رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

تلقيت على بريد صفحة متاعب الناس بالوفد عددًا من الشكاوى من أكثر من  محافظة، يستغيثون بالدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة لسرعة إجراء الجراحات العظمية لهم بدلا من وضعهم على قوائم انتظار تزداد يوما بعد يوم، وعلمت أن هناك عجزًا فى هذه المفاصل الصناعية بالمستشفيات، بسبب أمور تتعلق بالاستيراد وتوفير العملة الصعبة، وهذه الأمور تخرج عن اختصاص وزارة الصحة كما علمت، وبعض المسئولين بها ألقوا الكرة فى ملعب الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبى وإدارة التكنولوجيا الطبية، وهى هيئة حكومية تتبع رئيس مجلس الوزراء، وهى المسئولة عن إجراء عمليات الشراء للمستحضرات والمستلزمات الطبية البشرية لجميع الجهات والهيئات الحكومية؛ لذلك نوجه هذه الاستغاثات للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لمدى خطورة تأخر إجراء هذا النوع من  الجراحات، وما أثارنى كثيرا هى حالة الشاب محمد عبدالفتاح أبوالمعاطى الذى يبلغ من العمر ثلاثين عاما، ويرقد فى بيته منذ ستة أشهر بدون مفصل الفخذ، بسبب تعرضه لحادث تطلب تركيب مفصل صناعى له بأحد المستشفيات الذى لديه قوائم انتظار طويلة، ووالد الشاب رجل بسيط لا يشغله قلة النقد الأجنبى أو ارتفاع فاتورة الاستيراد، وكل ما يشغله هو قيام ابنه معافى من سريره، ومعاودة نشاطه للإنفاق على نفسه وعلى أسرته، بدلا من قيام الجد المسكين الذى اقترب من ال٧٠ عاما بالإنفاق على أسرة ابنه المريض وباقى أفراد أسرته حتى يتعافى نجله، وقد حرصنا على تدوين بيانات المريض لدينا للتواصل، ولا ننكر أن هناك اجتهادات ومحاولات حثيثة من الحكومة  لتوفير النقد الأجنبى بكل الصور، إلا أننا لا نعفيها من المسئولية المباشرة، ولن ندفن رؤوسنا أيضا فى الرمال، ونحن نرى يوميا فواتير استيراد سيارات ودراجات وتكاتك وطعام للكلاب والقطط والعصافير قادمة من الخارج، بعشرات الملايين من الدولارات، وأيا كانت الجهة التى توفر لهم العملة الصعبة، سواء بصورة رسمية عن طريق  البنوك، أو الشراء من السوق السوداء، فالحكومة مسئولة أمام الشعب عن هذا التناقض الغريب، ولم يتوقف الأمر فى الاستيراد على ما ذكرناه، ولكن صفحات التواصل الاجتماعى تموج يوميا بعشرات المنتجات المستوردة، وتطلب مندوبى مبيعات لتسويقها، مثل الملابس وأدوات التجميل والمكياج  ذات الماركات العالمية المعروفة للجميع، ولا تشفع مصمصة شفاه المسئولين وذرف دموعهم على مرضى يتوجعون، وهناك من يسمح بهذا السفه الاستيرادى، لابد من ترتيب الأولويات، والضرب بيد من حديد على كل من يخالفها، فليس هناك شيء أهم من الصحة.

وليس هناك أصعب من مريض يتوجع ولا يجد الدواء، ونسأل الله تمام العافية والشكر على العافية.