رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناعة الحديد في الجامعات والأكاديميات.. السويس للصلب نموذجًا

مصنع السويس للصلب
مصنع السويس للصلب

 قبل 5000 سنة، قبل الميلاد، عرف المصريون القدماء الحديد، واستعمل الإنسان وقتها حُليًا تم صنعها من حديد نيزكى، وجاء ذكر الحديد 5 مرات بالقرآن  الكريم، وسميت سورة  كاملة فى القرآن  باسمه، وتذكر  بعض  التفاسير أن  الحديد لم  يتكون من داخل الأرض كغيره من المعادن، وإنما نزل من السماء عند  تكوين  الأرض. 
 قال تعالى فى سورة الحديد، الآية رقم 25، "وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس"، ويقول "الطبرى" فى تفسير هذه الآية، أن الحديد فيه قوة شديدة، ومنافع للناس وذلك ما ينتفعون به منه عند لقائهم  العدو وغير ذلك من منافعه، ويشير الطبرى إلى أن الحديد لم  يتكون كغيره من المعادن وإنما نزل من السماء عند تكوين الأرض، وشيئًا فشيئًا اهتمت الإنسانية بالحديد إلى أن جاء مهندس إنجليزى، يدعى   جورج ستيفنسون، وعاش فى الفترة من 1718 إلى 1848 ليخترع وينشأ أول خط سكك حديدية، كان   وقتها النقل بالسكك الحديدية أحد أهم الابتكارات التكنولوجية فى القرن التاسع عشر، ونظرًا لعبقرية  اختراع جورج ستيفنسون فقد كرمه الإنجليز بوضع تمثال ضخم له فى متحف السكك الحديدية القومى   فى  يورك، وبجانب ذلك كله كان الحديد أحد أهم العناصر المستخدمة فى الثورة الصناعية فى أوروبا   عام 1825.

الحديد أحد أهم عناصر التنمية

لا تنمية دون الحديد

 سردنا المعلومات السابقة لندلل بها على أنه لم يحظّ معدن من المعادن بكل هذا التكريم والاهتمام مثل   الحديد متفوقًا على الذهب والفضة والنحاس وبقية المعادن الأخرى لأنه باختصار شديد، وفى جملة جامعة  مانعة نسطيع القول بأنه لا عمران ولا بناء ولا تشييد ولا مشروعات ولا تنمية من دون الحديد، ولهذا   كله يجب أن يكون الحديد علمًا يُدرس بالجامعات والأكاديميات والمعاهد على أن يتم ربطه بالمصانع، بحيث يتلقى الطلاب العلوم النظرية للحديد وبقية منتجات الصلب الأخرى على أيدى كبار الأكاديميين  المتخصصين، ثم يتم تأهيل الطلاب للحياة العملية بالمصانع على أيدى أصحاب الخبرات الكبيرة، مع  الاهتمام بتدريب الطلاب على سلوكيات العمل الجاد، ووسائل السلامة والأمان، وكيفية قيادتهم لمجموعة  عمل، أو مجموعات عمل وإكساب الطلاب كل هذه المهارات سيؤدى في النهاية وحتمًا إلى نتائج إيجابية  هائلة ستجعل من صناعة الصلب المصرية صناعة عالمية نتباهى ونتفاخر بها، ولكن شريطة كل ذلك أن  يؤخذ الموضوع على محمل الجد والتعب، فلا نجاح من دون شقاء ومثابرة ومقدرة هائلة على الصبر  والتحمل.

