عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

تجارب «كوكب اليابان الشقيق» تحوي الكثير من النجاحات المبهرة، التي يمكن اعتبارها مثالًا يُحتذى، خصوصًا ما قامت به «طوكيو» مؤخرًا، بتنظيم دورات تدريبية، على كيفية الابتسامة، تم تخصيصها لأولئك الذين اعتادوا ارتداء أقنعة الوجه أثناء وباء كورونا.

«الكوكب البعيد» استعان بخدمات ما يُعرفون بـ«مدربي الابتسامة»، الذين يُعيدون تأهيل الأشخاص، ليكونوا قادرين على إظهار البسمة على الوجه مجددًا، من خلال تقنيات عديدة، أبرزها تثبيت المرايا لإظهار الوجوه، ومَطّ جوانب الأفواه بالأصابع!

تُرى، هل أصبحنا في أمَسِّ الحاجة إلى خبراء أو مدربين في الابتسامة، التي أصبحت غائبة، ليُسيطر الحُزن واليأس والهَمّ على «الوشوش»، بعد أن كانت خفة الظل والدعابة والفكاهة والروح المرحة، أبرز السمات، حتى في أحلك الظروف وأشدّها مرارة وقسوة؟!

ربما تبدو الإجابة معلومة، لا تخفى على أحد، خصوصًا أنه يمكننا بسهولة استعادة الذكريات المؤلمة، والنظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة.. لكن في المقابل من الصعوبة أن نمتلك القدرة على السخرية من المتاعب، لأنها قد تفوق قدراتنا، وغالبًا ما تكون سلاح الأعزل المغلوب على أمره!

عندما يقول «دوستويفيسكي»: «السخرية هي الملاذ الأخير لشعب متواضعٍ وبسيط»، فإن «مقياس الرجل العظيم هي قدرته على السخرية من المتاعب» ـ بحسب «أفلاطون».. ولذلك يجب أن نمتلك «خليطًا» لا بأس به من الجنون والحكمة والسخرية والمرارة واليأس والتفاؤل والأمل.

«خليط» قد يجعلنا نصل إلى قناعة: «أنا ساخر، إذًا أنا موجوع»، لنسخر من السخرية ذاتها.. لكن ما نلاحظه الآن أننا افتقدنا تلك الموهبة المتعلقة بالسخرية، أو أنها ليست على ما يرام، حيث تحتاج لإبداع خاص، لم يعد موجودًا، أو ربما اندثر مع أشياء أخرى!

قد يقول البعض: إن الحالة الاقتصادية والضغوط المعيشية وأعباء الحياة، هي أعراض تسبب حالة من «جفاف الضحك والابتسامة والسخرية»، لكنها قد تكون سببًا غير كافٍ أو مقنع، لأن أغلب الأدباء الساخرين هم من الفقراء والبؤساء.

في ثقافتنا المجتمعية قد لا نجد فيها تحريضًا على الضحك أو السخرية، باعتبار أن «من كَثُرَ هَزْله قَلَّت هَيْبَته»، وبالتالي تكون النظرة سلبية لمن يُكثر الهزل.. لذلك نتصور أننا بالفعل نحتاج إلى انتشار «عدوى الابتسامة»، كبديل آمنٍ لعلاج نقص السعادة، مع تَنْحِية الجدِّية أحيانًا في بعض المواقف التي لا تستدعي ذلك.

أخيرًا.. نحن أحوج ما نكون إلى «عدوى الابتسامة» وانتشارها على نطاق واسع، مع الإدراك بأن السخرية تحتاج إلى مناخ مختلف من سعة صدر المجتمع، لأنها لا يمكنها أن تعيش مع القيود، وبالتأكيد لا تنبت مع الخوف!

فصل الخطاب:

يقول الأديب السعودي غازي القصيبي: «السخرية ثلاثة أنواع: من الذات وهي سخرية المتواضع، ومن الأقوياء وهي سخرية الشجعان، ومن الضعفاء وهي سخرية الأنذال».

[email protected]