عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

كانت أمنية عبدالحليم حافظ أن يمثل فقط ولا يغنى فى فيلمه الأخير «لا»، الذى لم يمكنه الموت أن يصوره.. وكان يريد أن يثبت إنه ممثل وبطل سينمائى يمكن أن تدفع الجماهير ثمن التذكرة لمشاهدته كممثل وليس كمطرب!

ومن أول فيلم غنائى «أنشودة الغرام» ١٩٣٢ بطولة نادرة وزكريا أحمد حتى فيلم «أولاد حريم كريم» بطولة مصطفى قمر وداليا البحيرى ٢٠٢٣، ومحاولات المنتجين استغلال شهرة المطربين فى الأفلام لم تتوقف.. وكذلك استهوت السينما الكثير من المطربين لتخليد أعمالهم وزيادة شهرتهم من خلال السينما.. ولكن ظلت تجارب العديد منهم فاشلة فى التمثيل وكان يشفع لهم حب الجماهير لهم كمطربين.. وكان عبدالوهاب أكثر المطربين فشلا فى التمثيل وخصوصا عندما يضحك وكانت الأشهر فى السينما!

وأعتقد أن عبدالحليم منذ فيلم «الخطايا» وأدائه الرائع أمام الممثل الكبير عماد حمدى والصفعة الشهيرة، ثم فيلم «معبودة الجماهير» أمام الرائعة شادية، وهى ممثلة عظيمة ومطربة أعظم.. أقنعت عبدالحليم أنه ممثل كبير مثلما هو مطرب كبير ولذلك أراد إثبات ذلك فى آخر أفلامه.. ولكنه رحل!

ولكن مع أفلام المطربين مصطفى قمر وتامر حسنى، يكادان يكونان المطربين الوحيدين اللذين استطاعا فى أفلامهما التمثيل أفضل من الغناء.. وتامر تحديدًا أثبت فى أكثر من فيلم أنه ممثل كوميدى خفيف الظل ولديه قبول عند جمهور السينما وهو يستطيع أن يقدم أفلامًا لا يغنى فيها وتحقق جماهيرية كبيرة فهو نجم سينمائى يغنى فى الأفلام وليس مطربًا يمثل فى الأفلام!

وتامر مقتنع بذلك ولهذا اتجه مؤخرا لإنتاج أفلامه بنفسه وكتابة القصة والسيناريو بعيدًا عن إنتاج الآخرين ونجح فى آخر أفلامه «تاج» إثبات نفسه كممثل يمكن أن يؤدى أدوارًا متنوعة هو يحتاج أن يتوقف عن الكتابة بنفسه لأنه يكتب الدور والشخصية التى يشعر أن يعطى فيهما، فهو يكتب بنفسه لنفسه وهى معادلة صعبة ولا أظن أنها تنجح فى كل مرة.. ولدينا مثال كبير فى ذلك هو المخرج يوسف شاهين الذى أرى أنه يتمادى فى إخراج أفلام كتبها بنفسه عن نفسه ولم يتبق منها سوى الأغاني!

ولهذا أنصح تامر حسني، بعد أن تجاوز حكاية أنه مغنى يمثل أو ممثل يغنى إلى الاستعانة بالموهوبين من أبناء جيله ولن أقول له من الأجيال الماضية لبطولة أفلام لا تكسب فلوس فقط أو تحقق جماهيرية كبيرة فقط بل تجعله واحدا من أهم الممثلين.. وهذا لن يتحقق لو استمر فى تقديم أفلامه بنفسه ولنفسه!

ولا يختلف كثيرا مصطفى قمر عن تامر حسنى فقد حقق هو الآخر نجاحا لا بأس به فى عدد الأفلام التى قدمها، وكان يمكن أن يتطور أكثر كممثل لو اشتغل على موهبته فى التمثيل خاصة الآن توجد الكثير من ورش التمثيل وقد شارك معه من قبل الممثل الكبير أحمد كمال فى أفلامه، وهو من الأساتذة الكبار الذين علموا عددا كبيرا من الممثلين فنون التمثيل وساعدهم على تطوير مواهبهم التمثيلية.. ولكن قمر اكتفى بما يمتلك من قدرات تمثيلية وما يعرض عليه من أفلام.. ولولا فيلمه الأخير كاد أن يتوقف عن التمثيل كما توقف عن الغناء!

[email protected]