رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الأمة العربية هى مجموعة السكان التى تسكن فى الوطن العربى، أو ما يسميه الغرب العالم العربى أو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الممتد من المحيط الأطلسى غرباً إلى الخليج العربى وإيران شرقاً وفى التعريف الحديث تشمل الأمة العربية الدول التى تتخذ اللغة العربية لغة رسمية وانضمت إلى الجامعة العربية.

مرت الأمة العربية بتاريخ طويل الأمد، امتد مئات السنين قبل الميلاد، حيث بدأ وجودها فى الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق واتسع إلى شمال أفريقيا.

كان تنقل مجموعات وقبائل عربية من مكان إلى آخر عبر التاريخ لأسباب تجارية ولأسباب استيطانية ومعيشية وبعد ظهور الإسلام كان السبب الرئيسى نشر الدين الجديد.

تعرضت الأمة العربية لاستعمار وهجمات بدأت من الحملات الصليبية والمغولية إلى الخلافة العثمانية والاستعمار الغربى المتمثل بالدول الأوروبية والتى تقاسمت الوطن العربى بينها: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وانتهاء بالاستيطان الصهيونى الذى قام بجمع شتات الذين ينتمون للديانة اليهودية وتوطينهم فى فلسطين.

ناضلت الشعوب العربية ضد الاستعمار، كان النضال محلياً وغير منظم، ففى ليبيا مثلاً، كانت مقاومة ضد الاستعمار الإيطالى وفى مصر ضد الإنجليز وفى سوريا ضد الاستعمار الفرنسى، حصلت على المناطق العربية على استقلالها من الاستعمار الغربى المباشر، ما عدا فلسطين، وأقيمت دول عربية حسب تقسيمات قررتها الدول الغربية المستعمرة ومصالح محلية بحيث فصلت بين مراكز الثروة والتجمعات السكانية بهدف منع قيام وحدة عربية حقيقية.

أما القومية العربية أو العروبة فى مفهومها المعاصر فهى الإيمان بأن الشعب العربى هو شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح، وبأن دولة عربية واحدة ستقوم لتجمع العرب ضمن حدودها من المحيط إلى الخليج. إيمان العرب بأنهم أمة قديمة وربما من الصعب معرفة بداياته، فكان يظهر افتخار العرب بجنسيتهم فى الشعر العربى، وفى عهد الإسلام تجسدت القومية بشعور العرب بأنهم أمة متميزة ضمن الإسلام، وزاد هذا الشعور خلال العهد الأموى. وفى العصر الحديث، جسدت هذه الفكرة بأيديولوجيات مثل الحركة الناصرية والتيار البعثى اللذين كانا الأكثر شيوعاً وفى الوطن العربى خصوصاً فى فترة أواسط القرن العشرين حتى نهاية السبعينيات، والتى تميزت بقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا وشهدت محاولات وحدودية أخرى كثيرة.

اكتسبت القومية العربية مداً جديداً شعبياً نتيجة ثورات الربيع العربى وظهور تيار شعبى يدعو لوحدة عربية يقود الشعب، وليس الأنظمة المتسلطة التى ركبت موجة القومية دون أن تنجز شيئاً يُذكر فى هذا الاتجاه.

يؤمن القوميون العرب بالعروبة كعقيدة ناتجة عن تراث مشترك من اللغة والثقافة والتاريخ إضافة إلى مبدأ حرية الأديان، الوحدة العربية كانت هدف حقبة الستينيات وحتى الثمانينيات، وبعد تعثر تطبيقها بدأت القوميون يطرحون مفهوماً جديداً للوحدة العربية يعتبر قريباً من المشروع الأوروبى، أى الدعوة للانصهار فى كتلة ذات سياسة خارجية موحدة، وذات ثقل اقتصادى كبير يقوم على التكامل الاقتصادى والعمل الموحد وحرية انتقال الأفراد والبضائع بين الأقطار المختلفة، بالإضافة إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك والوصول إلى اتحاد عربى مع المحافظة على خصوصيات اجتماعية أو ثقافية قد توجد فى بعض المناطق العربية.

يطلق بعض المفكرين على القومية العربية بأنها ليست رابطة دم ولا عرق، بل هى جماعة محلية بأدوات اللغة ووسائل الاتصال الحديثة تسعى إلى أن تصبح أمة ذات سيادة ويجرى اصطلاحاً استخدام العروبة بمعنى مرادف للقومية العربية لكن هناك من يقول بالفرق بين العروبة والقومية العربية للمساعدة فى توضيح المقصود من حيث المعنى اللغوى والسياسى، فالعروبة انتساب إلى العرب وتعنى فقط الانتساب المجرد عن المعنى السياسى. فمن الممكن للإسلامى أن يكون عروبياً وللماركسى أن يكون عروبياً، لأن العروبة مجردة من المعنى السياسى، فهى شعور بالانتماء لا أكثر، أما القومية عند البعض فتعنى القوم المنحدرين نسبياً من صلب واحد، ومع التطور التاريخى انسلخ مصطلح القومية عن جذوره اللغوية، فأصبح معناه قريباً من معنى الأمة، وأصبح ذات دلالة سياسية.