رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

جاءت من ألمانيا إلى إحدى القرى المصرية الأكثر فقرًا، «قرية البحاروة» بالعياط التابعة لمحافظة الجيزة، واستقرت بها من أجل تعليم أطفالها البسطاء، عشقت تراب مصر فلم تستطع العودة إلى بلدها، وقررت العيش على ضفاف النيل فأنشأت «مدرسة نهر النيل».

السائحة الأوروبية ديانا ساندرو أو كما يناديها الجميع «ديدى»، تشعر بحبها لأم الدنيا من نظرات عينيها اللامعة حين تتحدث عن مصر قائلة: «أتيت إلى هنا منذ 10 سنوات جذبتنى الطبيعة الخلابة وقلوب الناس الصافية، فقررت أن أعيش فى المكان الذى أعشقه وأقوم بعمل شىء يُسعد الجميع، هذا غرضى فى الحياة وهدفى هو خدمة المجتمع وخاصة فى مجال التعليم.

تسبقها ابتسامتها العذبة وتشعر بإنسانيتها حين تحدثك عن إيمانها بحق الأطفال فى التعليم، وأنها وهبت حياتها من أجلهم، وشعارها فى الحياة «الله واحد.. ونحن جميعًا أسرة واحدة».

قالت عن نفسها: «رفضت الزواج حتى لا يعطلنى عن مسيرتى، فأنا أشعر أن جميع العالم عائلتى وكل الأطفال أطفالى»، هكذا تعيش «ديدى» فى عالمها الخاص.

قامت «ديدى» بشراء قطعة أرض فى قرية «البحاروة» بمحافظة البحيرة، وأنشأت منزلًا لها بطراز خاص، وبدأت تتواصل مع أهالى القرية لإقناعهم بإحضار أطفالهم إليها لتعليمهم، وبالرغم من أنهم تخوفوا من الفكرة فى البداية، إلا أنهم اطمأنوا إليها فيما بعد وشجعوها، فاستقبلت العشرات من الأطفال فى جنتها الصغيرة.

بيت «ديدى» ليس فسيحًا، ولكن الجمال يطغى عليه من كل جانب، يلفه نهر النيل، وتزينه الأزهار والزرع الأخضر، يتألف من طابقين، الأول به 3 حجرات إحداها خاصة بـ«ديدى»، وأخرى لتعليم الأطفال، أما الثالثة فهى مجهزة للمتطوعات من المعلمات إذا رغبت إحداهن فى الجلوس لفترة أطول، أما الحديقة فتتوسطها شجرة تعلق بها أرجوحة للأطفال، وأخرى مزينة باللوحات التى تحمل عبارات بعضها باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية ذات أثر طيب مثل «الله فى كل مكان»، «احترم الحيوانات ولا تؤذها»، فيما احتوى الطابق الثانى على لوحة كبيرة بها خريطة توضح معالم المكان وموقع المدرسة فى القرية، رسمتها ولونتها «ديدى» بمساعدة الأطفال.

قالت عن تجربتها «بدأت بعدد بسيطة من الأطفال الصغار ليكون التعليم تلقائياً يستطيعون استيعابه، كان لدى ما يقرب من 30 طفلا مقسمين إلى 3 مجموعات، يدفع الطفل 30 جنيهًا شهريًا، ولدينا متبرعون يقومون بدفع رواتب المدرسين».

وفى ختام حديثها قالت: «أعشق مصر بكل ما فيها، ناسها، وسماها وأرضها وأكلها، أحب البامية والملوخية، السبانخ والخوخ والمانجو، بحب كل حاجة فى مصر، أنا هنا أشعر بالأمان لا أحد يزعجنى وهذا مؤشر جيد جدًا بعد سنوات عديدة قضيتها هنا بين السماء ومياه النيل شريان الحياة، أنا سعيدة بالسلام الداخلى الذى أشعر به هنا، أنا أحب مصر.

حفظ الله مصر وأهلها

[email protected]