عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

تبقى القوة الناعمة إحدى الدعائم الأساسية فى حماية الدول والمجتمعات في مواجهة شتى أشكال الغزو الثقافي، ومع تطور الحروب والصراعات الدولية وانتشار حروب الجيل الرابع التي تهدف إلى إفشال الدول من الداخل اعتمادًا على تأجيج الصراعات ونشر الفوضى من خلال خلايا خفية لها تأثير على الثقافة العامة ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني بهدف التأثير النفسي على الرأي العام وإحباطه وفقده الثقة في حكومته ودولته بشكل عام والوصول به إلى مرحلة الإضرابات والاحتجاجات لزعزعة استقرار الدولة، تم فرض واقع جديد يخدم مصالح الدول التي تقف وراء هذه الحروب، وهو واقع عاشته معظم الدول العربية فيما سمي بالربيع العربي.. إلا أن الثقافة المصرية والهوية المصرية المتجذرة في أعماق هذا الشعب قد شكلت حائط الصد أمام هذا النوع من الحروب عندما خرج المصريون في أكبر حشد شعبي عرفته البشرية في الثلاثين من يونيو لإسقاط حكم الجماعة الفاشية الدينية، وإعلان تمسكهم بدولتهم الوطنية المصرية، وكانت المؤسسة العسكرية المصرية الوطنية على عهدها في الانحياز لإرادة الشعب، وتم إسقاط هذا المخطط عن مصر وباقي الدول العربية التي تنعم الآن بالاستقرار بفضل بطولة الشعب المصري ومؤسسته العسكرية.

< الحقيقة أن مصر لديها قوة ناعمة كبيرة تشكلت عبر عقود طويلة، وكان لها تأثير بالغ في محيطها العربي والأفريقي، وتحتاج إلى استعادة روافد هذه القوة في ظل المتغيرات العالمية السريعة التي تحدث.. وقبل أيام جاءتني دعوة من الزميل النائب محمود القط عضو مجلس الشيوخ وتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لمشاهدة مسرحية "فلوسك إيه" على خشبة مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، وكانت المفاجأة أن هذا العرض المسرحى عبارة عن اسكتشات كوميدية لأطفال حديثى السن كثير منهم فى عمر 6 سنوات، ونالوا إعجاب وحماس جميع الحاضرين، أما المفاجأة الثانية أن المسرحية بكاملها من إعداد وتأليف وتمثيل وإخراج الأطفال وبعض الشباب القائم على مبادرة -ابني أديبًا- وتتحدث عن أهداف التنمية المستدامة فى إطار مبادرة تقوم بها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين للاهتمام بالنشء وإعداد جيل جديد قادر على التعبير السليم ومؤثر فى البيئة المحيطة به وفي المجتمع بشكل عام، من خلال الأعمال الثقافية والفنية في مجالات متعددة واكتشاف الموهوبين فيهم ليتحولوا إلى كوادر فنية وثقافية مؤثرة وملهمة في المجتمع وقدوة لأقرانهم من الأجيال الشابة، وقد أحسنت التنسيقية في اختيار مواهب شابة لهذه المبادرة مثل الكاتبة سماح أبو بكر المتخصصة في أدب الطفل والدكتورة منى طمان، وغيرهم من الشباب المبدع مثل مصطفى حجاج ومصطفى تهامي ورنا رجب والمخرج عزوز عادل وغيرهم من الشباب الذي أبدع في هذا العمل.

< مؤكد أن حضور عدد من الوزراء وأعضاء المجالس النيابية والمسئولين للعرض المسرحي قد أعطى دفعة معنوية كبيرة للأطفال والقائمين على العمل الهادف، وهي رسالة هامة للأجيال الناشئة عن قيمة العمل والاجتهاد والصدق والأمانة وشرعية الحصول على المال، وجميعها قيم ومثل نبيلة ما أحوج النشء ومجتمعنا إليها، بعد أن أفسدت الدراما التجارية بعض شرائح هذا المجتمع وتسببت في تخلي البعض عن قيمة المصرية الأصلية.. وفي اعتقادي أن كل مشروع ناضج يبدأ بفكرة، وتأتي هذه الفكرة العبقرية كمشروع هام للمستقبل يجب أن ترعاه الدولة وتعمل الأجهزة التنفيذية على نشره بدءًا بوزارة الثقافة التي تمتلك الإمكانيات البشرية والموارد والمسارح المنتشرة في سائر أنحاء الجمهورية لهيئة قصور الثقافة، وكذلك وزارة التربية والتعليم من خلال مدارسها وتبني مثل هذه الأفكار لإعداد الأجيال القادمة ثقافيًّا وسلوكيًّا ووطنيًّا، وليس هناك أهم من إعداد النشء والأجيال القادمة حتى تكون قادرة على تحمل المسئولية في شتى المجالات بوعي وثقافة، وقادرة أيضا على حماية هذا المجتمع ونقله إلى مصاف الدول المتحضرة.

حفظ الله مصر