رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

فضل كفالة اليتيم في الإسلام

دعاء
دعاء

إن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على رعاية اليتيم، وإكرامه طيلة العام، إلا أن هذه الفكرة بتخصيص يوم تشارك فيه جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في إبراز مكانة الأيتام، ووجوب رعايتهم، وحث الأمة على كفالتهم، ومساعدتهم، وإبراز الأجر العظيم والثواب الكبير لأولئك المحسنين لهو أمر يستحق الثناء.

الأخلاق الحميدة

فنحن أمة ذات رسالة، حملنا الإسلام منذ قرون طويلة، فنمونا به وتشابك تاريخنا وتاريخه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- جزاه الله عنا خير الجزاء، ما رأى أمراً يقربنا من الله إلا وأمرنا به، وما رأى أمراً يبعدنا عن الله إلا وحذرنا منه، فقد أمرنا عليه الصلاة والسلام بوجوب التمسك بالأخلاق الحميدة، والصفات الطيبة، ومعاملة الآخرين معاملة حسنة، ومن الأمور التي حثنا عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجوب العناية بالأيتام. ولقد حث الإسلام على رعاية الأيتام وعلى ضرورة الوقوف معهم ومناصرتهم، ومدِّ يد العون لهم، ورتب على ذلك أجرًا عظيمًا، كما نال اليتيم مكانة متميزة في الشريعة الإسلامية حيث اعتنى الإسلام بالأيتام عناية كبيرة، وفي القرآن الكريم آيات عديدة أنزلها الله -تعالى- في كتابه الكريم تحث على ذلك، منها قوله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ) [البقرة: 220].

وقوله أيضاً: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا)[الإنسان: 8-9]. واليتم كلمة لها أثر في النفس؛ فاليتم بؤس وروعة، هو بؤس؛ لأنه يحرم الطفل وهو في مبتكر حياته أكبر القلوب عطفاً عليه، وحنيناً له. 

ولقد أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث كثيرة بكفالة اليتيم ووجه إلى الحرص عليها، وأشار إلى أنها من أفضل الأعمال التي تكون سبباً في مرافقته في الجنة، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا))، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً؛ رواه البخاري ومسلم .وقال أيضاً - صلى الله عليه وسلم -: ((من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين)) وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى؛ رواه أحمد. كفالة اليتيم لها فضائل كثيرة ومن ذلك: أنها صدقة يضاعف لها الأجر إن كانت على الأقرباء، وكفالة اليتيم والمسح على رأسه وتطييب خاطره يرقق القلب ويزيل عنه القسوة، وكفالة اليتيم تعود على الكافل بالخير العميم في الدنيا والآخرة، وكفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية، وتسوده روح المحبة والودِّ، وكفالة اليتيم تزكي المال وتطهره وتجعله نعم الصاحب للمسلم، وكفالة اليتيم من الأخلاق العالية التي أقرها الإسلام وامتدح أهلها، وكفالة الأيتام من أفضل الأعمال وأجلها، وأحبها إلى رب العزة جل وعلا، ومحبة الله لها جعل ثمنها مرافقة حبيبه - صلى الله عليه وسلم - في مكانته العالية في أعلى منازل الجنة.