رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا شك أن الجيل الحالى من أبنائنا وأحفادنا يخوضون معارك ضارية على كافة الأنحاء، ربما لم يتعرض لها آباؤهم وأجدادهم بنفس القدر وبنفس الخطورة، ومعارك الأبناء لم يسعوا إليها ولكنها فرضت عليهم قبل أن تستقر نطفهم فى أرحام الأمهات، عندما أصبحت مهنة الطب تحمل جميع مقومات الصناعة، بداية من متابعة الزوجة وحتى ولادتها قيصريا وليس طبيعيا، إلا من رحم ربى ومرورا بالحضانة، وما أدراك ما هو بيزنس الحضانات فى بلادى، وإذا لم يتم إسعافه بها نظرًا لقلة عددها أو ارتفاع أسعارها فانتظروا أطفالًا مشوهين يخوضون خلالها مع ذويهم معارك لا تنتهى ولا نجاة منها.

وإذا نجا منها فهناك معركة الألبان وكيفية الحصول عليها إذا توافرت القدرة الشرائية لها، ثم نأتى للمعركة الأهم فى رعاية الأطفال، والمتمثلة فى توفير الحفاضات لترتاح الزوجة من غسيل الكوافيل، ويحمل الأب الهم الثقيل فى شراء حفاضات بآلاف الجنيهات، وهى معركة من أشرس المعارك التى يخوضها الطفل، والتى أكدت دراسات حديثة أن مآل من ارتدوا هذه الحفاضات هو العقم وأمراض الذكورة التى لا تنتهى 

وتتوالى الشهور والسنوات ويجد الطفل نفسه وقودا لمعارك لم يكن مستعدًا لها، مثل معركة أمراض التوحد والعزلة، وتسليمه لأعدائنا تسليم أهالى بأيدينا عن طريق إلهائه بالهاتف المحمول لنتفرغ نحن لما هو أهم من وجهة نظرنا، ونسعد كثيرًا أن الطفل الذى يحبو يتنقل بين الألعاب والصور والأفلام الكرتونية ببراعة، كما نسعد ونحن نظن أن أطفالنا أصبحوا على طريق التكنولوجيا من أوسع أبوابها، ولا نعلم أن الغرب لن يسمحوا لأحفاد مصطفى مشرفة وسميرة موسى وغيرهما من علماء الأمة أن يتفوقوا عليهم.

ومن أهم المعارك التى يخوضها أطفالنا وشبابنا هى معركة الانفتاح اللانهائى مع الإنترنت، وعدم غلق  أجهزة الروتر فى منازلنا ليلًا ونهارًا بعد أن أصبحت الدراسة فى المراحل الثانوية يلزمها تابلت والتابلت يلزمه إنترنت داخل غرف مغلقة، لنترك أبناءنا ونخلد إلى النوم، وهم فى أحضان عالم يموج بمفاسد وعرى ورذيلة، فضلًا عن فوائده التى لا تحصى، والتى لا تكون الخيار المفضل لأبنائنا فى هذه المرحلة الخطيرة بحكم المراهقة، التى مررنا بها وكانت أقصى أمانينا هو عدم إدارة زر التحويل فى التليفزيون الأبيض والأسود قبل أن تنتهى وصلة رقص أو مشهد عاطفى، يتسابق أثناءه الجميع فى غلق الجهاز عقابا على قلة الأدب، وعيوننا التى لا تستحى من هذه المشاهد.

هذا كان لسان حال جيلنا والكبت العاطفى والأخلاقى الذى عاشه، وهذه هى معارككم أيها الجيل الذى ما زال صامدًا، يسعى إلى الكتاتيب ودور التحفيظ والمساجد ونوادى الجيم، رغم أنف الميديا العالمية بكل أسلحتها القذرة، والى لقاء قريب لمناقشة استعداداتنا لهذه المعارك، إن كان فى العمر بقية.