عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ربما مع توقف الفنان عادل إمام عن التمثيل.. توقف معه عصر النجوم، فى السينما والمسرح والتليفزيون، وبدأ عصر المشهورين على وسائل التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا» سواء فى التمثيل أو الغناء.. ومع كل التقدير للفنانين المتواجدين على الساحة الذين لا شك يمتلكون مواهب ما.. ولكن الكثير منهم مشهورون بدون فن!

والآن يوجد عشرات المشهورين على السوشيال ميديا لديهم متابعون أكثر من عدد سكان بعض الدول.. يعنى ملوكًا ورؤساء على صفحاتهم ولكن فى العالم الافتراضى.. وكذلك هناك ممثلون وممثلات حققوا شهرة على السوشيال ميديا أكثر مما حققوها فى أعمالهم الفنية، ولديهم متابعون على تويتر وانستجرام والفيسبوك أكثر من عدد الجمهور الذى شاهد أعمالهم فى السينما والتليفزيون!

وبالطبع لا يهم المحتوى على السوشيال ميديا لأن الأهم هو تحقيق صانع المحتوى التريند والشهرة.. وهكذا ينافس صناع المحتوى من الأفراد غير المعروفين على السوشيال ميديا المشهورين من الممثلين والمغنين صحيح الكثير منهم يقدم محتوى مفيدًا، إلا أن المشكلة الحقيقية أن الكثير من هذا المحتوى يقدم بلا معايير أو ضوابط ولا مراجعة علمية أو فنية.. وكأنهم يحملون شهادات دكتوراه بدون جامعات أو من غير مشرفين من العلماء والأساتذة، ورغم ذلك يحقق أصحابها شهرة ومكانة أكبر بكثير من التى يحققها الدكاترة الحقيقيين!

والمشكلة أن هذ الحالة خلقت تنافساً بين الفنانين من ناحية وبين الأفراد المعروفين على السوشيال ميديا من ناحية أخرى.. والمشكلة الأكبر ذلك الخيط الرفيع الفاصل بين الفن وبين محتوى السوشيال ميديا.. والنتيجة أن الكثير من الأعمال الفنية أصبحت تقلد أعمال صناع المحتوى على السوشيال ميديا، وتحولت أعمالهم فى السينما والمسرح والتليفزيون إلى أشبه بفيديوهات اليوتيوب والفيسبوك مجرد شوية معارك وبلطجة ومقالب واسكتشات كوميدية مملة ومآسى عبيطة.. أو مقاطع لذيذة من الغناء والرقص على التيك توك مسلية مثلها مثل اللب والترمس.. وكلها أعمال قد تجعلك مشهوراً ولكن لا تجعلك نجماً!

والعيب ليس فى المشهورين من الفنانين ولا حتى فى الأفراد المعروفين على السوشيال ميديا أعتقد أن السبب فى طبيعة العصر وأدواته ووسائله وأساليبه الذى جعل من الشهرة شيئاً سهلًا وسريعاً.. وجعلت من الفن سهلًا وفى متناول الجميع ولا يهم أن يكون ذا قيمة أو يحمل رسالة.. وأصبح بمقدور أى أحد أن يكون مشهوراً ولا يحتاج إلى عشرة أفلام ليعرف الجمهور شكله، ولا لعشرة أفلام أخرى ليتذكر اسمه.. لأن فيديو واحدًا على السوشيال ميديا عن موقف أو مقلب ضاحك يجعلك مشهوراً فى لحظة.. ولا يحتاج إلى صناعة كاملة من استوديوهات ومعدات وفنانين وفنيين سواء للسينما أو التليفزيون.. الموضوع أصبح أسهل وأتفه!

وبالمناسبة هذه الحالة المتداخلة والمختلطة ما بين الفن ومحتوى السوشيال ميديا موجودة فى العالم كله وخاصة فى هوليوود.. وأن عصر النجوم الحقيقيين فى أمريكا يكاد ينتهى مثلما يحدث عندنا.. فنحن فى زمن قيمته الوحيدة أنه اصطناعى!

[email protected]