السويس للصلب نموذجًا

 بالتأكيد هناك عدد من مصانع الصلب المصرية، خصوصًا المصانع الكبيرة الضخمة مثل مجموعة “العز، وبشاى والمراكبى”، تحرص كل الحرص على تدريب موظفيها لإعداد وخلق أجيال جديدة من الفنيين  والمديرين المهرة، وتحرص أيضًا على إرسالهم لبعض الجامعات العريقة فى الخارج، والمؤتمرات  العالمية  الكبيرة لإكسابهم الخبرات ولكن هذه الأعداد لا تكفى، ونحتاج إلى أن تكون الجامعات المصرية  بجانب كلية  الهندسة موجود بها  مقررات متخصصة فى صناعة الصلب، على أن يمتد الأمر إلى  الأكاديميات والمعاهد.. توقفت كثيرًا عندما طالعت مطبوعا صادرة عن واحد من مصانع  الصلب العريقة  فى مصر وهى السويس للصلب، ولاحظت بأن هناك فكرًا حديثًا متطورًا تدار به مجموعة المصانع التى  تمتلكها.. ماذا فعلت إدارة السويس للصلب؟

 قامت السويس للصلب، التى تمتد على مساحة مليون متر مربع بوضع برنامج أكاديمى، بالتعاون مع  مجموعة السويدى لتعليم طلاب بعض المراحل التعليمية بأكاديمية السويدى بالعاشر من رمضان، على  أن يكون التعليم  تعليمًا متخصصًا بعد إدراج تخصص الحديد والصلب ضمن المنهج  التعليمى على أن  يتلقى الطلاب محاضراتهم على أيدى محاضرين متخصصين، ثم يذهب الطلاب إلى مصانع السويس بمحافظة السويس بعد ذلك لتلقى التعليم التطبيقى والعملى، علمًا بأن مجموعة السويس للصلب أخذت على  عاتقها التكفل بالمصروفات  الدراسية كافة للطلاب الذين يقع عليهم الاختيار، الذين يثبتون كفاءة  للاستمرار فى  العمل، بجانب ذلك توفر لهم السويس للصلب وسائل النقل الخاصة لتنقلاتهم بين العاشر  حيث مكان الدراسة، والسويس حيث مقر التدريب والتأهيل، وأعتقد أن مجموعة السويس للصلب التابعة  لصلب مصر بدأت تجنى بعض ثمار هذا الفكر المتطور، وهو  ربط  مصانعها بالتعليم والتدريب  والتأهيل.. كل  المؤشرات تؤكد أن مجموعة السويس للصلب، وخلال  فترة زمنية قصيرة ستشهد قفزات  كبيرة فى النمو.. أصبحت السويس للصلب تمتلك واحدًا من أكبر مصانع الاختزال المباشر "HYL بطاقة إنتاجية تقترب من 2 مليون طن، بجانب مصنعى صهر بطاقة إنتاجية تصل إلى 2.5 مليون طن، بجانب  ثلاثة مصانع للدرفلة تصل طاقتها الإنتاجية إلى 2.5 مليون طن من حديد التسليح وبكر حديد التسليح وسلك الحديد مع الإشارة إلى إنتاج مصنع الدرفلة الجديد الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى الخامس من نوفمبر عام 2019 ويعد هذا المشروع واحدًا من أكبر مشروعات التطوير التى شهدتها  مجموعة السويس للصلب أخيرًا، وساهم هذا المشروع الضخم فى وصول الطاقة الإنتاجية لمجمع مصانع صلب مصر وهى الشركة الأم للمجموعة إلى 2.5 مليون طن من حديد الأطوال واللفائف والبليت ليصبح  ثانى أكبر مصنع  متكامل للحديد والصلب فى مصر، كل ذلك جعل مجموعة السويس للصلب واحدة من أكبر الشركات المصرية التى ساهمت ولا تزال تسهم فى كل المشروعات التنموية الضخمة التى تقام على أرض مصر ومنها، أبراج مدينة العلمين الجديد، مدينة المنصورية الجديدة، توسعات ميناء السخنة، العاصمة الإدارية الجديدة، كوبرى السلام الواقع على قناة السويس، مشروعات مترو الأنفاق، منتجع  الجلالة بالسخنة، الجامعة المصرية اليابانية بالقاهرة، أرض المعارض الجديدة بمحور المشير، وكوبرى  محور روض الفرج، وغيرها من المشروعات التى ستغير وجه الحياة لمصر والمصريين.