رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

من رأى ليس كمن سمع، ومن يرى المناطق الصناعية فى محافظات مصر يدرك تمامًا أن هناك من يعمل لصالح هذا البلد ويبنى وينتج.

طبعًا ليس هناك أسهل من أن ترتدى النظارة السوداء فلا ترى إلا كل سواد، وكثيرون يفعلون هذا ولا يتحركون من أماكنهم خطوة واحدة ويتحدثون عن البطالة والمصانع المتعثرة والإنتاج المتوقف والأزمة الاقتصادية.

لكن فى الجهة الأخرى هناك من يرفضون الاستسلام لليأس ويصرون على رؤية الواقع بما فيه من صور جميلة ومبشرة وتعطى أملًا، وهذا موجود فى المناطق الصناعية مثل المنطقة الصناعية بالسادس من أكتوبر، فيها تجد صورة مصر التى نتمناها، مليئة بالعمل والإنتاج، الإيد الشغالة بجد، آلاف العمال لا وقت عندهم للكلام ولا التنظير، لا يحبون أن يسمعوا إلا صوت المكن «دور ياموتور» ولا يعشقون إلا صورة نتاج أيديهم، كل حياتهم إنتاج، يا حلاوة الايد الشغالة، يا جمال الناس الشقيانة، لا ترى فى وجوههم غير السعادة لأنهم يعملون، لا تكاسل ولا نصب، تحب أن تقف معهم وتتحدث اليهم لأن لديهم قدرة غريبة على صناعة الأمل ومنح الطاقة الإيجابية.

فى شوارع المنطقة تجد حافلات البضائع محملة بمنتجات مصانعها المختلفة، منها ما يذهب إلى المحافظات شمالًا وجنوبًا للاستهلاك المحلى ومنها ما يتجه إلى موانئ التصدير.

صورة رائعة لكننا لا نراها لأن هناك من يصرون ألا يصدروا لنا إلا الأزمات والكوارث، والمواطن الغاضب الرافض لكل شيء، ورجال الأعمال الفاسدون المتربحون، بينما هناك مواطنون ينتجون من أجل هذا البلد، وهناك رجال أعمال يقاتلون من أجل ألا تتوقف مسيرة الإنتاج، وهناك صناع احترفوا صناعة الإبداع والابتكار فى الإنتاج، وريادة الأعمال، أتحدث عن شباب أصبحوا الآن صناعًا ورجال استثمار وأصحاب مشروعات ناجحة وتجارب ملهمة، ويمارسون دورًا ربما لا يراه كثيرون فى فتح المجال لفرص العمل، وعندما تحدثت مع بعضهم كانت المفاجأة أن السوق الصناعى فى مصر ما زال يحتاج إلى ملايين الأيدى العاملة، فرص العمل تولد كل صباح لأن هناك مصانع تقام ومشروعات تنطلق لكن للأسف بعض الشباب سيطرت عليهم ثقافة التيك أواى حتى فى العمل، فلا يفضلون أن يبدأوا الحياة بمسارها الطبيعى، وإنما يحبونها سهلة وجاهزة.

أتمنى لو أن الشباب الراغب فى العمل والاستفادة من التجارب الناجحة يزور المناطق الصناعية ليرى بنفسه كيف نجح شباب مثله فى صناعة النجاح لمجرد أنهم امتلكوا الإرادة والقدرة على الابتكار الإيجابى، مثلما يحدث فى مجمع عمال مصر وغيره من التجارب الشبابية التى كانت سببًا فى فتح الباب لآلاف الفرص للشباب فى مجالات مختلفة.

نماذج مشرفة لأنهم بدأوا من الصفر، صنعوا نجاحهم بأيديهم، وعاركوا الحياة فامتلكوا صلابة وقوة فى مواجهة أى تحدٍ.

ما أراه فى المنطقة الصناعية فى مدينة السادس من أكتوبر إنجاز عظيم يحسب للدولة المصرية ولشباب امتلك القوة والإصرار، وأتمنى أن يركز الإعلام على هذه النماذج الشابة الناجحة فى المناطق الصناعية وأن يعلم الشباب كيف حقق هؤلاء النجاح وأسهموا فى تقدم دولتهم بعيدًا عن الشعارات والمزايدات والكلام الأجوف الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع.

هذه النماذج بالتأكيد موجودة فى كل المحافظات لكنها تحتاج تسليط الضوء عليها كصورة مبشرة نقدمها لشبابنا بدلا من الصور التى تسيء لبلدنا وتخلق الإحباط.