رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مات في حضن خطيبته.. القصة الكاملة لإنهاء حياة عريس شبين القناطر

عاصم ضحية شبين القناطر
عاصم ضحية شبين القناطر وخطيبته واحد المتهمين

سالت دمائه وكست الأرض، قبل أن ترفع رأسه وتضعه في حضنها، ضمته إليها، لعله يستقي نبضات قلبه من فؤادها، لكن هيهات، دقق خطيبها النظر في عينيها للحظات وفارق الحياة، أطلقت "عبير" صرخة أسكتت ضجيج قرية طحانوب بشبين القناطر في القليوبية " عاصم حبيبي مات".

 

عبير، 23 سنة، تقول لـ "الوفد"، تربطني بـ "عاصم عماد" قصة منذ الصغر، تربينا مع بعضنا، بحكم الجيرة، وصداقته التي تجمعه بأخوتي، خجله يمنعه من النظر إلي، أسرتينا كانت تعلم بالعلاقة العاطفية التي بيننا، منذ شهور كلل الله مشروع عشقنا بالخطوبة، كان عريسي ملاكًا يمشي على الأرض.

 

بيتينا متجاورين كقلوبنا، يضمنا شارع فيه نشأنا، خططنا لإكمال بقية حياتنا بين جدرانه، يأتي عاصم إلى زيارتي فور حصوله على إجازة من خدمته العسكرية، أيام الفراق تمر كدهور من الزمن، إلى أن يأتي وتلتقي عيوننا وتحتضن قلوبنا بعضها البعض.

 تابعت خطيبة الضحية، وقت غيابه تعرضت لمضايقات على يد مجموعة من الشباب، بمعاكسات وكلمات بذيئة، كانوا يتعرضوا لي في الذهاب والعودة، لم أخبر عاصم وأخوتي، تحاملت على نفسي، خوفًا علي حبيبي ورفيق دربي.

 

كتب وصيته بعينيه:

 

قبل انتهاء إجازته وسفره إلى محل عمله، لاحظت تغيرًا في تصرفات عاصم، كان يدقق النظر إلىَّ كثيرًا على غير العادة، ويهمل حديثي ويصب تركيزه في ملامح وجهي، وانهارت باكية: "عاصم كان بيملّي عينه مني.. كانت دي وصيته الأخيرة وأنا معرفتش"، وتقطعت أنفاسها من شدة البكاء، لتطلب عشيقة عريس شبين القناطر، استراحة قصيرة، تلملم فيها شتات نفسها حتى تكمل الفصل الأخير من قصة حبها التي انتهت بدمائه على ملابسها.

عاصم ضحية شبين القناطر وخطيبته 

الشارع فيه بنات جامدة:

 

 قبل مشهد الدماء بساعة، كان يسير "عاصم عماد" 23 سنة، يعمل مدرب كمال أجسام، مع خطيبته، "عبير"، تعرض له شقيقان بمعاكسة حبيبة قلبه بألفاظ بذيئة "الشارع فيه بنات جامدة" وانهالوا عليه بوابل من السب والقذف، تحمل هجومهم غير المبرر، وانصرف حفاظًا على من وعدها بالأمان.

 أردفت من تقطعت أوصال قلبها: تركني في المنزل وذهب إلى الحلاق ليجهز نفسه، فقد انتهت إجازته وعليه أن يذهب في الصباح الباكر، تركني وقبل مغادرته تعلق بالباب ونظر في وجهي وقال: "متخفيش إحنا مع بعض للأبد". 

 

صرخات على بعد خطوات، أفزعت عبير لتنظر من الشرفة، وتجد الذئاب البشرية 3 أشقاء، " شوقي، ويوسف، ومحمد" الذين تعرضوا لها، قد أمسكوا بـ "عاصم"، وانهالوا عليه بالضرب ويأتي والدهم "أشرف" 55 سنة، بسلاح أبيض، ويوجه طعنة نافذة له في البطن، بجانب اللكمات المستمرة، إلى أن جاءتهم أسلحة بيضاء أخرى وسددوا له طعنة في القلب.

