزة فى رمضان وجاء كثيرون بعدهم ليحتل الشيخ نصر الدين طوبار مكانة ايضا فهو صوت له بصمته التى لا تخطئها أى أذن، فقوة صوته وانطلاقته يشعرك بخشوع قوى تهتز له الوجدان والابدان، وعندما يبتهل قائلا جل المنادى ينادى، وغيرها من ابتهلاته قبل انطلاق كل أذان من خلال ميكرفون الإذاعة وفى البرامج الدينية فى التلفزيون تشعر بحالة من الخشوع الراقى وقد تسيل دموعك وأنت تسمع صوته، فقد ولد فى الدقهلية وتأثر بعمه حسن طوبار الرجل الذى حارب الفرنسيين فى المنزلة حيث كان عمه فى رمضان يأتى بأحد المقرئين لإحياء ليالى رمضان وكان هو آنذاك صبى صغير يعيد قراءة القرآن والابتهالات مقلدا صوت المقرئ حتى جذب الناس الذين راحوا ينصتون إليه هو الآخر فى اهتمام. وقبل أن تنتهى ليالى رمضان كان قد قرر أن يترك المدرسة وأن يحفظ القرآن وأن يكون مثل هذا الشيخ الذى ينصت له الناس فى بلدته باهتمام ولم يمانع الأب وكان يدرك أن ابنه الصغير له صوت جميل حتى أصبح هو الشيخ نصر الدين طوبار الذى حفظ القرآن على يد الشيخ محمد سلطان فى المنزلة واستمع إلى إنشاد الشيخ إبراهيم الفران والشيخ على محمود والشيخ طه الفشنى، وأنه كان حريصا على أن يجلس إلى جوار الراديو فى انتظار المقرئ العظيم الشيخ محمد رفعت. وقد نشر أن اللجنة الاذاعية التى اختبرته وأجازت صوته كان من بين أعضائها الأساتذة محمد حسن الشجاعى ومحمود حسن إسماعيل وأجازته اللجنة ويومها أعجب به الشجاعى، وقال له أريد أن تتعامل معنا بالموسيقى يا شيخ نصر.

وإن الشجاعى نصحه بدراسة الموسيقى وأن محمد عبدالوهاب أيضا نصحه بدراسة الموسيقى حيث دخل معهد الموسيقى بالفعل وأمضى ثلاث سنوات فى القسم الحر بالمعهد وكانت الدراسة بالمصروفات ولكنه تعلم مجانا لأنه كان الأول طوال السنوات الثلاث حتى تخرج، وقال الشيخ فى أحد حواراته، إن الإنشاد يتطلب العلم بالثقافات الموسيقية وأن الإنشاد هو الغناء الدينى وهو علم له قواعد وأصول وأنه حرص على الدراسة لكى تكون أنغامه على أسس علمية، وكان يجيد العزف على العود، رحم الله الشيخ طوبار الذى وافته المنية 1986.