رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ضربة البداية

ألغيت مباراة كرة قدم بالمملكة المتحدة فى عام 1937 بعد وقت قصير من انطلاقها بسبب انتشار ضباب كثيف.. غادر الجميع أرض الملعب باستثناء حارس المرمى الذى لم يسمع صفارات حكم المباراة بسبب صخب الجماهير خلف مرماه وظل يحرسهُ لمدة 15 دقيقة قبل أن يأتى شرطى لإخباره بقرار إلغاء المباراة.. عندها قال الحارس: (يُحزننى أن ينسانى رفاقى وأنا أحرسهم.. لقد ظننتُ أننا كنا نُهاجم طول الوقت)! المغزى أنه فى أحيان كثيرة نهدر أوقاتًا طويلة ونحن نحرس ظهورًا غادرتنا لحظة حراستها.. ولا يجب أن تنسى أو تتجاهل من يحرسك ويدافع عنك!
تذكرت هذه القصة عندما رأيت الهجوم غير المبرر على محمد الشناوى (36 سنة) حارس مرمى منتخب مصر والأهلى وكابتن الفريق وتجاهل الدور الكبير الذى لعبه فى الإنجازات والبطولات التى حققها الأهلى محليًا وافريقيًا وعالميًا.. ولقناعتى بأن خطأ الحارس لا يعنى ذبحه وتجاهل تاريخه وتفانيه.. والمعروف ان الخبرة هى أحد عناصر نجاح اى فريق خاصة فى مركز حراسة المرمى وفى وجود حارس بإمكانيات وكفاءة الشناوى.. وبمجرد ان فكر المدير الإسبانى الجديد للأهلى خوسيه ريبيرو فى إتاحة الفرصة للحارس الشاب البديل مصطفى شوبير الذى اعتبره مستقبل حراسة المرمى للقلعة الحمراء ولا يمكن أبدًا التشكيك فى موهبته وإمكاناته وبدأ فى مباراتى مودرن سبورت وفاركو استغل البعض الفرصة للنيل من تاريخ الشناوى والتقليل منه ونسجوا اخبارًا مفبركة ووهمية عن مفاوضات الزمالك وبيراميدز معه وبأرقام كبيرة تراوحت بين 300 و450 مليون جنيه.. وبالطبع كان لهذه الشائعات ردود فعل متسرعة من البعض فجاءت التعليقات الغريبة من نوعية (الباب يفوت جمل.. الف سلامة والقلب داعيلك.. ياعم امشى انت خلاص شطبت)!.. ورد الشناوى على هذه الشائعات مؤكدًا أنه لن يرحل عن الأهلى.. وأنه سبق وتلقى عروضًا مغرية بـ6 أو 7 أضعاف راتبه فى الأهلى ورفضها من أجل البقاء فى النادى فكيف سيطلب الرحيل الآن وقال انه جدد عقده مع الأهلى لمدة موسمين برضا تام وبكامل إرادته..
المؤكد أن الشناوى لم يتعود أن يجلس على دكة البدلاء وأنه حريص على المشاركة لتمسكه بمكانه كحارس أول لمنتخب مصر ،ومن الطبيعى أن يغضب، ولكن فى حدود عدم الخروج عن النظام والالتزام واحترام وجهة نظر المدير الفنى الذى سيحتاج لخبرة الشناوى التى ربما ستكون عاملًا مرجحًا فى الأوقات الصعبة وسببًا فى استمرار ريبيرو فى منصبه.. والمؤكد أيضًا أن الشناوى إذا فكر فى الرحيل ستكون وجهته أحد الدوريات الخليجية لأنه لن يلعب فى مصر إلا للأهلى مهما كانت المغريات المادية..
الشناوى تاريخ.. كتبه منذ قدومه من الحامول بمحافظة كفر الشيخ، حيث بدأ مسيرته الكروية فى قطاع الناشئين بالأهلى، ثم اضطر للرحيل بحثًا عن فرصة حقيقية للظهور فانتقل إلى نادى طلائع الجيش، ومنه إلى بتروجيت، حيث تألق وفى عام 2016 عاد إلى الأهلى وأصبح الحارس الأول للفريق ولمنتخب مصر ومن افضل حراس قارة افريقيا، وأسهم فى حصد العديد من البطولات مع الأهلى.. دورى أبطال إفريقيا.. والدورى المصرى وكأس السوبر الإفريقى..وعلى الصعيد الدولى حرس مرمى منتخب مصر فى كأس العالم 2018 بروسيا..
[email protected]