عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

مرت على السينما المصرية أوقات صعبة، وكانت أصعب على العاملين فيها، وأعتقد أنها تمر فى هذه الأيام بأفضل حالاتها، وإن لم ينتهز صناع السينما هذه الفرصة فلا أظن أنها ستتكرر فى وقت قريب إذا ما فاتتهم!

زمان.. كانت دور العرض هى المموّل الوحيد لصناعة السينما، ولم يكن التوزيع الخارجى للفيلم المصرى فى الدول العربية يساعد كثيرًا فى تمويل الإنتاج، وإن كان التمويل الخارجى لعب دورًا كبيرًا فى منتصف السبعينيات وربما حتى نهاية الثمانينات فى تمويل صناعة السينما فى مصر، ولكن فى جانب كبير من هذا الدور كان وراء أسوأ إنتاج سينمائى مصرى والمعروف باسم أفلام المقاولات!

حاليًا.. توجد لا يقل عن ثلاثة مصادر تمويل ضخمة للفيلم المصري؛ أولها التوزيع الداخلى بعد أن انتشرت دور العرض فى المولات ومراكز التسوق الكبيرة، وبمستوى أعلى بكثير من دور العرض القديمة، وفيها يحقق الفيلم الواحد إيرادات بملايين الجنيهات، وقد وصلت مع أفلام مثل كيرة والجن الذى عرض على مدار 22 أسبوعًا، وبلغ إجمالى ما حققه نحو 120 مليونًا جنيه، حتى أصبح الفيلم الأعلى إيرادًا فى السينما المصرية، يليه فيلم «الفيل الأزرق 2» الذى عرض عام 2019 وحقق حوالى 105 ملايين جنيه، ومن المتوقع أن يزيد عنهما فيلم «بيت الروبي»، الذى وصلت إيراداته خلال اليومين الماضيين إلى 113 مليون جنيه، ومازال يعرض فى مصر والخارج!

المصدر الثانى الذى لا يقل أهمية هو التوزيع الخارجى بعرض الفيلم المصرى فى دور العرض العربية وتحديدًا فى السعودية والإمارات والكويت وقطر، التى افتتحت فى السنوات القليلة الماضية عشرات من دور العرض ويقبل الجمهور العربى فيها على الفيلم المصرى مثلما يقبل على الفيلم الأمريكى والهندى.. وبالطبع دور العرض فى دول المغرب العربي!

ويكفى.. القول إن فيلم بيت الروبى حقق حتى ٢٠ يوليو الماضى فى السعودية وحدها إيرادات وصلت إلى 16708021 ريالًا أى ما يعادل 137 مليونًا و842 ألف جنيه مصري!

وتحدثت.. تقارير دولية منها تقرير مجلة «فارايتي» العالمية عن فيلم بيت الروبى، حيث نشرت المجلة تقريرًا عن إزاحة الفيلم المصرى للفيلم الأمريكى the flash من صدارة شباك التذاكر السعودى!

أما المصدر الثالث لتمويل صناعة السينما المصرية فهى المنصات ووسائط العرض الحديثة الرقمية والإلكترونية التى بعضها يسهم فى الإنتاج والبعض يشترى حقوق العرض، وكانت هذه المنصات وراء توفير تمويل كبير للسينما المصرية، نظرًا لأن الفيلم المصرى وسط كل الإنتاجات السينمائية العربية يكاد يكون مضمون النجاح، تقريبًا، حيث ُيقبل عليه المتفرج العربى أكثر من أى فيلم آخر.. ولكن ذلك لن يدوم ابدًا!

إلا إذا.. تمكّن صناع السينما المصرية من انتهاز هذه الفرصة التاريخية بتقديم إنتاجات معتبرة، ويكونوا من الذكاء بإنتاج أفلام تتمكن من المنافسة فى السوق، حيث إن الأفلام الأمريكية والهندية بالسوق الخليجى سواء فى دور العرض أو على المنصات الإلكترونية لها جمهور كبير وعريض، وكذلك الإنتاج المحلى وخصوصًا السعودى والإماراتى والبحرينى ينافس بقوة وله جمهوره المحلى كذلك.. ولذلك يحتاج صناع السينما المصرية إنتاج لا يقل عن ثلاثة أفلام ذات إنتاج ضخم كل عام بنجوم يحظون بجماهيرية كبيرة، وهذه الأفلام الثلاثة قادرة على أن تسحب معها ما لا يقل عن عشرين فيلمًا من الإنتاج المتوسط والصغير فى كل موسم.. المهم إدراك اللحظة.. وما زلت أكرر أن السينما المصرية رغم قلة إنتاجها.. هى مصنع البهجة الوحيد الذى ينتج فى مصر.. وربما فى العالم العربي!

[email protected]