 

يا ريتني فديته بروحي: 

لم يستغرق وقت إنهاء حياة عاصم سوى دقائق، لم أستطع التعرف عليه وسط المجزرة فقد، كست الدماء وجهه، وتمنيت أن أرمي بنفسي أمام وابل الأسلحة البيضاء التي هوت على جسده، وفديته بروحي.

عاصم ضحية شبين القناطر ووالده 

كان رفيق دربي يصارع الموت، قبل أن يمزق أحد المتهمين جسد عاصم بسلاحه الأبيض، رفعت رأسه الملقى على الأرض، وناديته بكل الأسماء التي يحبها، لكن دون مجيب، أغمض عينيه، وفاضت روحه إلى بارئها.

وبصوت مرتفع قال "عماد" 53 سنة، والد المجني عليه، من ذوي الهمم: "المجرمين قتلوا ابني وصديقي ورجل البيت"، كان يساعدني، في نفقات البيت، أكبر أخوته، عمود البيت، طيبة قلبه وحب الناس فاقني فيهم، فأخلاقه حديث أهالي قرية طحانوب بالقليوبية.

 

 أخفض رأسه قليلًا يداري دموع عينيه، وأكمل: لا أعرف لماذا قتلوه؟؟ وتعدوا عليه لفظيا؟؟ وخطفوا روحه، وختموا جريمتهم بطعنة في قلب فلذة كبدي، ونصف روحي ليفارق الحياة على بعد خطوات من مسقط رأسه.

عاصم  ضحية شبين القناطر ووالدته 

 انتقلت كاميرا الوفد إلى "رشا" 48 سنة، سيدة اتشحت ملابسها بالسواد، وظهر على وجهها ملامح الغضب، وأطلقت صرخات مدوية قطعتها نوبة بكاء هيستيرية، انتظرناها حتى تخرج ما في قلبها من لهب الفراق، لتقول قبل ساعات من استشهاده، كان يطعم أخيه الصغير، وودعنا بأحضان لأنه سيغادر في فجر اليوم المقبل، ضممته إلى صدري ودعوت له.

 

حق عريس شبين القناطر: 

 

وفي الثامة مساء، سيق إلى خبر وفاة نجلي، "إلحقي عاصم بيموت" خرجت من المنزل لأجد قد ارتخ جسده ولفظ أنفاسه الأخيرة، واختلطت صرخاتها ببكاء عبير خطيبته، ودموع الأب، وبصوت واحد طالب أفراد عائلة عاصم، " عايزين حق شهيد شبين القناطر" المتهمون غدروا بيه وقتلوه. 

 تلقى اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية إخطارًا من العميد محمد حرب مأمور مركز شرطة شبين القناطر يفيد بورود إشارة من المستشفى بوصول "ع .ع. أ" 23 سنة جثة هامدة إثر طعنات عدة في أنحاء الجسد بقرية طحانوب، دائرة المركز.

 

جرى تشكيل فريق بحث قادة اللواء محمد السيد مدير مباحث المديرية لكشف غموض الواقعة وتوصلت التحريات إلى تعدي 3 أشقاء ووالدهم على شاب عقب معاتبتهم لمعاكسة خطيبته، فقام المتهمين بطعنه طعنات عدة بأسلحة بيضاء ما أدى إلى مصرعه في الحال.

 

 نجح ضباط مباحث مركز شرطة شبين القناطر، في ضبط المتهمين وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة في الواقعة وتحرر محضر بالواقعة. 

 

 صرحت جهات التحقيق بدفن الجثمان، عقب انتداب الطب الشرعي، واستخراج تقرير الصفة التشريحية، كما أمرت بـ حبس المتهمين 4 أيام، ليقرر قاضي المعارضات بتجديد حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.