رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

حاولوا جعله حوار الطرشان، ولكن الجدية والممارسة وسرعة استجابة الرئيس السيسى لمخرجاته أثبتت أنه حوار الأذن الصاغية والعقول المتفتحة الواعية التى تضع مصلحة المجتمع والمصلحة العليا للوطن نصب عينيها، ورفع ما يتوصلون إليه لصاحب الدعوة للحوار، الرئيس السيسى الذى يثق فى المتحاورين ويرد عليهم: ستكون استجابتى لما توافقتم عليه دون قيد أو شرط بالنسبة للمطالب التى تقع تحت صلاحياتى وسأحيل الباقى للبرلمان.

عن الحوار الوطنى أتحدث، وأنتج ثلاث قضايا مهمة وهى تعديل قانون الولاية على المال، وإصدار تشريع لمنح حرية تداول المعلومات وإنشاء مفوضية لمنع التمييز، وأعلن الرئيس السيسى بعد عرضها عليه استجابته لها دون قيد أو شرط، والقضايا الثلاث مهمة لكل المصريين، وكانت مطلبا ملحا مجتمعيا وستصدر بقوانين من البرلمان ويصدق عليها الرئيس السيسى الذى استطاع أن يجمع المصريين حول مائدة حوار واحدة من مختلف التوجهات السياسية ليدلوا بدلوهم فى كل القضايا لتنفيذ ما تحتاجه المرحلة الحالية. نجاح الحوار ومن قبله الاستجابة له من كل فئات المجتمع المصرى دون استثناء أو استبعاد لأن بخلاف الفئة الضالة وهى تعرف نفسها، فلا حوار معها، ولا مصالحة لأنها لا تعرف إلا حوار الدم، وهى فئة تكره المصريين، وتعادى النظام المصرى، كانت تخطط لحكم هذا الشعب الطيب لأكثر من 500 عام، وكانت تخطط لتحويل مصر من دولة مستقلة ذات سيادة موحدة لا تقبل التجزئة ولا ينزل عن شىء منها ونظامها جمهورى ديمقراطى، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون، والشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامى، تنتمى إلى القارة الأفريقية وتعتز بامتدادها الآسيوى، وتسهم فى بناء الحضارة الإنسانية، أقول إن أهل الشر حاولوا اختزال كل ذلك التعريف بمصر مهد الحضارة إلى مجرد ولاية فى عصمة والى أو فقيه ينتظر التعليمات من الاتحاد الدولى لجماعة الإخوان ومقره لندن، التى ساعدت جماعة الإخوان على القيام لتكون شوكة وجاسوسًا يختبئ فى جسد مصر لصالح بريطانيا!

الإخوان جماعة انتهت، لا إخوان فى مصر مرة أخرى بعد أن كشف الشعب المصرى مخططهم فى تطفيش المواطنين وتحويلهم إلى لاجئين وفى مقدمتهم المسيحيون، وقصر المواطنة على العشيرة والقبلية، التى كان يخطب فيها رئيس الدم والنار الذى كان يحكم من خلف ستار مكتب الإرشاد صاحب الأمر النافذ خلال 368 يوما، حكم فيها الإخوان مصر، جماعة الإخوان رفعوا السلاح فى وجه مصر، الوطن، والأرض، والقوات المسلحة والشرطة، والمصرى البسيط الذى رفض السير خلف موكب مرشد الجماعة معصوب العقل قبل العين شعاره السمع والطاعة دون مناقشة! والدماء البريئة التى سالت من أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين ضحوا بحياتهم ليعيش هذا الشعب، وواجهوا رصاص الغدر من الجماعة لن يتصالح فيها المصريون لأن القرار هنا سيكون قرار الشعب المصرى الذى قال لا تصالح فى دم أبنائه، التى سالت على رمال سيناء وهم صيام، ووقت الإفطار وهم يصلون فى المساجد، وفى خنادقهم فى عز الحر، وعز البرد، يدافعون عن التراب الذى لا يهم جماعة الإخوان، فمصر بالنسبة لهم حفنة تراب لا يهمهم حدود ولا استقلالية ولا ندية مع دول أخرى، هى أرض بالنسبة لهم يستطيعون أن يوزعوها على أصدقائهم وكأنها هدايا من «خان الخليلى».

حوار المصرين، ونجاحه تحول إلى صفعة على قفا الإخوان ولطمة قوية على وجوههم لأنه لم يحقق غايتهم فى أن يتحول إلى مشاحنات وصراعات فى وقت تستعد فيه مصر لاستحقاقات دستورية مهمة، فالجميع جلس فى الحوار على اختلاف انتماءاتهم يناقشون ويقترحون وفى النهاية يعرضون ما توصلوا إليه على الرئيس الذى دعاهم إلى هذا الحوار الذى لم يستثن منه أحدًا، وفى الحوار تم طرح كافة القضايا دون استثناء، رغم تربص أهل الشر، وخنقة الأزمة الاقتصادية، والظروف المحيطة بالمنطقة، وهذا لأن مصر 30 يونيو عرفت طريقها وهو كسب مساحة جديدة كل يوم نحو جمهورية جديدة لكل المصريين، تعتمد على العالم والمعرفة وتساير التطور فى العالم، وتلفظ الجهل، وترفض العودة إلى عصور القرون الوسطى، وحكم الفقيه والتأسلم السياسى، فى مصر يوجد إسلام ومسلمون ومسيحيون ويهود، ولكن لا توجد جماعة إسلامية، لن يختزل الإسلام فى جماعة!