رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

ما فى هذه السطور من أفكار ليس خياليًا بأى حال من الأحوال ولا هو بالهزل، وإنما هو جد كل الجد وإن كان لا يخلو من قدر من السخرية. والهدف مقارعة الحجة بالحجة ومواجهة الموقف بموقف أكثر منه قوة، ووضع الأطراف جميعًا أمام مسئوليتها دون التطوع بإلقاء الأعباء بضمير بارد على الآخرين، مع التأكيد على أن مصر رغم مسئولياتها بل وبسببها ليست «الحائط الواطى» التى يفعل من خلالها الآخرون ما يحلو لهم دون أن يرف لهم جفن. 

حديثى هنا ينصرف إلى دعاوى التهجير القسرى و«غير الشرعى»، وأؤكد هنا على غير الشرعى لفلسطينيى غزة إلى مصر تحت دعاوى حماية المدنيين من تبعات العمليات الحربية التى لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

دعك من زيف المنطق الإسرائيلى وما يحوى من مغالطات تقوضه وتنسفه من الأساس، ودعنا نفترض جدلًا ونحن نعلم أننا نساير عملية خداع من قبل الغير أن خطوة التهجير مطلوبة من منطلق أبعاد إنسانية. على هذا الأساس فإن مصر لا يمكن بأى حال أن تكون الوجهة الطبيعية لعملية التهجير. لماذا؟ لأن ذلك لن يكون سوى حل مؤقت لمشكلة ستعود للتجدد بمجرد أن تخمد النيران ببدء مسلسل جديد من المقاومة الفلسطينية ولكن من أرض سيناء، حيث يستوطن الفلسطينيون الذين تم تهجيرهم، وبذلك يكون تم توسيع نطاق المشكلة وليس تطويقها.

على هذه الخلفية نرشح ثلاثة بدائل أولها شمال شمال غزة أو غلاف غزة أو بمعنى أصح تلك الأراضى التى تقع تحت السيطرة الإسرائيلية. ومنطق ما ندعو إليه أن المشكلة الجارية تتعلق بأطراف يقع كلهم فى الإطار المكانى لفلسطين التاريخية، وأن الحل يجب أن يكون فى الإطار المكانى ذاته وليس تصدير الأزمة إلى دولة مجاورة.

أما الجهة الثانية التى نرشحها فهى الضفة الغربية من خلال توفير ممرات أمنة اليها وليكن ذلك بمثابة بروفة حقيقية لفكرة الربط بين الضفة وغزة بشأن إمكانية تحقيق هدف اقامة الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين.

لو صحت دعاوى إسرائيل وهى غير صحيحة فإن ذلك ربما يمثل جزءًا من حل مؤقت أو دائم يعتمد على معطيات السياسة على الأرض. على العكس فإنه ربما يكون الحل الأكثر ؟؟؟؟؟؟؟ فى ضوء تجربة السلطة الفلسطينية فى الضفة والتى استطاعت السيطرة على الموقف هناك بشكل لم تعد معه الضفة تمثل أى صداع لإسرائيل!

أما ثالث الأماكن فيقوم على تفنيد فكرة أن المنفذ الوحيد هو البرى إلى مصر وتأكيد أن البحر يعتبر منفذًا كذلك، وعلى هذا الأساس يمكن توفير مسارات بحرية ليتم تهجير أبناء غزة إلى أوروبا وبشكل خاص إلى بريطانيا فى ضوء حقيقة أن تلك الدولة هى الوريث الطبيعى للمشكلة التى تسببت فيها فى المنطقة لتشارك فى تحمل تبعاتها مع شقيقاتها الأوروبيات.

وربما يعزز الفكرة أن تلك العملية ربما تتحول إلى تهجير دائم فى ضوء حقيقة أن أوروبا تعانى من تراجع المواليد، ما يعنى أن تلاقى الطرفين سيمثل حلًا عبقريًا لمشكلة تراجع السكان فى أوروبا العجوز. فضلًا عن أنه سيحقق هدف تذويب القضية الفلسطينية، حيث قد يعزف المهجرون الفلسطينيون عن العودة فى ظل الظروف التى قد تكون أكثر مواتاة لهم فى الغرب عن الأوضاع البائسة فى أرضهم الأصلية.

ربما يتناسى هذا الطرح وغيره أصحاب القرار الأصلى وهم فلسطينيو غزة والذين لا نملك سوى رفع القبعة لموقفهم الرافض لمغادرة أرضهم ولو على جثثهم بعد أن تعلموا الدرس جيدًا. 

اللهم انصر إخواننا فى فلسطين

[email protected]