رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

بات من المؤكد أن الغلبة دائمًا تكون للفئة المنظمة المبتكرة التى تعرف ماذا يطلب السوق، وأكبر الأسواق لدينا فى المحروسة هم طلبة المدارس والجامعات. وعلى مدار العقدين الماضيين حرص القائمون على السناتر على تطوير أدائهم والاهتمام بعملائهم من التلاميذ والطلاب، وتوسعت السناتر فى فرض وجودها لتغطى خدماتها المدن والأحياء والقرى والنجوع والعزب والكفور، وتبدو طريقة الأداء متشابهة إلى حد التطابق، فلا تختلف طريقة الابتزاز بين كفر البطيخ وحى مدينة نصر، وقد اتفقوا ضمنيًا على اختيار شهر أغسطس كبداية للعام الدراسى، ومن يخالف هذا الموعد يتم حرمانه من دخول جنة وزارة السناتر العمومية، ويذهب غير مأسوف عليه إلى المجامبع المدرسية فى شهر نوفمبر أو ديسمبر، ولا بد أيضًا من تفعيل البروتوكولات السنوية مع وزارة الكتب الخارجية، وضرورة الطبع المبكر والالتزام بتوزيعها على المكتبات بجميع أنحاء الجمهورية، والتى تبدأ من كفر عجوة وحتى منطقة الفجالة، وعلى طريقة الطبيب (الفهلوى)، الذى يطلب من المرضى إحضار الأدوية من الصيدلية المجاورة لعيادته؛ للتأكد من عدم وجود بديل، يبدأ مدرسو السناتر بالشرح من الكتب المتفق عليها لإلزام الطلبة بشرائها بأرقام فلكية لم نسمع عنها من قبل، ولم يجرؤ أولياء الأمور على النطق بكلمة واحدة أمام أبنائهم، الذين تلقوا التعليمات السنترية بعدم البوح أو الاعتراض وإلا سيكون مصيرهم المجموعات المدرسية والكتب المدرسية والفصول المدرسية، والغريب فى الأمر أن قيادات الوزارة بلعوا ألسنتهم ولم نسمع سوى بيانات مقتضبة لا تساوى شيئًا أمام فتونة وزارتى السناتر العمومية والكتب الخارجية، حتى التهديدات الجوفاء التى كان يطلقها طارق شوقى الوزير السابق لم نعد نسمعها الآن.

ووجهة نظرى التى أقدمها متطوعا، هى القبول بالأمر الواقع، وضم هاتين الوزارتين للحكومة، أو دمجهما مع وزارة التربية والتعليم، وستسير الأمور بسلاسة وانضباط، وستبدأ الدراسة داخل السناتر فى شهر أغسطس وتنتهى فى مارس أو أبريل على الأكثر، وسيقبل به أولياء الأمور، وسيشكروننى على هذه النصيحة، التى ستخلصهم من تأخر الكتب المدرسية

التى لا ينظر إليها الطلبة من الأساس، والزحام فى الفصول وعجز المدرسين، والحفاظ على وقت المدرسين وصحتهم بدلًا من شحططتهم صباحًا فى المدارس وظهرًا فى السناتر وليلًا فى المنازل، وسيكون الحفاظ على وقت المدرس وصحته ومستواه المادى نصرًا مؤزرًا للعملية التعليمية، وستشعر الأسر المصرية بأنها تنفست الصعداء، بعد أن وفروا على الوزارة طبع الكتب، وبهدلة المدرسين وإعادة قيد أبنائهم المفصولين بعد سداد الرسوم، وكل عام سناترى وأنتم بخير.