رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلم صدق

أجهدَ عينى الكثيرُ مما يبث ويعرض على قنوات «اليوتيوب» و«التيك توك»، فأغلب ما تبثه تلك القنوات عبارة عن أمور سطحية، مواضيع تافهة غير موظفة التوظيف الأمثل، فيديوهات خادشة للحياء، غير أخلاقية، ومن أسفٍ أنها انتشرت بشكل مخزٍ فكانت تقليدًا أعمى للغرب، حيث حولوا محتوياتهم الإيجابية لسلبية، فقلدناهم حتى صح فينا قول النبى صلى الله عليه وسلم: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْرًا بشبْر، وذراعًا بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ).

والخطر الأكبر لهذه الفيديوهات يكمن فى اعتياد «عين وعقل وقلب» أطفالنا عليها.. إذن نحن أمام حالة انفلات لن تخطئها عين كل من يطالع محتوى هذه القنوات.

ولا شك أن من أسباب انتشار هذا السفه من قنوات الـ«يوتيوب»، و«التيك توك» التى تبث فيديوهات غير لائقة هو تحقيق بعض أصحابها شهرة سريعة وثروة كبيرة فى زمن قصير جدًا، وأن منشئ هذا المحتوى غير اللائق أخلاقيًا نشأ فى بيئة غير سوية، وتربى على عادات غير لائقة، ولهذا لم يكن داخله وازع دينى أو أخلاقى أو اجتماعى يمنعه من بث هذه الفيديوهات علينا وعلى أبنائنا.

لذلك يجب أن يكون هناك بديل جاذب للأطفال والشباب، يجعلهم يتركون المحتويات غير اللائقة، خاصة مع انشغال الأسرة المصرية فى دوامة الحياة الاقتصادية. ولا يتحقق ذلك إلا بتنمية مواهبهم فى شتى المجالات، والجلوس معهم ومعرفة تفاصيل يومهم وحياتهم. ولست مع منع الأبناء من الهواتف المحمولة؛ لأننا غير متواجدين مع الأبناء طوال اليوم؛ لذا الأفضل من المنع هو التوعية وغرس المسئولية فى عقول أبنائنا لتكون لديهم عزيمة داخلية لرفض كل ما هو غير أخلاقى.

وعلى الدولة أن تتعامل مع هذه القضية بحزم وبعين الرقيب، لا كما نرى غياب القوانين أو التشريعات الحازمة لضبط استخدام هذه الفيديوهات «اليوتيوب» وإلا أثرت بشكل سلبى على العادات والتقاليد المصرية العريقة، وأتت بما لا يتناسب مع المجتمع المصرى.

فلقد افتقدنا البرامج التليفزيونية التى كانت تعرض فى عقود سابقة وكانت تقدم رسالة اجتماعية راقية، وكان أولادنا يتأثرون بها بشكل إيجابى، فلا أقول نسخ هذه البرامج، ولكن تطويرها وتطويعها فتكون جامعة بين القيم والتكنولوجيا، وخيرًا فعلت الشركة المتحدة حينما قدمت محتوى بنّاء للأطفال وهو«يحيى وكنوز»؛ لأن الطفل المصرى قيمة كبيرة ويجب الاستثمار فيه، وعندما نغرس داخله من الصغر أنه إنسان ونعطيه تعليمًا جيدًا فى المدارس والبيت، سنبنى أجيالًا أكثر وعيًا وإفادة لنفسها وللمجتمع.

إذن فليس كل ما أتانا أخذناه، ولا كذلك استبعدناه، ولكن نعرضه على: العقل والدين والتقاليد، وإلا سنكون كقوم موسى حينما قالوا لنبيهم «اجعلْ لنا إلهًا كما لهم آلهة».