رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام فى الهوا

كان أبو العتاهية شاعراً من الشعراء الذين ظهروا فى العصر العباسى الذى توالت فيه الفتوحات إلى أقصى المشارق والمغارب. وقد جلبت هذه الفتوحات العديد من الثقافات، لذلك كانت الموهبة محل تقدير يُفتح أمامها كل الأبواب. 

وكان بلاط الخليفة ملتقى الأدباء والشعراء الذين أصبحوا القوة الناعمة لهذه الدولة. وبذلك استطاعوا أن يخمدوا الثورات والانقلابات فى العديد من البلدان التى امتد إليها حكم الدولة العباسية.

 وكان ظهور الشاعر «إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزى» الكوفى الشهير بـ «أبى العتاهية» تجسيداً حياً لسياسة العصر العباسى. كان أكثر ما يميز هذا الشاعر بسبب بساطة أصله ونشأته أنه نقل شعر أسافل الشعب إلى بلاط الخليفة، لأنه بجانب أنه كان حريصًا على مجالس العلم والأدب فكان منغمساً فى الملذات والمفاسد. وكان شديد الظُرف وله حكاية مع الخليفة هارون الرشيد الذى سجنه وشاية من بعض الحاقدين، ووضعه فى أحد السراديب التى لا يُسمع بها إلا صوت الحشرات، ولا يُرى فيها غير الظلام. فجلس مهموماً وفكر فى وسيلة تُخرجه مما هو فيه، فنظم بيتين من الشعر للخليفة، وعندما جاء السجان إليه فقال له البيتين «أما والله إن الظلم شؤم... ومازال المسئ هو المظلوم... إلى الديان يوم الحشر نمضى... وعند الله تجتمع الخصوم» وعندما علم بهما الخليفة هارون الرشيد بكى وتذكر يوم وقوفه بين يد الله عز وجل، فأمر بالإفراج عنه لأنه علم أن لكل ظالم نهاية يُحاسب عليها.

لم نقصد أحدًا!