رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

ربما يلمس المتابع لشأن العاصمة الإدارية خاصة فى الفترة الاخيرة أنها من أكثر الموضوعات استقطابًا للحديث وإثارة للجدل، خاصة مع اقتراب شغلها على نحو ما أشرنا فى مقالنا الأسبوع الماضى ببدء عدد من الوزارات العمل من أرضها فيما البقية الأخرى فى الطريق.

وبعيدًا عن النقاش «السرمدي»، الذى ربما يجب أن يتوقف، بشأن كون العاصمة تعبر عن الخلل فى فقه الأولويات كما يرى البعض أم لا، وهو حديث يطول الكلام بشأنه ويطول الرد أكثر، فإن الوقت هو وقت تحقيق الاستفادة القصوى مما أنفق على العاصمة، فما حدث قد حدث، والجهد يجب أن ينصرف لتحقيق أكبر عائد ممكن من مبلغ الـ 60 مليار دولار التى تذكر بعض المصادر أنها حجم الاستثمارات فى العاصمة حتى الآن.

فى حدود متابعتى أتصور أن الحراك فى اتجاه العاصمة بطئ ومحدود ودون المستوى المطلوب، وهذا أمر للتخفيف من وطأة الكلمات ربما يكون طبيعيًّا ومنطقيًّا، فأنت لا تتحرك من بيت لآخر، وإنما دولة بأكملها تتحرك من مقر حكم إلى آخر. إذا تخيلت أسرة تنتقل من سكن إلى آخر بديل والعقبات التى تصادفها وتجعلها فى حالة توتر واستنفار يمكن لك مع الفارق الهائل طبعا أن تدرك ضخامة الخطوة، لكن هذا ليس مبررًا بالطبع لأن يكون ما يقطن العاصمة حتى الآن نحو عشرين أسرة حسب تصريحات المهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية، كما أنه ليس طموحًا نفخر به أن يكون العدد المتوقع للأسر التى ستنتقل إلى هناك خلال الصيف مع بدء الحياة بالمدينة من ألف وخمسمائة إلى ألفى أسرة كما أشار المهندس خالد كذلك خلال لقاء له مع أحمد موسى فى برنامج «على مسئوليتي».

المنطق يقرر أن المشاريع الكبرى يجب أن يواكبها آمال وطموحات كبرى، وهذا يفترض أن تكون العاصمة قبلة المصريين الراغبين فى حياة نوعية مختلفة، وهم كثر، حيث إن حجم الوحدات التى تم بيعها من قبل شركات التطوير العقارى، من شقق وفيلات كبير رغم أنه ليس فى حوزتى رقم محدد. واذا كنا نريد أن نجعل من مفهوم الجمهورية الجديدة مفهومًا يمشى على الأرض نراه ماثلًا أمام أعيننا رأى العين، فإن مجال هذه الرؤية هو العاصمة.. إنها المجال الحقيقى لاختبار كل الفرضيات وكل النظريات وكل الرؤى وكل الأفكار التى نرددها بشأن انتقالنا بمصر إلى عتبة عصر جديد، وأفق للحياة مختلف.

هو تحدٍ بكل ما تحمله الكلمة من معانى التحدي؛ ولذلك فإن المطلوب التعامل معه بمنطق ولغة مختلفة، مساحة الابتكار فيها أكبر بكثير من مساحته فى أى مجال آخر، ويجب اعتبار التواضع فى الأحلام والأفكار أمرًا منكورًا، خاصة أن العاصمة أصبح لها على الأقل عنوان للوصول هو القطار الكهربائى الخفيف، لم تعد معه العاصمة بعيدة، والبقية فى الطريق من مونوريل وخطوط مواصلات عامة أخرى، فضلًا عن شبكة طرق حديثة وبالشكل الذى عليه شبكات الطرق العالمية.

ومع أنه يمكن اعتبار افتتاح مركز لخدمة المواطنين بجهاز العاصمة مؤخرًا خطوة على طريق تعزيز الخدمات هناك، إلا أنه يجب النظر إليها باعتبارها الأولى على طريق الألف ميل.

بهذه الرؤية أتصور أن تحويل العاصمة لمدينة مليونية أمر يمكن أن نلمسه ونراه فى القريب العاجل.. لعل وعسى!

[email protected]